الثلاثاء ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٥

العدد السادس والتسعون من مجلة «الكلمة»

بعد أن نشرت (الكلمة)، والتي يرأس تحريرها الناقد الدكتور صبري حافظ، في العدد الماضي شهادات ثلاثين كاتبا وكاتبة من الجزائر عن الراحلة الجزائرية الكبيرة آسيا جبار، تقدم في عدد هذا الشهر، عدد 96 أبريل / نيسان 2015 ملفا ضافيا عن الكاتب المصري الكبير سليمان فياض كما وعدت قراءها. وبالإضافة إلى هذا الملف الذي يضم عددا من نصوصه ومجموعة من الدراسات والشهادات عنه، يفتتحها محرر (الكلمة) بشهادة/ دراسة عنه، تقدم (الكلمة) في هذا العدد الجديد محورا عن المغرب يرصد مرحلة من تاريخه الوسيط في سفر ضخم عنه؛ ويتأمل إنجاز أحد أبرز نقاده، اليابوري؛ وأحدث روايات ناقد آخر، برادة؛ وديوان باحث ثالث، الغرافي؛ ومجموعة قاص معروف، الرافعي. ويتريث عند إسهاماته في المسرح وتلقي الفرجة الشعبية، وعند قضايا مركزية الغرب في قراءة النصوص المسرحية فيه. غير أن التركيز على المغرب في كل هذه المجالات لم يمنع العدد من الاهتمام بتراثنا العربي القديم فقدم دراسة تونسية عن رمزية الشعر الصوفي، وأخرى مصرية عن البديع في العصر المملوكي. كما اهتم العدد بالإبداع في العراق وإسهامات المرأة فيه نقديا وروائيا من ناحية، وبأحدث إسهاماته الشعرية من ناحية أخرى. ولم تتوقف (الكلمة) عن متابعة ما يجري للربيع العربي، وما تجره تداعيات السياسة على الواقع العربي وقضيته الرئيسية: القضية الفلسطينية. وجاء العدد حافلا كالعادة بالمواد النقدية والنصوص الإبداعية، فضم آخر لقاء مع ميشيل فوكو ونص عنه. وقدم رواية جديدة جاءت هذه المرة تجريبية ومن تونس، وديوان شعر من مصر ركز بعنوانه الدال (أخوانيجولا) على متغيراتها السياسية الأخيرة وما جره الإسلامجية عليها من وبال. كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي من شعر ورواية ومساراته؛ مع المزيد من القصائد والقصص، وأبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب وشهادات/ مواجهات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.

تجمع (الكلمة) في ملف العدد مجموعة من النصوص التي تضيئ جوانب مختلفة من حياة وإبداع سليمان فياض الذي رحل في نهاية شهر فبراير 2015، وهو ملف حرصت المجلة على أن يجمع بين بعض كتابات سليمان فياض نفسه، وعدد من الشهادات والدراسات عنه. وقد افتتح الناقد الدكتور صبري حافظ باب دراسات بدراسة موسومة بـ"سليمان فياض.. وداعا جاري العزيز" حيث يودع محرر (الكلمة) صديقا عزيزا وجارا حميما، وعلما من أعلام الأدب المصري الحديث أغناه بإضافاته الخلاقة واستقصاءاته الإبداعية المتميزة. ويكشف لنا في الوقت نفسه عن مسيرة سليمان فياض الخصبة وعن المحاور الأربعة: الإبداعي والفكري والمعجمي والثقافي العام، التي أغنى عبرها الثقافة العربية.

ويطرح الكاتب السوري بدرالدين عرودكي سؤال "الإعادة أم الاستعادة؟" أحد أهم الأسئلة المتعلقة بتعاملنا مع التاريخ والتراث، وتحلل الباحثة السودانية خديجة صفوت بطريقتها نتائج الانتخابات الأخيرة في دولة الاستيطان الصهيوني في فلسطين وذلك في دراستها "الصهيونية القبلية المنظمة وتدمير مجتمعات الغويم"، وبحساسية لجماليات النص ودلالاته العميقة يكتب الكاتب المصري عاطف سليمان عن "ابن عبدالباقي أفندي ودفتر أحواله"، ويقدم الباحث المغربي رشيد اليملولي تحليلا لما ورد في سفر "تاريخ المغرب"، وتقدم الباحثة العراقية "ملامح النسوية في الرواية العربية" وقضايا الجنوسة، ويستقصي الباحث المصري محمد علي عزب "البديع وبناء النص الشعري في عصر المماليك" ويتتبع نقديا مساراته في العصر المملوكي، ويخلص الأكاديمي التونسي عمر العويني الى منجز الأدب الصوفي في "اللغة الرمزية في الأدب الصوفي".

وتقترح الكلمة في باب شعر ديوانا شعريا لإيهاب خليفة موسوم بـ"اخوانيجولا" يحاول أن يستقرئ مرحلة كابوسية لازالت ترخي بظلالها الى اليوم، كما ينشر العدد قصائد للشعراء: جمال الموساوي، ماجدة غضبان المشلب، عبدالسلام الشبلي، سوران محمد، إيف بونفوا، فتح الله بوعزة. في باب السرد يكتب الروائي التونسي محمد خريف روايته "نبت الخرابيش البري" وهو يتأمل الحياة والأشياء واللغة بحس تجريبي لافت، كما نقرأ في العدد قصصا للمبدعين: الفاهم محمد، سليم مطر، وفاء الحكيم، أيمن قشوشي، كرار ناهي، خالد غميرو.

في باب نقد نقرأ للباحث المغربي سعيد بوخليط "بشار الأسد: ارحل! "لاء، كنا بنهزر" بلغة ساخرة تقطر منها مأساوية الراهن السوري، ويتناول الباحث عبدالكريم سليم علي مصطلح الاغتراب باحثا ومقاربا إشكالية المفهوم، ويقارب الناقد عزالدين بوركة مجموعة قاص مغربي ينطلق من الواقعي لينتهي عند التجريدي، ويقربنا جون فرانسوا دورتيي من "عصر الإنسان الرقمي"، بينما يكتب الباحث عبدالرحمان غانمي عن "شعرية الكتابة عند اليابوري" ودوره الريادي، ويتناول الباحث بوشعيب ملوك معيارية المركزية الغربية من "خلال قراءة النص المسرحي في عدالة الاختلاف"، بينما يبحث الأكاديمي المغربي أسامة خضراوي عن "التجليات السيكولوجية للتلقي في الفرجة الشعبية المغربية"، ويكتب الباحث الجزائري محمد الأمين بحري عن "ماوراء العقل والجنون.. هكذا تكلم ميشال فوكو" حيث يرصد أثار الصراع بين العقل والجنون والذي أدى الى تتويج العقل بالمركز المتحكم في العالم الغربي، ويتناول الناقد سعد الدغمان شعرية الشاعر البصري، بينما يستبين الكاتب اليمني صلاح الأصبحي "يقينينة الجوائز الأدبية!"، ويخلص نبيل عودة الى أن "انتصار نتنياهو: سيطرة دولة المستوطنين على دولة اسرائيل!"، ويرى الناقد محمد بن الصديق أن الكاتب عبدالفتاح كيليطو جمع الجمالي والفني والنقدي في بنية عمله الفريد "أنبؤوني بالرؤيا".

ويعود باب علامات لسنة 1912 ليقدم لقارئ الكلمة نصاً من مجلة "فتاة الشرق" التي كانت تصدر في القاهرة (1939ــــــ1906)، وفيه تعرض مي زيادة وجهة نظرها حول الإبداع ودور المخيلة فيه، مقابل العلم الذي يعلي من شأن العقلانية ونفعية الأخلاق، وفي باب مواجهات نعود ثلاثين سنة الى الوراء من خلال آخر حوارات ميشيل فوكو، والذي يفرض فكره نفسه كمفتاح لقراءة الزمن الحاضر.

في باب كتب يتناول شوقي عبدالحميد يحيى رواية تجذر لأسباب الهزيمة، بالرجوع الى عام 1948، ويرى الكاتب الكبير الداديسي أن رواية "طشاري" تمكنت من رصد معاناة العراقيين في وطنهم وفي المهجر، ويشرح كتاب قدمه ماهر الشريف "الاقتصاد السياسي لصناعة التقنية العالية في اسرائيل"، ويكتب الناقد عبدالإله الكريبص "شعرية الحزن والاحتجاج الهادئ" في ديوان يعتمد تقنية الغربة، ويكشف الناقد السعودي محمد العباس عن "منزع درويش النقدي"، ويكتب الناقد علي كاظم داود في "مساءلة أنساق التاريخ المضمرة" حيث تمنحنا الرواية فهما عن طبيعة التشكل السياسي الحديث في المغرب.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى