الجمعة ٣ تموز (يوليو) ٢٠١٥
بقلم سلوى أبو مدين

جميعنا نرسم وجوهنا

كما هي الصور معكوسة، نرسم دوائر حلزونية في مستنقع ماء عكر
نسكب بقايانا وما يتخللها في التراب.
في حين لم نعد نرى ملامح وجوهنا.
التي اختفت كغيمةٍ، خلف أمطار قانية!
أول ما تغزونا المسافة الفاصلة
بين نقطة البداية والنهاية
نعبر ذاك المستحيل.
ونقف نحدق طويلا
في الغيم .. والريح .. والمطر.
ونبحث بين الجسور
علنا نجد وجهنا المشطور
لكننا في النهاية نحمل بقاياه
وقد نقش بالطباشير في عيون
غيرنا ...
أو على صفحات ماء الغدير .
لكن ضاعت ملامحه!
ترانا نرسم وجوهنا لأن الذات تبحث
عنه؟
فوق مربعات أنفسنا.
أو فوق أقنعة خلفت وراءها
ندف التيوليب
أو أوراق أيلول!
كل وجوهنا أجهضت ما تبقى
من ألوانها!
واحتفظت بصورة واحدة تتراىء
لنا كأي نرجس .
ليظهر لنا بوضوح أكثر .
كلما لمحنا صغاراً
يعبثون بكرات الثلج الشاحب
وسط دموعنا الضبابية
ويحملون وجوههم التي
امتزجت في ملامحنا
قناديل مكسورة!.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى