الخميس ١٢ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم كوكب دياب

ضرورة

.

أنـا فـي الـحبِّ أشْـبَهُ بـالذَّخيرةْ
ومَــنْ يَـتَـحَدَّني يَـعْــرِفْ مَـصيرَهْ

فَلا تَلعَبْ مَعيْ في الحُبِّ واحْذَرْ
فَـــأوّلُ غـلـطةٍ تـعـني الأخـيـرةْ

فــإمّـا، إنْ تُــحـبَّ، تُـحـبُّ فـعـلاً
وإمّـــا لــيـسَ حــبُّـكَ بـالـضرورةْ

وإلا فــاتّـعـظْ بِــســواكَ حــتــى
تُـجنِّبَ نـفسَكَ الـعُقْبى الـمريرةْ

فَـكـمْ مــنْ قـصّةٍ مـرّتْ بـنا فـي
الـحـياةِ وكـلّـها قِـصـصٌ مـثـيرةْ!

وكـمْ مـنْ حكمةٍ لَوْ شئْتَ فيها!
وهــاكـمْ قــصّـةً مـنـها قـصـيرة:

مَـلـيـكٌ... راحَ يـبـحث عن فـتـاةٍ
ولـمّـا يـلْـقَ مَـنْ تُـرضي غـرورَه

وقــــال: إنــنّـي رجـــلٌ خـطـيـرٌ
ولا أبـغـي سـوى امـرأةٍ خـطيرة

وإنْ لــم تُـرضِـني هـذي فـهذي
فـلـيستْ كـلُّ بـنتٍ بـيْ جـديرةْ

أنـــا حــرٌّ وقـلـبيْ طَــوْعُ أمــري
وتـغـيـيرُ الأحــبَّـةِ لـــنْ يُـضـيـرَهْ

فَـمـا نَـفْعُ الـهوى إنْ كـنْتُ حُـرًّا
وكـانـتْ فـيَّ أحـلاميْ أسـيرةْ!؟

وَراح يُــنـقّـلُ الـقـلـبَ الـمُـعَـنَّى
فَـمـن هـنـدٍ إلــى دعْــدٍ فَـمِيرةْ

كــــأنَّ الــحـبَّ أســمـاءٌ لــديـه
ولــم يَـجـرحْ بــهِ أبــدًا شـعـورَهْ

وَيُــضـمـرُ حــبّــه حـيـنًـا لِــغـايٍ
ويـظـهِـرُ بـعـضهُ عـنـد الـضـرورةْ

ولــمّـا أنــفـقَ الـعـمْرينِ فـيـهنَّ
جـــاءَ لِـيُـسْلِمَ الأخــرى أمــورَهْ

وكـانـتْ هـذه الأخـرى لـها فـي
أسـالـيب الـهـوى عـيـنٌ بـصيرة

فَقالت: لستُ في حبّي كغيري
فـدعْ عـنك الهوى، إنّي عسيرة

فَمَــنْ يَـتَـعَشَّ بــي أتَـغَـدَّ فـيـه
ولــو كـانـت قُـوى الـدنيا نَـصيرَهْ

فلا تـنـظرْ إلى شَـمْسي بـعينٍ
فـكمْ عـينٍ بـها عـادتْ حَسيرة!

وَكـــم مِـــنْ آكِـــلٍ نَـدَمًـا يـديـهِ
وكـم مِـنْ شـاربٍ غـيظًا بُـحورَهْ!

فمَن خُلِقَتْ بِها الأشواقُ، ماتتْ
وعـينُ الـحبِّ مـا عـادتْ ضـريرةْ!

ومنْ لم تَرضَ تُصبِحُ مَحْضَ أولى
فلن تَرضى بأن تُمسي الأخيرةْ!

وَقـدْ كـنتُ الـمليكةَ فـي ودادي
فـلا تـطْمَعْ بـأنْ أُمْـسيْ الأميرةْ

فإمّا أنْ أكـونَ الـشمسَ وحـدي
وإلاّ فَــالـنُّـجـومُ هـــنــا كــثـيـرة

فَـخُـذْ نـجمًا ودعْ عـنكَ الـدّراريْ
فـمـا الـدّرّيُّ مـن تـلكَ الـعشيرةْ

وإنْ لـم تَـحْيَ صدْقَ الحُبَّ فِـعْلاً
فــلا تُـبْـدِ الـهوى عـند الـضرورةْ

فَـمـن أفْـنى ضـميرَ الـحبِّ فـيهِ
فــأيُّ ضَــرورةٍ تُـحييْ ضـميرَهْ!؟

وكـيـف تـريـدُ تُـحـيي فـيكَ مـيتًا
ولـستَ اللهَ كـي ترجوْ نشورَه!؟

أتَـحـسَبُ أنَّ فـي الـتِّيجانِ قـلبًا
تُـسـاوِرُهُ مَـشـاعِرُكَ الـفَـقيرةْ!؟

فــــلا تـــاجٌ ولا عَـرْشٌ مـــرادي
ولا أشـيـاؤكَ الأخــرى الـصـغيرةْ

وَلــنْ أرضــى بـغـير الـحبِّ تـاجاً
ولـيس الـتاجُ عـندي كـالحَصيرةْ

فـــذاك مـكـانُـه هـــامٌ وأعــلـى
وتـلـكَ أذَلُّ مــنْ نَــعْــلٍ حقـيـرةْ

ولـيـس الـحـبّ فــي مـا تـدّعيه
من الإعجابِ في حُسْنٍ وَسِيرةْ

فَـما لـلحبِّ فـي دِيـني جُـسُومٌ
ولا أبــــداً لـــهُ صـــوتٌ وصـــورةْ

ومــا هـو غـيرُ سـرٍّ كـان أخـفى
بـــه الـرحـمـن أســـرارًا كـبـيرةْ

ومـــا الأجـــســامُ والأرواحُ إلا
كــوَرْدٍ فَــرّقَ البــاري عـطـورَهْ

فَـــإنْ لــمْ يـجـمعِ الأرواحَ حُــبٌّ
فـذي الأجسامُ ليس لها ضرورةْ

................ د. كوكب دياب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى