الاثنين ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بقلم كوكب دياب

متكبّرةْ

.
.
.

يــــا طــارقًــا بــابــي إلــيــكَ الـمـعـذرَةْ
لا تَـحْـسَـبَنّيَ فـــي الــجـواب مُـقـصِّـرةْ

مَـنْ أنـتَ؟ مـعتصمٌ؟ صـلاحُ الـدين؟ منْ؟
هــلْ عــادَ مَــن تـحـتَ الـثـرى لـيُحرّرَه؟

لا، لا فــــذلـــك مــسـتـحـيـلٌ بـــاطـــلٌ
فـارجـعْ فـلـستُ عـلـى جـوابِكَ مُـجْبَرة!

مَـــنْ كـــانَ مـثـلَـكَ غـارقًـا فــي مَـوْتِـهِ
لـــم يَـسـمـعِ الــرّدَّ الـجـميل ولــم يَــرَهْ

إنّ الـــجــوابَ مُــعَــقّـدٌ يـــــا قــاصــدي
والــمَـهْـرُ أكــبَــرُ ثَــــمَّ مِـــنْ أنْ تَــقْـدِرَهْ

وفّــــــرْ عــلــيــكَ مُــقــدَّمًــا ومُـــؤخَّــرًا
واحـــفــظ قـنـاطـيـرًا لــديــكَ مـقـنـطـرة

فـالـمـهْر أغــلـى مِـــنْ تــولّـي مَـنْـصبٍ
وأعــــزُّ مِــــنْ مُــلْـكٍ يـــزولُ وَدسْــكَـرةْ

تـــحـــريــرُ أوطــــانـــي مُـــقــدّمُــهُ ولا
ضـــيـــرٌ إذا كـــــانَ الـــفــؤادُ مُـــؤَخَّــرَهْ

مَـــنْ كــانـت الــجـوزاءُ مــوطـئَ نـعْـلِها
فــالـروحُ أرخـــصُ مـــا تــرى أن تُـمْـهَرهْ

أتـحـبُّـني؟! إن كـــان حَــقًّـا مـــا تَـــرى
فَـالـحبُّ فــي زمــنِ الـخـيانةِ مـسـخرة!

أوَتُــظــهِـرُ الـــحــبَّ الــنــقـيَّ بـلـفـظـةٍ
تُـخـفيْ بـهـا مــا تـسْتَحي أن تُـظهِرَهْ؟!

فـــإلامَ يُـضْـمِــرُ عــكـسَ مــا يـلـغو بــهِ
مَـــن كــان يُـظْـهِر فِـعْـلُهُ مــا أضـمـرَه؟!

لا، يـــا أخــي، لا، لـسـتُ أرضــى مَـيِّـتًا
أَلِـــفَ الـخـيـانَةَ وهْـــوَ يــرجـو الـمـغفرة

مــــا لــــي أراكَ، إذا رَدَدْتُــــكَ، غـاضـبًـا
وتــقــولُ عــنّــي: "دائــمًــا مـتـكـبّرة"؟!

أتَـــكــبُّــرٌ وأنـــــــا مُـــجـــرَّدُ نــســخــةٍ
مِــن ذا الـتـراب إلــى الـتراب مُـسيّرة؟!

وَتـقولُ لـي "قـال النّبيْ.." " قال الإله"..
كــأنّــمـا الأقـــــوالُ فـــيــك مـــقــرّرة!؟

قـــــال الــنـبـيْ: إن جــاءكــم رجــــلٌ..
ولـكـنْ لــم يـقـلْ إنْ جـاءَكـمْ يَـومًـا مَـرَهْ

أنّـــــى لِــعَـيـنـي أنْ تـــبــدّلَ كــحْـلَـهـا
مَــرَهًـا وتـبـقـى بــعـدَ ذلـــك مُـبْـصـرَةْ؟

لا تُـعْـطـنـي دَرْسًــــا لأحــفَــظَ سُــنَّــةً
فــالـفـرضُ يـشـغـلُـني وربّــــيَ قــــدّرَهْ

أنــــا حــــرَّةٌ فــــي دَرْسِ مــــا أخْــتـارُهُ
وَحَـفِـظْـتُ مِــنْ كــلِّ اخـتـصاصٍ أجْــدَرَهْ

وَاخْـتَـرْتُ مِــنْ سُـنَـنِ الـحـياةِ حِـسـانَها
لا يــظـلـمُ الـرَّحـمَـنُ مَـــنْ قـــدْ خَــيَّـرَهْ
******
أتــقــولُ لــــي رجــــلٌ ولــــم أرَ مــــرَّةً
قُـدْسًـا مــن الأقــداس كـنـتَ مُـحـرِّرَهْ؟!

لا يـــــا أخـــــي مــــا أنــــت إلا جُــثّــةٌ
فــوق الـثـرى تـمـشي إلـيْـها الـمقبرة؟

مــــا أنــــتَ إلا خــاتـمٌ فـــي إصـبـعـيَنِ
وبـاسْـمِـكَ الـشـيـطانُ يَـعْـقِـدُ خِـنْـصَـرَهْ

فـــإلامَ تــزهـو فـــي الــكـلامِ وتــدّعـي
أنّ الـــرجــولــة مـــنــكــمُ مــتــحــدّرة!

وإلامَ جُـــبْــنُــكَ ضـــــــاربٌ أطْــنــابَــه؟
والــقـلـبُ يــبـلـغ أبْــهَــراهُ الـحـنـجـرة!؟

أتَــقــودُ صــوتًـا فـــي الــهـواءِ عـرمْـرمًـا
وتخافُ، إن حَمِسَ الوغى، حَمْسَ الذُّرَةْ؟

فَــتَـعُـودَ فــــي حُــمُــرٍ كـطـائـرِ صِــفْـرِدٍ
فـــرّتْ عــلـى أعـقـابها مِــن قـسْـوَرة؟!

أمِـــنَ الــرجـالِ تــقـولُ لـــي مـتـفاخرًا؟
مــا عــدتُ ألـقى فـي الـرجولةِ مَـفْخَرة!

لـم يَـبقَ مـن صفةِ الرجالِ سوى المجازِ
وبـــعــضِ أســـمــاءٍ هـــنــاك مُـــذكّــرة

لـــم يـبـقَ مـنـها غـيـرُ مــا نـلـقاه فــي
الـشـاشاتِ فـي بـعض الـرسومِ مـصوَّرَةْ

ومــلامــحٍ خــلــفَ الــسـطـور عـقـيـمـةٍ
وبــطــولـةٍ بـــيــن الــنـصـوصِ مُـبـعـثـرة

لــمْ ألــقَ فــي غـيـر الـمـشاهِدِ فـارسًا
لـــم ألـــقَ فــي غـيـرِ الـقـصائدِ عـنـترة

إن كــان فــي الـنـسوانِ عَــرْضُ مَـنـاظرٍ
فـانـظـرْ تَــجِـدْ كـــلّ الـرجـولةِ مَـنْـظَرةْ؟!

طــولٌ وعــرضٌ فــي الـهـياكلِ، والـقلوبُ
مــــن الـطـحـالـبِ، والــعـقـولُ مُــخـدّرة

أوَيَــجْـعَـلُ الــصَّـقْـلُ الـمـعـادنَ جــوهـرًا
إنْ لــمْ يـكـنْ قـلـبُ الـمـعادنِ جـوهرة؟!

فـي الأمـسِ كـانَ صـدى الرجالِ بفعلهمْ
والـــيـــومَ فِــعْــلُـهـمُ مـــجــرَّدُ ثـــرثــرة

فــاذهـبْ تـعـلَّـمْ بــعـضَ أحـكـامِ الـرجـو
لــةِ، لــنْ يُـفـيدَكَ كــلُّ فـقْـهِ "الـجَنْدَرةْ"

ومــتــى رجَــعْــتَ بِــمـا أوَدُّ، وَجَـدْتَـنـي
ووَجَـــدتَ أنّـــي لـــمْ أكُـــنْ "مُـتَـكـبّرة"
******
أيـــــــنَ الــــرّجـــالُ ولا أرى إلا جَـــمَـــا
جِــــمَ أَبْـــــدُنٍ مــأجــورةً مـسـتـأجـرَة؟!

هــــــمْ آلــــــةٌ،.. بــرنــامـجٌ مــتــحـرِّكٌ
رَخْـــــوُ الــعَـريـكـةِ والــدمــاءُ مُــحَـجّـرةْ

بَـــرنـــامــجٌ أودَى بـــــــهِ الــتّــحــديـثُ
والـنّسَخُ الـتي فـي الـسُّوقِ تـلكَ مُزوّرةْ

حــتّــى الــتــي كــنّــا قــرَأْنــا مَـجـدَهـا
مــنـذ اشـتـرَوهـا.. لـــم تَــعُـدْ مُـتَـوَفَّـرةْ

فـــهُــمُ الـــرّجــالُ ولا رجــــالَ كــأنّـهـم
صُــوَرٌ عـلـى خـشـبِ الـحـياةِ مُـسَـمّرة

الــكــلّ يــغـرَقُ فـــي الـعـيـونِ مـجـذِّفـاً
وشــراعُـهُ رَمْــشٌ وبَـعـضُ "الـمَـسْكَرةْ"

وتَــــراهُ فــــي سُــفُــنٍ مــــن الأهْـــواءِ
يُــبْـحِـرُ والـغـرائـزُ فــيـه دَوْمًـــا مُـبـحِـرة

فـــــي كـــــلِّ وادٍ هــائــمًـا مُـتـعـطِّـشًا
وســـرابُ إكـسـيرِ الـهـوى قــدْ أسْـكـرَهْ

عــجـبًـا لــــهُ لــــوْ شــــاء يـنـصـرُ ربّـــهُ
لأقــــامَ فــــي نــزَواتِــهِ كــــي يَـنـصـرَهْ

يَـــرْجــو بِـــهــا أمـثـالَـهـا فــــي جــنّــةٍ
يــــا وَيْــلَـهُ إن لـــمْ يَــنَـلْ مـــا اُخْــبِـرَهْ!

إنْ جـــــاءَ فـــــي الـــقــرآن والإنــجـيـل
والــتــوراة مــــا يَـلـغـو بـــهِ فـالـمَـعْذرةْ!

مــــا كــــلُّ مــــا يَــقــراه كـــانَ مُـبَـيَّـنًا
إنْ كــــانَ بــالأهــواءِ يَــشــرَحُ أســطـرَهْ
******
أيـــنَ الـرجـولـةُ وهْـــيَ تُـسْـلِمُ أمـرَهـا
كـــيــفَ الــتــدبُّـرُ والأمـــــورُ مُـــدَبَّــرة؟

هــــــرْجٌ ومـــــرْجٌ ســـائــدان بــأرضــنَـا
والـــكـــلّ يــفــتـحُ لــلـعَـدالـةِ مَــقــبـرة

والـــعــرْبُ يـــذْبَــحُ ثَــورُهــم ثـيـرانَـهـم
والــكــلُّ يــغــرزُ فــــي أخــيـهِ خـنـجـرَه

جَـمَـعَـتْـهمُو كُــبــرى الـمَـسـائلِ لــكـنِ
افــتــرَقـوا لِـمـسـألـةٍ هــنــاكَ صُــغَـيَّـرةْ

حَــتّـى الـسـلامُ أتَــى يـبـيعُ ويَـشـتري
يــســتــوردُ اســتــقـرارَهـم لــيُــصَــدِّرَهْ

مـتـقـمِّـصًـا فــــي كــــلِّ شــــرٍّ قــــادمٍ
وســيـوفُـهُ لـلـقـتـلِ دومًــــا مُــشْـهَـرَة!

والـفـتْـنـةُ الـحـمـقـاءُ تَــنْـصِـبُ خَـيْـمَـها
نُــصْــبَ الــعـيـونِ مُـقـيـمةً مـسـتـعمَرةْ

والــبــعـضُ يــقــتـلُ بــعــضَـهُ مـتـعـمِّـدًا
وتـــرى الــوجـوهَ بـفـعـلِهِمْ مـسـتبشرة

مــــا فــتـنـةٌ أقــــوى عـلـيـهمْ مِـنـهُـمُو
أمُــقَــدَّرونَ هُــمُــو لَــهــا و"مُــقـدَّرةْ"؟!

أتَـــشــقُّ أبـــنــاءَ الـــتــرابِ خَـــدائِــعٌ؟
قُـتِـلَ الــذي يـسـعى بِـهـا، مــا أكـفرَه!

ألـــلّــهُ أكـــبــرُ مــنـهـمُـو، مــــنِ كــــلّ
إِمَّــعَــةٍ يــقــودُ إلــــى الـخـيـانةِ إِمَّـــرَةْ

قـــــدْ مـــزّقــوا الأوطــــان والإنــســانَ،
والـحـرّيـةُ الـحـمـراءُ تــحـت "الـطَّـنْجَرة"

والـقِـدْرُ تَـغـلي والـطّـعامُ مــن الـحـصى
سَــقــيًـا لأيّـــــامِ أكـــلــتَ "مُــجَــدّرة"!
******
فَـــإلامَ يـبـقـى الــوَهْـمُ يـلـبَسُ حُـلْـمَنا
والــخـيْـبـةُ الــكــبـرى بـــنــا مــتـكـرّرة؟

فَــيُـعَـلّـلَ الأحْــيــاءُ بــالـمَـوْتِ الــرَّغـيـدِ
تَــعَــلُّـلَ الــمَــوتَـى بِــحَــبّـةِ سُّــكّــرة؟

والــحِـقـدُ فـــي الـدنـيـا يُــكـرِّرُ نـفـسَـه
فـــارِجِــعْ إلـــــى تــاريـخِـه وَانــظــرْ وَرَهْ

هـــــلاَّ رأيـــــتَ بــــأمِّ عــيـنِـك رابــحًــا
يُــلـغـي بـضـاعـتَـهُ ويـكـسـرُ مـتْـجَـرَه؟!

قــــدْ حــقّــقَ الــربـحَ الـسـريـعَ بـفـتـنةٍ
وعـــلـــى أخـــيــكَ أعَــنْــتَـهُ لــيــدمّـرَهْ

وَبــنــى بــــك الـشـيـطانُ قــاعـدةً لـــه
وأقـــامَ فـــي كـــلِّ الـمـفـاصلِ مــجـزرَةْ

فَـخـسرتَ فــي يــومٍ فـقطْ مـا لـم يـكنْ
فــي ألــف عــام، لـو تـعي، أن تـخسَرَهْ

مـــــنْ خـــــانَ مـــبــدأهُ لأمْـــــرٍ مــــرّةً
أحـــكـــامَ إعــــــدامٍ يـــنــالُ مـــؤخَّــرةْ

لا ثـــورَ أبــيـضَ فـــي الـعَـراءِ ولا ســواهُ
ولــــمْ يــعــدْ أحـــدٌ لــكـي تـسـتـنفرَهْ!

والــــدربُ فــــي كــــلِّ اتّــجـاهٍ مُـغْـلَـقٌ
سِـــيّـــانِ فـــيــهِ تَـــقــدُّمٌ أو قــهْــقـرَة

مَــــنْ بــــاعَ أخْــوتَــهُ بـحـفـنـةِ أصــفــرٍ
بــاعـوهُ يــومًـا فـــي مَــزادِ الـسَّـمْسَرة
******
مــــاذا أكــلـتَ مـــنَ الــهَـوى إلا الــهَـوَا
وأصــابـعَ الــنَّـدَم الـــذي لـــنْ تَـقْـهَـرَهْ؟

مـاذا حـصدتَ مـن الـثَّراءِ سـوى الـثَّرَى؟
فـرجـعـتَ تـلـعـقُ مِــنْ عَــدوِّكَ خـنـصرَه

مــتـسـلِّـقًـا حـــبـــلَ الـــهــواءِ وأنـــــتَ
مــعــتَـصِـمٌ بـــــهِ تـــرجــوهُ ألاّ يَــبْــتُـرَهْ

يـــرمـــي إلـــيـــكَ فُــتــاتَــهُ وتــظــنّــهُ
يــأتــيْ إلــيـكَ بـخـبـزهِ كـــيْ تَـكـسِـرَهْ

أضَــرَبْــتَ أخــمـاسًـا بــأسـداسٍ، ومـــا
لِـحـسـابِ حـقـلِـكَ أن يُـطـابِقَ بَـيْـدرَهْ!؟

وَتـــظــنُّ يــومًــا أن سـتـلـبَـسُ تــاجَــهُ
وتَـصـيـرُ مِـــنْ بــعـدِ الـخـيانةِ قـيْـصرَه؟!

هــيــهـاتَ أن يَــصـفـوْ الــعَــدُوُّ لِــخـائـنٍ
يــكْـفـيـهِ رغْـــــمَ نــذالــةٍ أنْ يَــشـكـرَه

يِـكـفـيـهِ جــمْــعُ رُفــاتــهِ فـــي حــفْـرةٍ
ويـــدوسَــهُ بــحــذائـهِ كــــي يَــطْـمُـرَهْ

فَـيَـفِـيْهِ بـعـضَ جـزائِـهِ مــن جِـنْـسِ مــا
الـــحــفّــارُ وَدَّ لإخْـــــــوَةٍ أنْ يَـــحْــفِــرَهْ

مَـــن لـــمْ يــكـنْ فــيـهِ الأمــانُ لأهـلِـه
فــعـلامَ تَـأمَـنُـهُ الــعِـدى؟ مـــا أحـقـرَهْ!
******
يـــا بْـــنَ الــتـرابِ ولـــنْ تــعـودَ لِـغـيـرهِ
هــلْ حَــلَّ شـيءٌ فـي الـترابِ فـغيَّرَهْ؟!

مَـــــنْ كـــــانَ يــعـبـدُ ربَّــــهُ لــرَغـائـبٍ
يَــــــأْبَ الإلــــــهُ عــلــيــهِ ألاّ يَـــدْحَــرَهْ

لا تـــنــسَ أنّـــــكَ نــســخـة مــــن آدمٍ
مَــــنْ يَــنْــسَ أمْـــرَ اللهِ يَـهـجـرْ كــوْثـرَه

هــــلْ أنــــتَ راضٍ أن تُــكــرِّرَهُ لــتُـطْـرَدَ
مــرَّتــيـنِ مـــــنَ الــنـعـيـمِ فـتَـهْـجـرَهْ؟!

قــــدْ كـــانَ يــومًـا آمــنًـا فـــي سِــرْبِـهِ
وجــنـائـنُ الــمـولَـى لــدَيــهِ مُــسـخّـرة

حــتّـى أتـــى الـشـيـطانُ يَـفـتـنُ قـلـبَهُ
مُــتــنـكّـرًا فــــــي أَوْجُــــــهٍ مُــتَــنَــوِّرةْ

يَــنــهــاهُ عــــــن ربٍّ لــيـعـبـدَ غـــيــرَه
ويـعـودُ مــن حـيـثُ انـتـهى كــي يـأمرَهْ

مَـــنْ كـــانَ يَـنـسـى ربَّــهُ فَـبِـأيِّ حــقٍّ
يــبـتـغـي مِـــــنْ ربِّـــــهِ أن يـــذكــرَهْ؟!
******
الـــكــلُّ مـــنّــا مــخــطـئُ.. أوَنــصــلِـحُ
الـخـطـأ الـجـسـيمَ بـنـفـسِهِ فَـنُـكرِّرَهْ؟!

إن كــنـتَ عـامـلـتَ الـمُـسـيءَ بِـفِـعـلهِ
فـمتى يـزولُ الـسوءُ عـنْ سطحِ الكُرَة؟!

أحــســنْ إلــيــهِ وكُـــنْ بِـعَـفْـوِكَ بــادئًـا
لا عــفــوَ إلاّ مِــــنْ عــظـيـمِ الــمـقـدرةْ

أوَلَــــمْ تـــرَ الأخــطـاءَ إلاّ فـــي ســـواكَ
ولـــو أصـــابَ لَــمُـتَّ كـــيْ لا تُـعْـذِرَه؟؟

مـــــا دامَ ربُّـــــكَ ربَّـــــهُ فــاغـفـرْ لــــهُ
مـــا كــنـتَ تــرجـو اللهَ فـــي أن يَـغـفِرَهْ

وافــتَــحْ لــديــكَ بــكــلّ قــلــبٍ مَــنـزلاً
تَــلْـقَ الـقـلـوبَ عــلـى هَـــواكَ مُـعَـمَّرَهْ

وابْـــنِ الــحِـوارَ عـلـى الـتّـآخي والـرِّضـا
واجـعـلْ مــن الـحـبِّ الـمُـصَفّى مِـحْـورَهْ

وارْحــــمْ أخـــاكَ فــمَـنْ يُــحـاولْ قـتْـلَـهُ
بـيـديـكَ يَــبْـنِ عَـلـيـكَ حــدَّ الـمِـسْطرةْ

إنَّ الـــقـــويَّ إذا تَــحَــدَّتْــهُ الــخُــطـوبُ
بَــنَـى مِـــنَ الـحِـلْمِ الـمَـتينِ مُـعَـسْكَرَهْ

ودعـــا إلـــى الـحُـسـنى بِـغـيرِ طـريـقةٍ
لــــنْ يَــعْــدَمَ الــحــقُّ الــقـويُّ مُــؤثِّـرَهْ

كُـــنْ أنـــتَ أوَّلَ مَـــنْ يُــبـادرُ بـالـخُطى
مَـــنْ ســارَ فــي أَمْــرٍ عَـسـيرٍ يَـسَّـرَهْ!

كُــــنْ أنــــتَ أوَّلَ مَـــنْ يَـغـيـثُ بِـغَـيـثِهِ
لـيـسَ الـضـبابُ مــن الـغـيومِ الـمُمطِرة!

لا تَــعْـجـبِ انْ ألـفـيـتَ يــومًـا حــاسـدًا
مِــــنْ بــعــدِ ذاكَ رأى الـكـبـيـرَ فـأنْـكَـرَهْ

وحَــكــى الــحـمـارَ مَــحَـمَّـلاً أســفــارَهُ
ورأى الــرّوَيْـبِـضَـةَ الــصـغـيـرَ فــأكْــبَـرَهْ!

أرِهِ الـرجـولـةَ فـــي الـتـسـامحِ والــرضـا
أرهِ الــهــدى والـعـفْـوَ عــنـدَ الـمَـقـدرةْ؟

أرهِ إذا مـــــا جـــئْــتَ يـــومًــا غــاضــبًـا
كـيـفَ الـتـحكّمُ فـي الـهوى والـسيطرة!

أرهِ الــتّـراحُـمَ فــــي الــــورى فـأشـدّنـا
مَـــن كـــانَ جــسـرًا لـلـسلامِ لِـنَـعبرَهْ!

فـــــإلامَ إن قـــامــتْ قـيـامِـتُـنـا هـــنــا
فُـــتِــحَ الــحـسـابُ بــلـنْـدنٍ وبِــأنْـقَـرَه؟

وإذا تـــحــرّكــتِ الــمــطــامـعُ نَــحْــوَنــا
سـكَـنَـتْ عــلـى أعـصـابِـنا الـمـتـوَتّرة؟!

ومــتـى خـطَـوْنـا خـطـوةً نـحـو الـصَّـوابِ
تَـــعُـــدْ بـــنـــا خُــطــواتُـنـا مُــتَــعـثِّـرة!

وَلِـــــــكــــــلّ وَازرَةٍ وزارةُ أخـــــتــــهــــا
وعــلـى بَـنـيـها فـــي الـفـتوحِ مــؤزّرةْ؟!

والـــكــلّ يــســعـى طــالـبًـا كــرسـيَّـه
حــتـى ولــوْ فــوق الـصـحاري الـمُـقْفِرَة

ويَـعـيـثُ فـــي الـدنـيـا فــسـادًا أحـمـرًا
فـمتى يُـعافى الـقومُ مـن ذاك الشَّرَهْ؟!

فَــالــمـوتُ مــكــتـوبٌ عَــلـيـنـا وَحْــدَنــا
والـعـيشُ يُـمْحَى حـيثُ نَـكتُبُ أسْـطُرَه!

والــبُـومُ يَـبْـنـي فـــي الـضَّـمـائرِ وَكْـــرَهُ
والــجــهـلُ بــــاقٍ والــحـضـارة مُــدْبــرة

والــفـأرُ يَـقـرضُ فــي الـخـريطةِ راسِـمًـا
دُوَلاً مــــنَ "الـجـبْـنِ" الـلـذيـذِ مُـصَـغّـرة

ولــــكـــلّ واحـــــــدةٍ إلـــــــهٌ واحــــــدٌ
أّنَّــــى يُــوَحِّــدُ رَبَّــــهُ مَــــنْ عَــشَّـرَهْ!؟

ارجِـــــعْ وصَـــحِّــحْ.. إِنّ ربَّـــــكَ واحــــدٌ
مـــا لـــي أراه مـقـسّـمًا؟ مـــا أكــثـرَه!
******
يـــا بْــنَ الـتـرابِ ولـسْـتَ تُــدرِكُ كُـنْـهَهُ
أفــتُــدْرِكُ الــنُــورَ الـخَـفـيَّ فَـتَـسْـبُرَه؟!

مـهـمـا رأيـــتَ الــشـرقَ شُــوِّهَ وجْـهُـهُ
والــغـربَ يُـقْـحِـمُ فــيـهِ دومًـــا مـنْـخـرَهْ

فـلَـسوفَ تـبقى الـشمسُ فـيه مُـشِعَّةً
وتــظــلُّ تُــشــرقُ بــالـسَّـلامِ مُـظَـفَّـرةْ

والــحـقُّ يـبـسطُ فــي الـبِـلادِ شـعـاعَهُ
فــتـرى الـمَـدائـنَ مـــنْ ضــيـاهُ مــنـوّرةْ

لــــم يُــجْــدِ تــزويــرُ الـهُـويَّـةِ وَالــهـوى
فــقــلــوبُــنـا عـــربـــيّـــةٌ والـــتّـــذْكَــرةْ

مـــــاذا أقــــول وبَــحــرُ قــولــي نــافــدٌ
مــا عــادَ يـسْـكبُ حـبـرَهُ فـي الـمِحْبَرة

شَـــأْ مــا تـشـاءُ فـإنّـني مــا شـئـتُ إلا
مـــــا يَـــشــاءُ اللهُ لـــــي أن يُــظْــهِـرَهْ

إنَّ الــســلامَ قَـضـيَّـتـي يــــا قــاصــدي
مــن لــم يـكن فـي قَـدْرِها، مـا أصـغرهْ!

لــيـسَ الـرجـولـةُ فـــي الـتَّـنـاحُرِ إنّــمـا
فـــي سَـعْـيِـنا نـحـوَ الـسـلامِ لـنَـنْشرَهْ

فــاذهـبْ تـعـلَّـمْ بــعـضَ أحـكـامِ الـرجـو
لــةِ، لــنْ يُـفـيدَكَ كــلُّ فـقْـهِ "الـجَنْدَرةْ"

ومــتــى رجَــعْــتَ بِــمـا أوَدُّ، وَجَـدْتَـنـي
ووَجَـــدتَ أنّـــي لـــمْ أكـــنْ "مُـتَـكـبّرة"

في الذكرى الأربعين للحرب اللبنانيّة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى