الأربعاء ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

غزّةُ والحلم

لدمـــي ضياءٌ يا غدي لا تُظلمُ،
ســـــــيشعُّ من ألم ٍ يثورُ، فينعمُ.
كـــــــلُّ المصائبِ للهدايةِ منبرٌ
فاطلقْ رهانَكَ حقّنا من يلهـــــــمُ.
رضعَ الصباحُ نشيدنا لنزيفِها
أرضُ الرباطِ على الجسارةِ توشمُ.
صرخَ الترابُ من المذابحِ صوتُهُ،
يا ثـــورةَ الأرحامِ قدْ نطقَ الدمُ.
مرســـــــومةٌ أحلامُنا بوجودنا،
هذا البقاءُ على الحضارةِ يرســـمُ.
تلكَ الطفولةُ في الركامِ قتيلــــةٌ
والقاتلُ المهووسُ يضحــكُ، يغرمُ.
شــــبعتْ حكايتُنا من الأوجاعِ يا
وطناً يظلُّ علـــى التصدّعِ يردمُ.
شــــــــــجبٌ! وأنتمْ للمهانةِ منبعٌ
إنَّ الشــــــواهدَ في الضحيّةِ تعلمُ.
يا غزّةَ الآهاتِ يا مــرجَ الضحى،
من صرخةِ الأشلاءِ نارٌ تضرمُ.
مرّوا علــى الكلماتِ في أهزوجةٍ،
مزجُ الدماءِ علـــى البراءةِ يؤلمُ.
تمّوزُ يبكــــي فرحـــــةً يا أمّتي،
رقدتْ على الأشــواكِ كي لا تفهمُ.
نامتْ على الأغلالِ تمحو فصلَها،
من نقطةِ التاريخِ ســـطراً تبصمُ.
قومــــي إلى العلياءِ يا مجداً بكى
فجراً يلوّنُ في الســوادِ، ويسهمُ.
قبحُ المـــجازرِ قــدْ أقادَ ملاحمــــاً،
للحقِّ أغنيةٌ تســـــامتْ توســمُ.
قمـــرٌ ينامُ علــى يدي وصغيرتي،
تلك البـــــلادُ تـرابُــها لا يرحمُ.
يا أيّــها الغادي كفـــاكَ خديـعةً،
من خلف أصـــلابِ المـدى نتعـلّمُ.
وســــنفتحُ الأحلامَ من مأسـاتِنا
مازالَ في الطعناتِ يضحكُ موسمُ.
يا أيّها المـولـود من رحمِ الأسى،
دمُــكَ المسالُ على الترابِ يدمدمُ.
كيف الطفـولةُ أصبحتْ منســيّةً،
بـيـدِ القـذارةِ منْ تـمـوتُ وترجـمُ.
صــوتُ الحـقـيـقةِ طاقةٌ مكبوتةٌ
ســــــــتدكُّ أبراجَ الطغاةِ، وتهدمُ.
ودمُ الضـحـايـا لـعـنةٌ مكبـوتةٌ
ســـتثورُ، تعصفُ بالبغاةِ، وتحطّمُ.
غـضـبُ اﻷبـاةِ قـنـابلٌ موقوتةٌ،
ســــــــتنـيرُ، تثأرُ للأبـاءِ، وتنقمُ.
رسمتْ حروفُكَ يا أخي بوحَ الهدى
وتـرصَّعـتْ درّاً سـقاهُ العندمُ.
عــزمتْ، فـكـانتْ ثـورةً ريَّـانـةً،
مخضوبةً مســـكاً يهيـجُ بها الفمُ.
جسَّــدتِ في همساتِ حسَّكَ طاقةً،
ورهـيـفُ قـلـبِـكَ حـانـيـاً يـتـألّمُ.
أبشــــرْ فإنَّ رباضَ غزّةَ منهلٌ،
يســقي لهيبَ الهائجاتِ، ويضرمُ.
صــوتُ الحقيقـةِ صادحٌ لا يكتمُ
مــهما تجــانــوا فالإرادةُ تـحكمُ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى