الأحد ٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بين الحلة والزرقاء
حيدر محمد الوائلي
لوحة من دمٍ يجري على مر القرونرسمته ايادي الضحايا بما تشبثت به على ثرى الرصيفتتشبث زاحفةترسم خطوط الدم نازفةتزحف بحلاوة الروح هاربةتراقب بومضاتها الأخيرة هول حريق التفجيرهذه يد عبد اللههنالك تقبع رجل فراستلك رأس محمدهاتوها...لموها...ضموها للجسد المتعب كي ترجع لله سواء*** *** ***في الزرقاء...حفلة عيدٍ!صوت زغاريدٍ!تخرج من أفواه نساءينثرن رز بركات الله على رؤوس عباد اللهأطار المحتفى به مئتي رأسٍ!!في الحلة...طوابير عزاءتبكي بقاياهمصاروا بقايا في تابوتٍيا تابوت الهم الأبدي أما امتلأت؟!*** *** ***من هذا القادم في جنح الليل يشق طريقه في الصحراء؟!من هذا الملثم بخمارٍ من حقدٍ ودماء؟!من هذا المتعطش دماً عراقياً رخيص؟!يريد المزيد من سيل دماء اولاد الخائباتتسايره قافلة نوقٍ محملة بخمرٍ اسلاميٍ عتيقعبرت جبال حمرين ونهر دجلةيجول برجلين لا يحبهما الله ولا رسولهيزف اعلان دعوته بسيل رصاص الرسالةيعلق بنود دعوته اجساداً بلا رؤوسبصياغة فتاوى رجالات الله الصليبيين!لم يكفه الف مضين بدعوى قيام الدولةفشيدوا دولة وخربوا مليارات البيوت!مات غريباً أبا ذرٍيوضع رأسه حطباً مالك بن نويرهيطاف برأس الحسين في الأمصاريذر رماد زيدٍ في الفراتيُصلب حياً ميثم التمارقطعوا اشلاءاً أصحابي عبد الله وفراس ومحمد.شعب دولة الالف عام يحيا بشق الأنفس لكسرة خبزٍ وغموسمكبوتين... مهجّرين... مُحارَبين...سكارى في دوامة حياتهم اليومية وما هم بسكارى*** *** ***ماهذا الدين؟!ما هذا الله الأغريقي اله الحرب؟!يبطش ليعلي رايتهيهدم بيوت الناس ليشيد بيت دينهيُعِد ما استطاع من قوة الرصاص ورباط التفجيريرعب به باعة الخضار وعمال البلديةوقد اعترضت بائعة الأسماك على فلسفة الدعوة فتم دعسها!وخطيب الجمعة المصلح بن المصلح يخدر الناس بجرعةٍ من ارشيفٍ إسلامي!قوامها دين الرحمة وحفظ حقوق الناسوالشريط الاخباري اسفل شاشة وعظه تحصي ضحايا تفجير الحلة؟!*** *** ***من هذا القواد في القناة القوادة أغفل الخبر!دماءٌ دون الأولوية وأخرى فوقهااولويات دم الضحايا مرهونةٌ بسوق نخاسة التمويل الاعلاميأيا هؤلاء...لكم اله ولنا الهلا اعبد ما تعبدونولا انتم عابدون ما أعبدولا أنا عابدٌ ماعبدتموبيننا ما صنع الحداد.بيننا الدماءوالقصاص حياةاكفر بدينكماعلن الان اني كافروالله معي من الكافرينمن لم يكفر لن يكون من المؤمنين.
حيدر محمد الوائلي