الأحد ٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
بقلم محمود محمد أسد

الوجه الآخر للغرفة الصغيرة

كنْتُ للأمسِ صديقاً تحتفي بي
و تراني مستساغاً و رقيقاً ..
ربَّما مازلْتُ لليومِ أراكمْ
تدَّعون الخيرَ و الحبَّ
تهزّون رؤوساً خلفها ألف إشارة …
تَسْتَبيحونَ دمائي ،
لو أتاكمْ بعضُ وقتٍ
أو مسَكْتم في خناقي
لأريتُمْ كلَّ عُجْبٍ و طريقه …
و أرى مِدْيتَكمْ تجري بلا أيِّ جريره …
كنْتُ للأمسِ وفيّاً و أبيّاً و جريئاً
كيفَ أصبَحْتُ غريباً و عدوّاً
ومسيئاً للوثيقة … ؟
ربّما ما زالتِ الغرفةُ تروي
وتنادي من ثقوب الباب ،
أينَ الأهْلُ ؟ فالأرضُ ستحكي لضيوفِ السَّبْتِ
بعضاً مِنْ فصولٍ نسجوها ،
دبَّروها واستباحوا ما استبُيحا …
عاتبَتْني كلُّ جدرانِ المواثيقِ
لأنيّ قد تجاوزتُ الحدودا …
ألصقوا فيَّ سماتٍ
سأراها من سياساتِ الخليقهْ …
إنَّني ضَيَّقْتُ يوماً
كلَّ دربِ و حديثٍ
و كشَفْنا ما جرى خلفَ السِّتاره …
أنسيتُم عِشْرَةَ الحرفِ وَطعْمَ الخبزِ ؟
إنِّي قد ظَنَنْتُ الأمْرَ مزحاً أو خلافاً
فإذا الطعنُ مروءه …
حدِّثوني …
حدِّثوني عن طريق للمروءة …
أينَ أخلاقُ رجالٍ دبَّحوها بحروفٍ
وبيانٍ جعلوا منها القضيّةْ …
دَخَلَتْ أنثى جدارَ البيتِ ،
أزكتْ حقدَها في الحرفِ و الأهلِ
و في المفتاح و الدَّربِ
و لمَّا جرَّدَ الحقُّ حساماً و لساناً
هدَّموا نبضَ الصّداقة …
و اختفى فِعْلُ الرّجوله …
قاطعوها و ارتدَوا ثوبَ الطّفوله …
و تناسَوا لقمةَ العيشِ
و جلْساتٍ و ديعه..
بيننا جِلْسةُ رأيٍ و مشاريعُ حروفٍ
فجأةً تُصْعَقُ بالغَدْرِ و تُمْحَى
يُغْلَقُ البابُ و تجفو كلُّ نفسٍ
تنهضُ اليومَ لئيماً و خؤونا …
مُوِّتَتْ فيك المروءه …
غرفةُ البيتِ صغيره
فرحَتْ ، غَنَّتْ و أعطَتْ
و استجابَتْ لحوارٍ و نداءٍ
و شبابٍ و شيوخٍ
جُمِّعَ الوردُ إليها من رياضٍ
و خمائلُ …
بَعْدَ حينٍ عادَ مخذولاً ومطعونا
بلوثاتِ الحماقة …
عادَ مجروحاً ،
سلاحُ الوغدِ صَمْتٌ
ويَراعٌ لَمْ يكن إلاَّ تجاره ..
غرفةُ البيتِ كبيرهْ ...
يَرْحَلُ الأوغادُ يوماً
ترتدي حلّةَ حبٍّ ووفاقٍ ووضوحٍ
من شعاعِ الشّمسِ منسوجه ..
من شعاعِ الفعلِ منسوجه ...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى