الجمعة ١٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥
بقلم مهند النابلسي

رومانسية متعثرة وكوابيس الماضي!

يحاول المخرج الفرنسي أندريه تيشينيه أن يقدم فلما"سيكلوجيا- شاعريا" فريدا، لكن غموض وتعقد العلاقات وضعف الخبرة التمثيلية لدى بطله الرئيسي "لوريه"، تجعله ربما يخفق عن انجاز تحفة سينمائية سردية!

تتلخص القصة بمارتن (الممثل اليكسيس لوريه) الشاب المضطرب نفسيا، الذي يفر لباريس للعيش مع اخيه المثلي بنجامين (ماتيو أمالريك)، وهو شقيقه من جهة والده...حيث نجد أن "أليس" (الممثلة جولييت بينوش)، تقاسم بينجامين حياته وشقته القذرة (وهي لاعبة الكمان البارعة)، كما أنها تقع بحب مارتن، الذي ينجح بدوره بالعمل كعارض ازياء "متميز".
صور هذا الفيلم باسلوب شاعري وشغف كبير، وتم شحنه بحواس متضاربة، وتدهشنا النهاية الغير متوقعة عندما ينهار مارتن عندما تصبح أليس حبلى، ندوخ من دهايز قصة الحب الفاشلة، ونستمتع ببصمة اخراجية مشهدية ذات نكهة فرنسية خاصة!

ينهار مارتن فجأة ويقع بغيبوبة، ويشخص الأطباء حالته "لسبب سيكوباتي"، وفي محاولة لعلاجه تستأجر أليس كابينة بجنوب اسبانيا محاذية للبحر(حيث يسبح لساعات ليلا)، كما نعلم انه تسبب بقتل والده بالقاءه من فوق الدرج بعد نقاش عائلي حاد، وبعدها يهرب ناجيا من العقاب لباريس، ولكن شعوره الجارف بالذنب اوقعه بكآبة نفسية حادة، وتسعى أليس جاهدة لمساعدته، فتتصادق مع امه بالرغم من الأجواء العائلية العدوانية الصادة، ولكنه يعترف اخيرا بجريمته ويذهب للسجن متصالحا مع ذاته!

يزخرهذاالفيلم اللافت بكم كبير من التوتر والعصبية، تمتد تفاعلاتها للأمام والخلف، مما يستقطب تركيز المشاهد، الذي يندهش من كم الفضول المشحون بالمشاهد المتلاحقة، والذي يكشف خفاياه بالتدريج، ويتعمق باكتشاف "الندوب" داخل الشخصيات المجهدة، ويندهش من جرأة الطرح و"مواجهة الذات" وذكاء العرض والكثافة "العاطفية" التي قل أن تجدها بأفلام مماثلة، وربما يعزى ذلك للشغف الاخراجي الذي حول الفيلم لرواية مشهدية تحمل بصمات تشبه كتابات"وليام فولكنر" (الكاتب الأمريكي الشهير)!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى