الثلاثاء ١٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤

ديوان" مصحف الأحوال يليه حديث الأشكال"

ناجي لهدادي

عن منشورات أفروديت صدر الديوان الجديد" مصحف الأحوال يليه حديث الأشكال" للشاعر الكبير أحمد بلحاج آية وارهام ، هذا العمل القيم الذي جسد تجربة صوفية فريدة لم يسبق إليها أي شاعر عربي من قبل.

وضمن حوار مطول مع الشاعر وقفنا عند هذا الديوان الذي يقول عنه:

" هذا الديوان يبادهك بنكهات مُوغلة في أحراش المفارقة العذراء، والتركيب اللامتوقع، والخيال المتفلت من جواذب الذاكرة. فهو فسيفساء الروح التي تتكلم لغة ما قبل الطين، حين تصَّاعد في معارج المعارج برفارف خُضْر، وتروم الذوبان في اللانهائي، وكأنها نَفَسٌ من أنفاسه.

وهذه النكهات تُجَلِّيها الشّياتُ الخمس التالية:

1ـ روْحَنَةُ اللغة، وإفراغها من أصداء الثقل المادي التي تشدها إلى غوايات الحمإ المسنون، بحيث لا ترى من الوجود إلا ذاتها.

2 ـ صَبُّها في أواني القَرْأَنَةِ ( = القرآنية) التي تشع وتتناسل فيها المعاني وأضدادها، بطرائق يصير فيها الوجود فتنة غرَّاءَ، ووجودُ النسيان نقطةً لتأسيس وجودٍ للوجود.

3 ـ تلألؤُ خيالها المنهمر من حضرة الحضرات تلألؤَ المستحيل في أحناء الحياة.

4 ـ مفارقتها للمقول الصوفي على مستوى النظم، والشحنة البصائرية.

5 ـ تلميحها إلى كوجيطو شعري من أجل الوجود المنسي.

هي إذن مفاتيح خمسة للدخول إلى هذه الشعثريات التي ينحجب فيها المعنى ليقول فواكهَ اللامعنى، التي تَعِبَ هايدجر في البحث عنها داخل المتن الهُولْدِرْلِيني."

نقرأ من الديوان:

وَجْهُكَ مِفْتَاحِي
بِهِ تَفْتَحُ بَابَ أَزَلِي
ذَاتُكَ جِذْرِي
أَسْكَنْتُهَا مَشِيئَتِي
فَاُجْلِسْ
عَلَى رُكْبَتَي اُلْخَيَالْ
لاَ تَلْتَفِتْ لِمَا سِوَاهْ
وَ لاَ تُطِعْ أَرْضَ أَحَاسِيسِكَ
إِنْ بَاضَتْ بِهَا اُلْأَحْوَالْ
إِجْلِسْ
تَجِدْ شَجَرَةَ اُلْكَوْنِ تَفِيضُ نُورًا فِي رَاحَتِكْ
أَغْصَانُهَا أَنْفَاسُكْ
وَزَهْوُ فَاكِهَتِهَا إِرَادَتُكْ.
ناجي لهدادي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى