الثلاثاء ٢٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥

عبث الأسئلة

صبري هاشم
وأنتَ تَرْتَشفُ مِن ثَغرِ عاشقةٍ خَمرةَ مَلهوفٍ
هل تَذكّرتَ حَيْرَةَ الكأسِ حينَ بالطلِّ تَفيضُ
وحينَ يشفُّ في الليلِ لؤلؤُها ؟
هل يَغمرُها النَّظرُ بطيفِ حنينٍ ؟
أَمْ هَلْ تَحِنُّ عليها الأَنامِلُ ؟
وأنتَ تَنْثرُ
على طفلِ الضّياعِ بعضاً
مِن سِحْرِ الحكايا
هلْ تَذكرُ عبوسَ المَنافي حينَ يسودُ ؟
أَمْ هلْ ذَكرتَ
هَديرَ الموجِ حينَ البحرُ يثورُ ؟
وفوقَ شجرٍ
سكنَ بوجهِ الرّيحِ
هَلْ نشرتَ محنةً للغيابِ ؟
وأنتَ مثلُ سفينةٍ
أغْوَتْها زرقةٌ
وعلى الأعماقِ راحتْ
تسكبُ لوعَةً
ثمَّ ظلَّ البحرُ يُلاعِبُها
وظلَّ يُداعبُها
وباتَ بها يَقْتَرنُ
وهيَ مِن أنينِ الشوقِ صارتْ تغورُ
***
أيُّها العابرُ
إنْ أردتَ سلامةً
فامْسَحْ
مِن على صدرِ الطريقِ
أهوالَ المسافةِ
***
".... هذا زمنٌ إليكَ لا يميلُ ...."
".... وأنتَ بخيطِ وَجْدِهِ تَنسحرُ ...."
" .... ثمَّ تتولّهُ وبقيْدِهِ تنأسرُ...."
***
مساءٌ يدعوكَ إليهِ
فامتطِ أفراسَ الغوايةِ
فهو برحيقٍ عليكَ يَجودُ
وعلى يديهِ تنطفئُ في الأجسادِ نيرانُ
فيا حارثَ الأشواقِ في صدرِ مدينةٍ
أُنثرْ على هامِ الطّريقِ ورودَها
***
أيُّها العابرُ
وأنتَ غجريٌّ به ألقتْ مصادفةٌ
خُذْ بهجةَ اللحظةِ
فالغجرُ ـ قيلَ ـ مِن سلالةِ آلهةٍ
أبناءُ الرّبِّ
لَهُم ما ليسَ إليكَ
وعليهم ما ليس عليكَ
بشرٌ يَطْوون حَريرَ المسافةِ
يُقايضون حجرَ الرّحيلِ
وفي أصواتِهم أمْعنَ اللهُ
فَنَحتَ حناجرَ قياثيرِهم
حتى تَرَخّمتْ أصواتُ البراري
اقْتَنتْها ملوكُ الطيرِ
مثلَ جواهرَ
تقدحُ حينَ ينفردُ بالتصفيقِ جناحُ
وحين يُغرِّدُ
***
".... تلطّفتْ بالألوانِ تلكَ الترائبُ ...."
" .... وظلّتْ عليها القلائدُ تَحترِبُ ...."
".... يواقيتُ مِنْ ثمارِ النجمِ ...."
" .... لازَوَرْدُ مِن صهيلِ النّسيمِ ...."
" .... لآلئُ اجتناها الرّملُ مِن آخرِ رحلةٍ ...."
***
وعلى المعاصمِ تثبُ الأساورُ
هنا الماءُ
تقولُ
فاغْتَسِلوا قبلَ دخولِ المحاريبِ
أَربابُكُم خلَعَتْ خلفَ أستارِ الليلِ معاطفَها
واحتذتْ شيئاً مِن أديمِ البرقِ
***
إذا وقفتَ على أبوابِ الشامِ
أُطْلِقْ لصوتِكَ عنانَ الغناءِ
ونادِ :
لا تَحتطبوا مِن أزهارِ الليلِ أنفاسَ الياسمين
لا تَبْتَذلوا سنينَ العمرِ
فنحنُ برائحةِ الماضي نفيضُ
وبترابِ ما عَلِقَ في الثيابِ نتبصّرُ
فاجْتَنبوا الخطيئةَ
واجْتَلبوا لوزاً متاعاً لسفرِ اليمامِ
***
وأنتَ شجنٌ ينطلقُ مِن أَنينٍ
عُدتَ ثانيةً
كنتَ ثملاً والمساءُ يلّحُّ:
عُدْ إلى شيطانِكَ الشِّعريّ
هلْ أتضحَ الأمرُ
والمساءُ يلّحُّ
أجلْ وكنتَ مُغفّلاً
عُدتَ ثانيةً
هوَ يقولُ وأنتَ الغافلُ
والمساءُ يلّحُّ
صبري هاشم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى