الأحد ٣ أيار (مايو) ٢٠١٥
بقلم غالية خوجة

مجلة دبي الثقافية: الوسط صمام الأمان

تطرح مجلة دبي الثقافية في عددها الجديد (120) العديد من القضايا الثقافية وأسئلة الواقع والفكر والخيال وحلاً واقعياً لراهنية العالم العربي تمثلهُ كلمة المدير العام، رئيس التحرير الشاعر المبدع سيف المري (الوسط صمام الأمان) المفعلة لنظرية هامة من نظريات علم الاجتماع (المركز والهامش) واهتمامها بظاهرة نشوء المجتمعات الحضرية ونشوء الطبقات الاجتماعية فيها، وما يفرضه التطور الحضري للمدن، وآثاره وكيفية تفادي سلبياته النفسية والسلوكية والاقتصادية والمجتمعية وتشمل بقية البنى الحياتية، وهذا ما تناقشه كلماته بعمق، متسائلة: فمتى يستطيع المجتمع العربي أن يقيم مركزاً قوياً، ويعطي الاهتمام الكافي للهامش الذي إذا استمر محبطاً، فإن النتائج ستقود إلى كارثة حقيقية).

جاءت لوحة غلاف العدد مشهداً من أوبرا في سياتل، ومن العناوين، نذكر: محمد بن راشد شخصية العام لجائزة الشيخ زايد، الذي سيسجل له التاريخ مكانته الرفيعة وومضاته الرائية، والمستقبل الذي يأتي اليوم لا غداً، الربابة هي الأم التاريخية للكمنجة، أسانج أراد أن يغير العالم فأصبح لاجئاً، سليمان فياض أفنى عمره وهو يدافع عن الدين ضد المدعين، لطفية الدليمي ترصد عالم النساء الوحيدات، معاناة الروح في أوبرا عطيل، الأقنعة تعويذة الخوف، ويأخذنا باب (بانوراما) إلى كندا التي انصهرت فيها الثقافات إنسانياً، ونزور متحف اللوفر الشاهد على حضارات الشرق، ونطلع الثنائيات المتثاقفة في حفلة التفاهة التي كتبها كونديرا، ونستكشف الرحلة الأسطورية في رواية وشم وحيد، ونشاهد قراءة لفيلم القناص الأمريكي يعرضها باب (دراما)، ونتابع معرض تونس للكتاب الذي يحتفي بالعقل لا بالإرهاب، وفي حوار معها، تؤكد أميمة عبد الله على أن السودان لا يعاني سياسياً بل ثقافياً، ويؤكد المبدعون العرب على ضرورة إنشاء قوة ثقافية مشتركة، بينما هناك في القدس، فنرى كيف الأدباء يخوضون صراع الهوية والوجود، وفي باب تشكيل: أحمد نعواش ونصف قرن من الفن الملتزم، إسماعيل الرفاعي يمسرح المأساة في الوجوه المتعبة، وننتقل مع الموسيقا إلى عالم مرسيل خليفة ورسالته الإنسانية والوطنية، وفرقة المعنى، ثم يطلعنا باب الثقافة في شهر على الفعاليات المتنوعة، ومنها: (آرت هاب) في أبو ظبي، مهرجان برلين السينمائي، متحف نوبل في دبي، وفي دنيا الكتب نتابع العديد من الإصدارات، ونرحل إلى فلسطين مع عمر شبانة، وإلى مستقبل الصين مع مصطفى القرنة، وتحضر تجارب موهوبة جديدة في (نادي الأقلام)، بينما يكشف الكاريكاتير عن حال المثقف، كما نقرأ في (أجنحة الخيال) للعديد من الكتّاب، ونكتشف مع آراء كتّاب دبي الثقافية الحياة ومشاهدها، ومن تلك المقالات ما كتبه أدونيس: (مخطوطة لمذكرات تمثال قطع رأسه على شاطئ الفرات)، وفيصل الدراج (التطرف وظلال فرانكشتاين)، وشوقي عبد الأمير: (صديقاتي أيتها الثورات وداعاً).

نذكر بأن فترة المشاركة في جائزة دبي الثقافية للإبداع تم تمديدها إلى (30/5/2015)، كما أن المجلة تهدي قراءها مع هذا العدد كتابين: (الفرار في عام 1934)، وهو مجموعة قصص صينية من تأليف (سوتونغ) وترجمة يارا المصري، والكتاب الثاني (عشق وحداد) مختارات من الشعر العالمي، ترجمة الرداد شراطي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى