الاثنين ٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بقلم محمد شاكر

مساء

أنا للمَساءْ...
أترَصَّدُه بكاملِ ضَوْئي
وهو يَجٍري إلى فَلَكِ الليْلِ
يُخْفي تحْتَ جوانِحِه
مواجِعَ البِلادِ .
حَتْماً ، سوفَ أدْركُه
قبلَ أن يًسْدِل أسْتارَ عتْمتِه
ويَمْسَحَ أعْطابَ العِبادِ .
 
شجرة
شجرةُ سِنْديانٍ..
منْ طفولةٍ بعيدةْ
لم تَمُتْ واقفةَ على مشارِفِ غابةْ
كعادةِ الأشجارِ
تُصيبها سَكتةُ الذبولِ
وهيَ سامقة الأسْرارِ
ما يزالُ جِدعها المُفْرغِ
من نَسْغِ الحياةِ
ينِزُّ دماً
وغصونها ، شاهقة في السَّماءِ.
تُحَيِّي طِفلاً
يَذْكُرُها ، في جهَةٍ ما..
 
من جُغرافيةِ الحنينْ
مرَّروا جِسْمَه الهَزيلَ، ذاتَ صباحٍ
عَبْرَ ثُقْبها الكبيرِ
كيْ يُشْفى من سُعالهِ الدِّيكي
وعَويلِ ليْلٍ
يُؤَرِّقُ الذِّئابْ
في حضيرَة الغابةْ.
قد لا تَسْقُطُ من شاهقِ خُضْرتِها
مها اسْتَفْحَلَ الثُّقبُ الرَّهيبْ.
وغاصَ الجِدعُ..
في دمِ المَساءْ.
 
طريق
ينْبَسطُ الطريقُ إلى غاياته القصوى’
ويَنْتهي
لأكْمِلَ الطريقَ إلى ما أشْتهي
من طُرُقاتِ الذَّاكرةْ..
وما لا يَخْطرُ..
على بالِ العَلاماتْ.
أكونُ ، أنا الطريق
مُعَبَّأً..
بأسْفارهِ الجريئَةْ
خالٍ من أرْصِفةِ الوَقْتِ..
وانْعراجاتِهْ المَطْروقَةْ.
الخُطى’، فيهِ ، تُبْصِرُ
ونَبْضي..
 
يَرْسُمُ ضوءَ الحَقيقَةْ .
 
صباح..
ساكتٌ، وجَميلٌ ، يتَمَلَّى’ طَلْعَتَهُ...
في زُرْقَةِ السَّماء
أبَوِّؤُهُ عَرشَ الصَّفاء
وأجْثو عِندَ ضِفافِهِ
بكاملِ الدَّهْشةِ
والإصغاءْ.
منْتَظراً سيِّدتي القصيدةْ
تَجيئُ منْ أقصى’ الرَّجاءْ
أبادلُها قَدَحَ الرُّوحِ
تملؤه بِطلِّ البَهاءْ.
 
لا أحد
لا أحدٌ...
وليْسَ ثمَّةَ فراغْ
كأنِّي أتأهَّبُ
في شرنَقَةِ من بَهاءٍ..
يَكْتُمُ سِرَّ كَينونَةٍ
عمَّ قريبٍ..
تولَدُ من رَحِمِ الصَّفاءْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى