الاثنين ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥
بقلم مهند النابلسي

بحر النيتروجين (3)

في العام 1987 لاحظ علماء الفلك في "الناسا" أن عدسة "فوايجير 2" الموجهة نحو قمر نبتون الأكبر "تريتون" توضح سهولا من الترسبات العضوية البيضاء والملونة فوق بحر من النيتروجين السائل، وتؤكد هذه المشاهدات طبيعة التفاعلات الكيماوية التي حدثت في النظام الشمسي بعد نشأته بقليل (اي بعد الانفجار الكوني العظيم)، معززة بذلك نظرية الباحثة "ديليتسكي" التي تقول أن قمر "تربتون" قد يكون شبيها بكوكب الأرض عند نشأته، من حيث احتواءه على مركبات عضوية معقدة...فهل يتوجب علينا أن نقطع ثلاثة مليارات ميل للحصول على معلومات مفيدة تلقي الضؤ على ما جرى في جونا الأرضي عندما كان ما يزال في طور التكوين؟ وضمن نفس السياق هل يمكن للبشر عمليا أن ينتقلوا للعيش في القمر بعد اربعة او خمسة بلايين عام، بعد أن تتطور بيئته العضوية ويتأهل مناخه ليصبح شبيها بالأرض الآن؟ وهل سيسمح التلوث البيئي الخطير الذي ستعاني منه الأرض مستقبلا ببقاء بيئة ومناخ الأرض صالحين للعيش البشري حينئذ، وماذا سيحدث بعد عقود من الزمان (ولا اقول مئات او آلاف السنين)؟...يقول الأكاديمي الروسي كابيتسا:"نحن سنطير الى المريخ كي نفهم بوضوح اكبر تاريخ كوكب الأرض ومستقبله"، وبالفعل يخطط الروس والأمريكان منذ الآن للقيام برحلات مشتركة ومتتابعة للكوكب الأحمر...حيث يمكن لهذا التوجه المشترك لو استمر أن يتوج بارسال رحلة مأهولة للمريخ قبل العام 2025.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى