الاثنين ٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
رُؤى ثقافيّة «152»
بقلم عبد الله بن أحمد الفيفي

مهرجان القلب الشاعري 2015

بدعوة من (منظمة سوكا جاكاي الدولية- فرع الخليج العربي) كانت لي مشاركة شِعريَّة في مهرجان الشِّعر «القلب الشاعري ٢٠١٥»، الذي نظَّمته المنظمة للعام الرابع على التوالي، في مدينة دُبي (الإمارات العربيَّة المتَّحدة)، خلال الفترة من السبت ٧ فبراير إلى الأحد ٨ فبراير ٢٠١٥. أقيم المهرجان في القاعة الرئيسة من جمعية الندوة الثقافيَّة العِلميَّة في (الممزر)، وتضمَّن خمس فقرات شِعريَّة وموسيقيَّة. وقد تمحورت موضوعات الشِّعر هذا العام، كما في الأعوام السابقة، حول السلام والتناغم الكوني والبيئة مع التأكيد على موضوع "الصداقة" الإنسانيَّة.

كانت التجربة جميلة ومثيرة، بحضور شعراء من معظم دول العالم، ومشاركة الشاعر (جاسم الصحيح) من السعوديَّة. لكن الشاعر في ذلك المهرجان كان أمام تحديين: كيف يقدِّم قراءة مُرْضِيَة في عشر دقائق؟ وكيف يقدِّم ترجمةً معقولةً لشِعره لغير الناطقين بالعربيَّة؟ فالشِّعر لا يُترجَم، اللهم إلّا بالمعنى، وحينئذٍ لا يعود شِعرًا، وإنْ هو أشبه الشِّعر، لم يشبه الشاعر.
مهما يكن من أمر، فقد اخترتُ ثلاث قصائد، اكتفيت بترجمة أولاها. هي "ذاكرة الموسيقى"، وتفضَّلتْ بترجمتها (الأستاذة وفاء أبو شميس)، و(الأستاذ مفيد شيخة)، من (جامعة النجاح) في (فلسطين). للأسف لم يُورِد المنظِّمون اسمَيهما في العرض المرئي. والقصيدة من مجموعتي الشِّعريَّة الأُولى (إذا ما الليل أغرَقَني، (الرياض: دار الشريف، 1991)، ص51- 57). أمّا القصيدة الثانية، فهي "صوت القادم من سواد الأسئلة"، من مجموعتي الشِّعريَّة الثانية (فَيْفاء.. هَبَّة الطفولة، (ط.1، دمشق: اتحاد الكتّاب العرب، 2005، ط2، بيروت: الدار العربيَّة للعلوم/ نادي جازان الأدبي، 2012)، ص59- 67)، والقصيدة الثالثة "راقصة التَّنْغُو"، من المجموعة الشِّعريَّة الثالثة (متاهات أوليس/ قيامة المتنبي"، (الدار البيضاء/ بيروت: المركز الثقافي العربي/ نادي الرياض الأدبي، 2015). وراعيتُ في الاختيار أن يتفق مع طبيعة المهرجان، من التمحور حول قضايا الإنسان عمومًا.

 2-

ذاكرة الموسيقى

تَـنسابُ نُـورًا سَلْسَلِـيَّ الاِنهمارْ تَـمْتاجُ كالعـزمِ اعـتـلاءً وانحدارْ!
رُوحٌ مُحَـلِّـقَـةٌ بـنا.. في جُـنحِـهـــــــا أرواحُـنا تسمـو على دُنـيا الصَّغـارْ!
من ثَغرِ ما خلفَ الوجودِ تَسلَّـلـتْ وسَقَتْ بكأسٍ ما تَـمَـلُّ منَ الدُّوارْ!
نـاجـتْ بآمـالِ الحـياةِ ويـأسِـهــــــــــــا وحكـتْ لـنا سِـرَّ انـبناءٍ وانهـيارْ!
هيَ نغْمـةٌ قد مازجتْ نفـــسي، فلم أُدركْ لهـا نبعـًا ولم أَكــشِفْ سِـتـارْ!
هيَ عُنْصُري مُـذْ كنتُ ثَمَّ عجـينةً من طِـيـنـةٍ أزلـيَّـةٍ أو من غُــبـارْ!
سالتْ إليها مهجتي.. سارتْ لأصـ ــداء تُـناديهـا إلى ما لا قَــرارْ!
عـادتْ بـتِمـثـالي إلـى ذرَّاتِـهِ الــ أُولَـى ورُوحي في ذُهُولٍ واحتيارْ!
فوجـدتُ في سِـفْـرِ الخـيالِ لَذاذتـي محـفـوفةً في كـلِّ كــأسٍ بـالـمـَرارْ!
وشَهِدتُ كيف تكاثرتْ في خاطـري عَبْرَ العُصورِ بناتُ فِكري كالشَّرارْ!
ووجدتُ جَدِّي في النعيمِ.. سألـتُـهُ: لِـمَ يا أبي تجـتاز هاتـيكَ الثِّمـارْ؟!
فـأشـارَ نحـوَ الأُمِّ حَـوَّاءِ الجمـيــ ـلةِ مُوْمِـئًا.. يا ويلتا ما صارَ صارْ!
ورأيـتُ قـــابـيـلَ بـنَ آدمَ مُـشْـرِعــًـا بالمَوْتِ صَدْرَ أخيهِ مَشْبُوبَ السُّعارْ!
: إِنِّـي أنـا قـابـيـلُ وَحـدي ها هـــنا سأُدَمِّـرُ الدُّنـيا.. ودُنـيايَ انـتِـصــــــارْ!
ورأيـتُ أنـسالَ الفَـناءِ، من الحَـصا ةِ إلى النَّـواةِ، وعَصْرِ فُجْـرٍ وانفِجارْ!
وشَهِـدتُ منَ بِـدَعِ الغَـرامِ روائـعًـــا وارتعتُ من ضِغْنِ الأَنـامِ المُستَطارْ!
واستيقظَ السَّاري.. وها قد طُـرِّزَتْ أسمــالُ ثَــــوبـي بالنَّجـيعِ وبالـنُّـوَارْ!
فبكـيتُ بـين خـيوطِهـا لَـوْنَ الفَــــــرا شَةِ.. شَوَّهَتْها في دَياجي البَغْيِ نـارْ!

واقر أ للكاتب:
فصول نقديَّة في الأدب السعودي الحديث- جزءان، (الرِّياض: جامعة الملك سعود، 2014).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى