الاثنين ٣٠ آذار (مارس) ٢٠١٥
بقلم
مرايا الحطب
قدْ تُرديهُ مسافةُ نايٍقدْ ينسدلُ الخطوَ وتلوكهُ الرمالُلكنْ على بُعدِ ظمٍأ منهاعثرَ على أوَّلِ موجةٍ يتيمةٍخبَّىءَ جداولُ الصوتِ...خلفَ صورِ العتمةِ العتيقةِونثرَ نكهةَ الحزنِفرحلتْ البساتينُ إلى ترابِ المسافةِلكنَّهُ موجوداً هناكَفي فراشةٍ تسكنُ أغاني المطرِتحتَ القناديلَ الباهتةِيضعُ يدهُ على قارعةِ الرمادِيُلوِّحُ بالماءِ للزعترِ الغافيخارجَ الرِّيحِيَعبرُ في تخومِ الهشاشةِيحملُ قلبُ طفلتهِسلكَ دربُ الرياحينَكانتْ الخُطى تضجُّ بالجندِوشجرَ الطريقُ أضحى قرميداً ينكمشُ...السياجُ قواريرُ رملٍ متخمةٌالصمتُ منقسمٌ على ظلِّهِانتهى الوطنُفجأةً تتعرَّى غابةُ الزجاجِويعوي الرمادُ الأخضرَيلوي غرابُ المقابرِ الوقتَمنْ رأسهِلازالَ هارباًتلاحقهُ عيونُ القتلىتحتَ الأراجيحِسَأَلَتْهُ منْ سيرثُ البكاءَ ولونهُقالَ منْ يأكلُ الضوءَ نيئاًالضجيجُ يصفقُ للمناديلَهوَ هناكَفي نعناعِ المجانينِ...يطوي وجههُ ويجمعهُيمضي إلى شاطىءٍ لايأتييتبعهُ غيمُ الطفولةِهوَ هناكَيمشِّط ضفائرَ النوارسُانتظرتْ أن يغشي النرجسَ المرَّعلى لونِ الماءِلتموتَ في وريدِ النهارِقربَ رُفاتِ المصابيحِعادتْ من دونِ صوتِ المطرِكانتْ تأبى الكلامَالخُطى تدفنُ دربَ الكرومِنساءُ الفجيعةِ ينتاسلونَ فراشاتٌوالخيولُ تلدُ عقاربُ السمِّ...تشبهُ الظمئَ في فراغهِسَكينَةٌ برائحةِ الغيومِتتسلَّلُ كالضجيجِقالتْ هذا صوتُ روحيمثلُ صُبحٍ يحتضرُتسلَّقَ عينيها وهو يبكيفرسى المطُر على كتفهِطيراً ذبيحكَتبتْ وصيتُها على مرايا الحطبِحينَ يصبحُ الخبزُ بلا لونٍأُقطُفْ ريشُ الأسماءِمِنْ نافذةِ النارِوهِبْ شجرَ الماءُ ألفَ حريقٍ ليطيرَ...قَدْ مُتنا مرتينِوصَدَقَتْ النبوءةُرَسمتْ سماءُ بقلبينِفَتَحَتْ عُشبهاعَصَرَتْ عبورَ الرملِقالتْ إسْقِ ريحَ الشمالُتوسَّدتْ عصافيرُها عمقَ الشهيقُوالملائكةُ رقدتْ بأجنحةٍ ناعسةٍقُربَ ابتسامةِ الموتِ لتستريحَسارَ مُتعثراً حتى وصلَ قَبرُهاكانَ مُنكسرَ الخُطىوالماءُ المصلوبُ يفيضُ على الوقتِالعقاربُ تنفثُ الرملَعلى شجرِالبلّوطِ...تدلَّتْ الغابةُ كريحٍ حزينةٍتطوي شواهدَ القبورِاقتربَ من كوّةِ النّورِرأى الصباحُ يقضمُ وجهُ الغيمةِناداهامَنْ أخرجُكِ ِمنْ جذرِ الماءِعقيقةٌ قديمةٌ على شعاعِ السَّحابِورسمَ مِنْ إيمانُكِنِصالُ الخيبةِلمْ يسمعُ جواباًناداها مرَّةً أُخرى وهوَ يبكيسقطَ على الترابِفهوتْ أشجارُ السِّدرِ حزينةًفوقَ الضَّريحِ