الأحد ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤
بقلم
سكنى الحبيب
تبسّمَ، وأقطرت عيناه زمرّداً،فحلّ نور الهوىوارتمى السّحر على ضفاف جفونه الحلوةِ العذبةِ...رقّ نسيم الكلامِتناهى الصّمت إلى مخدع بهائهِالمترع بقصائد الفجرِالمزدان بالوجدِالسّكران من مُدام النّدىالموشّى بطيوب الإله المتغلغلة في هدوء الرّوابي...أمسك بيديوطار بي إلى كرم صغيرٍمتناءٍ خلف الكون الوسيع الغنيينشدُ بلاغة الحبِّ،في عناقيد تواري خمرهافي شدو الأثير الوديعِ السّاكنِ...بليغ الجوى مَن تقطر عيناه زمرّداًعاشق مصوغ من بكائر الياسمين الخجولِيناجيني في مخدعي السّرّييسمع قلبي وإلى قلبه أنصت وأصغي...حبيبٌ يحاكي الخلود، يجاور منازل الأزلِإذا ما أغدق عليّ بشذرات اللّفتاتِجال السّنا في مسام نفسي،وإذا ما تناثر صمته في كلاميتهادى الحرف في ربوع صفحاتي...أدعوه وهو الحاضر فيّ أكثر من حضوري فيَّأرجوه وهو رجائي المتجذّر في أغوار وجدانيحيث يضيع النّهى ويمّحيويخجل الحسّ وينقضيويندثر البصر ويختفيويتوه السّمع ويغوي...أنجرف في تيّارهِ،يحملني حيث شاءت أنغام الحبِّأنغمس في أنفاسه حتّى انقطاع أنفاسيفتلتبس معاني العالم لحظة انبلاج فجره اليقينِ...ما أحيلى حضورك يا صاحب القلب الزّمرّدييلاشي الغياب المترائي للزّمانِيتفلّت من أبعاد المكانِوأنا الصّغيرة الفقيرة إليكَيجافيني الوعي، تخذلني الفطنةُفتجلّيك في ذاتي يفوق فهمي وإدراكيومنالك أبعد من سماوات محلّقة في العلىوأقرب من نفسي الهائمة في روحك الطّيّبةِ...وأعلم أنّ حبّك لا ألفاظ لهُوأنّ الأضداد لا تجتمع في رحاب نفسك الزّكيّةِوالدّرب إليك سبل تتزيّا بخمائل النّورِ المتلألئِواللّقاء بك أشبه بالسّحاب الملتحف بزرقة السّماءِ...أرنو إليك أنت الممسك بروحيأتطلّع إلى جمالكَ،وإذا بي أرى المسافة بينك وبينهُ تنتفي...وأحتجب عن نفسي لألقاكَفأراني أمدّ يديّ إلى نفسي لأحتويكَيا من أخشى على طهره من يدي...وقبل أن أحملك إليّ يا منهل الحبّ السّنيأراك قد حملتني في قلبك الحبيب الزّاهرِوجعلت حلميَ الأوّل حقيقةً بين أضلعي...يا برعماً قدسيّاً تفتّح في مقلتَيَّفأزهر نجمي آلاف السّنينِ...قلبك شجرة الحياة اليانعةِفي الكرم المتنائي خلف العالم الوسيع الغنيعرشها السّماء، موطئ جذورها قلبي...إن سَمَوْتُأو هبطتُلي فيك قلبٌعلى أغصانه أشدو كالطّيورِ الشّاديةِوأتفتّحُ براعم ربيع لطيفٍيزهو كلّما دفق دمك حياة في وريدي.