الأربعاء ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥
بقلم فراس حج محمد

أما زلتِ لا تحبين اللحم!

أما زلتِ كما كنتِ
لا تحبين اللحمَ!
وتتقنين إعداد الطعامِ
وأطباق الحلوى؟!
أما زلت كما كنت تحبين الحنين ونشوة القصص الغراميّةْ!
 
أتدرين أنني قد نسيت تلك القائمة من الأسماء
لم أعد أذكر إلا شيئا غائرا في ليلتي
كيف كنتِ ذات شتاء
تلبسين
ويزهو الأبيض الورديّ في تلك الملامح!
 
أتدرين أن تلك اللغة التي تعرفينها مني
لم تزل تبكي على غصن القصيدة اليابس!
فبعدك لم يعش عصفورْ
ولم يغرد في ذاك المدى طائرْ
وبعدك قد تلاشى الوزن وغاض الماء
واهتز جذع الشجيراتِ
المنخور بسوسة الانتظار المملةْ!
 
أتدرين أن صباحا قد نسيناه هناك ما زال
يُذْكَر بالتحايا!
تذكري أين كنا ذات قصة غير سويّة الأضلاع
تنهش من تصبرنا غناءً دون لحن!
أتدرين أن رسالة هنا تكتبني وأنا أصيح بداخلي
أبعدُ عنها وتلحقني
سرقتني من نومة الصباح الفتية
والساعة تضربني بعقربها
فالوقت طال وأنت لا تدرين أن الحياة خسارة بلهاء!
 
أتدرين كم تعاني القصيدة من جروح وشجنْ!
وبلادة وغطاء في المجازِ
وضبابٍ وعفنْ
وتطول جملتها القصيرة كي لا تعيث بنا حنانا
واشتياقا واختراقا وحزَنْ!
أتدرين أن كل دراية وجناية وشكاية وهداية وغواية
ضحكت عليّ
وتعرت بين أسقامٍ لديّ
وتناسل نسلها مرا
يمر في ليل وفي حلم إليّ
وجرحت جرحي بالذي مدّ في الظل
ينمو في يديّ!
 
يا ليت أن القصائد ياسمين
لا تجرح قارئها
وتستبقي حشاشتهم ليبدأ عَرفها المحموم
يسري في تراتيل الأنينْ
يا ليتها كانت محملة بنا
على شراعات من الذكرى
يا ليتها كانت هناك/ هنا
لنظل عزف المنشدينْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى