الخميس ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥
بقلم وفاء شهاب الدين

مدخل إلى علم الفلسفة الحديثة

يصدر قريبا عن مجموعة النيل العربية الطبعة العربية لكتاب "مدخل إلى علم الفلسفة الحديثة" تأليف فيليب هيبل وترجمة رانيا خليف

قال أرسطو: «إن الفلسفة تبدأ بالتعجب».. ذلك التعجب الطفولي كما يزعم الكثيرون، ولكن لا يمكن لهذا الزعم أن يكون حقيقيًّا إلا إذا كنا نقصد بالفلسفة ذلك المعنى الذي رمى إليه قدماء الإغريق وهو تعريف الفلسفة على أنها «العلم».
فالأطفال باحثون منذ نعومة أظفارهم، ولكنهم ليسوا فلاسفة. وتفسير ذلك أن فضولهم الطفولي يتجه نحو العلوم الطبيعية.. فالأطفال يريدون أن يعرفوا كيف يسير العالم؛ فيسألون عن السبب في حلول الظلام، أو أين تذهب الرياح عندما يسكن صريرها؟!.

إنهم يحاولون أن يعرفوا كلَّ ذلك، حتى قبل أن يسألوا عن وجود الله أو عن معنى العدالة. وفي حين تبحث العلوم الطبيعية عن السبب والعلة، مثل «لماذا يسقط الحجر على الأرض؟» أو «لماذا تنقسم الخلايا؟»، فإن الفلسفة تسأل عن الماهية: «ما هي العلة؟» أو «ما هي الحياة؟»؛ حيث يسأل الفلاسفة عن جوهر الأشياء وكُنْهها.

فالفلسفة بالمفهوم الحالي هي علم المصطلحات أو «فئات التفكير»، وتحديدًا تلك الفئات العامة الشاملة التي لا نستطيع أن نفهم شيئًا بدونها، مثل: (المكان والزمان ـ اللغة ـ الحكمة ـ المعنى ـ الحقيقة ـ المعرفة ـ السبب ـ الشيء ـ الحدث ـ الوعي ـ الخير والشر ـ الإدراك ـ السلوك والتصرف ـ الشعور والعاطفة ـ الإنسان ـ العدالة ـ الجمال...إلخ).

أما علماء الطبيعة فهم مثل الأطفال يحاولون أن يعرفوا السبب في حدوث شيءٍ أو ظاهرةٍ ما، بينما يذهب الفلاسفة بفضولهم كي يتناولوا ماهية كل شيءٍ أو أمرٍ في حياتنا اليومية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى