الأحد ٢٣ آب (أغسطس) ٢٠١٥
بقلم لطفي خلف

بقايا حديثٍ وبوحُ كلام ٍ!

لطفي خلف

اذكريني إذا ما اشرأبّتْ
زرافاتُ عشقيِ َأعناقُها
وسالَ حليب ُالحنين ِ
طويلاً على شفةِ الذاكرة ْ
*****
اذكريني ولو حط ّ بومُ الخراب ِ
على برتقال ِحقول ِ اللقاءِ
وطارت عن الغصن ِ
كلُّ حساسين ِآمالِنا الساهرهْ
*****
اذكريني ولو مزّقَ البعدُ
ثوبَ الوصالِ
وأحرق َ جندُ التتارِ
تفاصيلَ شكلِ الحدودِ
بأيدي عصاباته ِالجائرة ْ
*****
اذكريني إذا ما استطالت
يدُ الغدرِ بين القبائل ِ
كي تستعادَ المناصبُ
حيث ُ المكاسب ُ
تسلب من لقمة الشعب قهراً
وعينُ الجموع ِ بدت حائرةْ !
*****
اذكريني إذا هبّ عطرُ نسيم
البراري
بمنعطفات ِالأزقّةِ
حيثُ بقايا الكلام ِ
وبوح الحديث الِمسجّل ِ ِ
زيّنَ جذع َالشجيرات ِ والخاصرةْ
*****
اذكريني
فأنت ِ بلادُ الذين استعاضوا
عن التبرِ بالخبز ِ - حينا - وبالخابية ْ
لتبقى الكرامة ُ رمزا ً
ويزهرُ لوزُ الصمود ِ
على أرضهم ،
كي يورقَ الحبُّ فوق نبات ِالتحدي
الذي بذروهُ
بحقلِ ِ الكوارث ِ والمجزرة ْ !
*****
أودّعك الآن حيث ُالجنون
يصب ُّ كؤوس َانكساري
فيظهر ُللناس ِعاري
لأني أديرُ لك ِالظهر َ
في أوج طهرك ِ
،لا أستطيعُ لك ِالبوح بالسرِّ
كي لا تثور
بوجهِ بقائي الرؤى العاهرة ْ!

خيولُ الكلام ِ

يقول المثقف ُ في الوطن العربيِّ الفسيح ِ:
....وكنتُ متى شئت ُ
أسحبُ رتلَِ الكلام ِ ورائي
كتيس ٍ
من الأذن
حتى عنان ِ سمائي
******
ترَهّلَ جسم ُ الحقيقةِ حولي
وبانت مفاصلُ همّي ودائي
فكيف سأجتاز ُ فصلَ الصقيع ِ
وأعبرُ - حقاً-
بشاحنة ِ الشعر ِ فصلَ الشتاء ِ؟!
*******
هي القدسُ تفتحُ للشعر ِ أبوابَها
تجلت كعاصمة ٍ للثقافة ِ والفنِّ
منذ عصور الجهالةِ
لكنها تستعيد بنا الآن
ما قد تلاشى
وتسمو فتُظهر ُ وصمة َ عار ٍ
علت جبهة َ الحاكم ِ العربي ِّالمخدّر ِ
من حولِها
:- إذا سوف أُسرِجُ خيل َ كلامي
لأجتازَ كلَّ جبال ِ وعودي
، وسيلي عنيفٌ
فكيف ستثنيهِ بعضُ سدود ِ الظلام ِ؟
:- أنا اليعربيُّ الذي ما نسيْت ُ
أنا ابن ُ قحطان َ، كنعان ، عدنان
شِئتُ إذاً أم أبيتُ!
سليل الفحولة ِ لا يرعوي
عن ولوج ِ مفاتن دنيا بلادي
التي قد عشِقْتُ
، أتوهُ بصحراءِ نفسي طويلا
ولكنني إن نطَقْتُ فعلْتُ
تزيّنت القدسُ منذ ُ البدايةِ
ألفُ عريس ٍ تقدّمَ
من كلِّ بابٍ
ليدفعَ مهرَ العروس ِ التي تتجلّى
فكيف جموع ٌ لشذّاذِ آفاق ِ
هذا الوجودِ
الذين لهم ألفُ دين ٍ وأصْل ٍ ومِلّةْ
بنا تتسلّى ؟ !!
*******
غبارُ الذهول ِ أتى فاعتراني
فلست أميّز ُ
ما بين أرضي هنا أو سمائي !

دخانُ الوقتِ المتطايرِ من رأس ِاللحظة ْ!

ماذا يعني أن تزحفَ
في سهل ِالكلماتِ
غريباً
مطرودًا بعصيِّ اللعناتْ
؟ هل ينفعكَ صقيعُ المنفى
إذ تتغطّى برداءِ العزلةِ
في بحر ِاللحظة ِ
عشراتِ المراتْ
*********
أعرفكَ فأنتَ إمامُ الشعر ِ
وكاشفُ ما تحت قناع ِالزيفِ
وما خلْفَ العَبَراتْ
عكس التيارِ تحاولُ أن تسبرَ
غورَ الأشياءِ
تفتشُ عن نفسكَ في جيبِ العثراتْ
كأنكَ مجبولٌ
من صلصالِ ِ اللغةِ
الممزوج ِبماءِ النكباتْ
******
للغربةِ آلافُ الأشكالْ
ما بين الماضي والحاضرْ
أقساها أن تنجوَ بالنفس ِ
تخلّصها من صخَبِ القالِ ِ
وحمّى القيل ِ
فتلبسُ ثوبَ الغربةِ
منكبّاً فوق ثرى الآمال ِ
لتصطاد َغزالَ الفكرة ِ
في غاباتِ المضمون ِ
كوحش ٍ كاسرْ
*********
 
تنضج فكرتك الفجة
فوق لظى نيران هدوئك
واضمحلال غبار الفوضى
من حولك
فتغني :
- لو أني أصبح قرصانَ سفينةِ
هذا العصرِبخارطةِ التاريخْ
سأرمّمُ وجهَ العدل ِ
بهذي الأرضِ ِ
وأكسر أقفال َالسجان ِ
وأرحلُ للمريخْ
لو أني أملكُ ما يملكُهُ
البسطاءُ من الصبر ِ
وروح ِالعفةِ
وبساط الحبِّ المفروش ِعلى الأبوابِ
ولونَ البسماتِ الغضةِ
فوق شفاهِ الفقرِ
لحطَّمْتُ يراعي الساخرَ
من هذا الكونِ ِ
وأحرقْتُ قصورَ الشعر ِ
وما كنْتُ
تجرَّعْتُ كسقراطِ الزرنيخْ -
*******
 
لكنك تأبى
إلا أن تبقى منعزلاً
تترصّدُ كلَّ رمادِ الوقت ِالمتطاير ِ
من رأس ِاللحظةُ
وتعيش سعيدا
حتى لو ِمتّ وحيدا
حتى لو ِمتّ وحيدا !

زيتونة ال كنعان وزنابق الفينيق

عصا الترحال ِ خانتْني
وشاخ هواي في قلبي
وغيّرت الشوارعُ
كلَّ لافتة ٍومفردة ِ-
- مررت أمامها لمّا حملت العمرَ
عصفورا بأوردتي
صرخْتُ بأذن سيدتي
التي سمّيتها لغتي
أغيثيني
هبيني ما لديك الآن من خبزٍ وأرغفة ِ-
لأني تهْتُ في صحراء ِمائدتي
***
تجشّم سر ّأسراري
فؤادي طول أسفاري
فلم أشْعر بنبضَتهِ
ولم يفلح بإ شعاري
لذا ضيّعت أغنيتي
***
فراشة ُحقل ِثورتِنا
لكم فرَشَتْ جناحيْها
لتمنَحنا إرادَتها
خرائط َللغد ِالآتي
***
وأدركْنا أمام الدهشة ِالأولى
بأنا فوق برّ زنابق الفينيق نعتكف ُ
وذي زيتونة ُالكنعان ِفي أجوائِنا تقف ُ
وهذا زعترُ الناطوف ِفوق الصخرِ يرتجف ُ
وذاك النخل ُوالسعف ُ
فشطّت صورة ُالماضي
وضاعتْ من مخيلتي
كأني لم أُشَرَّد في تخوم ِالعمرِ والبيد ِ-
ولا حقا فواتير العهودِ السّود ِ-
ولّت دون تسديد ِ -
ولا ضاعت
مواسم حنطتي في الأرض
يوما دون تسميد ِ-
***
ترى ضيّعْت ُأغنيَتي
لأني تهْتُ في صحراءِ مائِدَتي!

الناطوف:جبل يقع جنوبي قرية"بدرس" رام الله ويحتوي على نبع ماء جميل
،سلب عام 1948 ويعود تاريخه للحضارة الناطوفية

طين التغابي

أحقا " على هذه الأرض ما يستحق الحياة"؟
وما يستحق البقاءَ
وما يستحق الدفاعَ
عن المارقين وعن كل لصِّ
ومن ليس في خندق الصدق والانخراط ِ
عن الأرض َ والعرض ِ حتى الممات ْ؟
تغيّر ما كان حولي
ففي دفتر العهرِ غابت حقائقُ
عصر ِالشهامة
في وحل طينِ التغابي
وسِرنا وراءَ جبالِ السرابِ
وصار عدو عدوي عدوي
وكان عدوُّ عدوي صديقي
وكان صدبقُ عدوي عدوي
وصار صديقُ عدوي صديقي
ترهّلَ جسمُ الحقيقة ِحولي
وبانتْ مفاصلُ همّي ودائي
فكيف سأجتاز فصلَ الصقيع
وأعبر - حقا-
بشاحنة ِالشعرِ فصلَ الشتاءِ؟!
وكنْتُ متى شئتُ
أسحب رتلَ الكلامِِ ورائي
كتيس من الأذن
حتى عنان سمائي
غبارُ الذهول ِأتى فاعتراني
فلسْت أميّزُ
ما بين أرضي هنا أو سمائي!

عدنان والعاصفة!

رحى الوقتِ تطحنُ حبَّ الثواني
تلوكُ الدقائقَ تلوَ الدقائق
عند تفاصيل ذاك الصباح
تعوَّد عدنانُ أن يستفيقَ
من النومِ في السادسةْ ْ
يرنّ قطيعٌ الشياه ِ
مع الفجرِ أجراسَه في الأزقَةِ
لكنَّ عدنانَ
يسبقُ باصَ القطيع ِنهوضاً
كعادتِهِ
كي يلملمَ أوراقَ أحوالِهِ البائِسةْ
يرتّب فوضى برامج ألعابِهِ
دون أنْ ينعفَ الوقتَ
مثلَ شعيرِ الحمامِ
على السطح،
أو كي يجزّأهُ بالتساوي
كما جزّأ اليومَ
ذاكَ الرّغيفَ الوحيدَ
- الذي قد تبقّى لاخوانه-
ليمتصّ اسفنَجُه ماءَ صمتِ المكانِ ِ
ويرسم عدنانُ
في الذهن ِلائحة للذرائع ِ
عند الغيابِ
لتسردَها عنه للأمّ جدّتُهُ العابِسةْ
فجدّتُهُ أوْرَثَتْهُ
جدالَ النضال ِمع الاحتلال ِ
ليرشقَ منْ منحوهُ الشقاءَ
حجارةَ نقّيفةٍ في الصباح ِ
وعندَ المساء ِ وفي كلِّ حينْ
فقد خَلََعوا عنْه ثوبَ الهناء ِ
وقدْ سلَبوهُ ببلدوزر ِ الحقد ِ
ذاتَ مساء
بساتينَ لوزٍ وخوخ ٍ وتينْ
وكوخاً صغيراً بناهُ أبوهُ
ليمنحَهُ الدفءَ عند الشتاء ِ
ويوم تطلُ
مخالبُ برد ِ الضمير ِ
ودمع التماسيح
ممن تقمَََصَ سرَا
قناعَ صديقٍ وفيّ ٍ أمينْ
 
عصيُّ الصراحةِ..!

إلى " عايد عمرو "الذئب الراحل الحاضر فينا أبدا

أتيت لتلقي علينا التحية َ
قبل الفراق ،
..ذرفت دموعاً
بصمت مثيرٍ
فأججت في القلب نارَ الكآبة ِ
حتى مضيْتَ لتحصي الذي قد
تبقّى لنا من يد الغدر
فوق التلال ِ-
من الزعتر الغض ّ قرب الجدار
الذي سلخ الروحَ من نصفها
وأيقظت جرحا عميقا بصدري
لتنشق أرضُ هدوئي
وأسبح عمري على قلقي الهادر المرِّ
في قعر نفسي الكئيبة
لكنني لست ذاك الوحيد
الذي بات يطوي ليالي الهموم الرهيبة ْ
لقد كنت ملهمنا
في صعود بساط الحنين لأرض ٍ سليبة ْ
 
.. وغبت ووجهك لا زال فينا يضيء
سموت علوا هوينا انخفاضا
عويت لتنهال فوق جلود النفاق
عصي ُّ الصراحة ،
لكنّ بدرك غاب
فأين أيمّم ُ وجهي َ وسط الظلام ِ ؟!
رياءٌ تسلل وسط الدروب
وفوضى تدب بكل المناحي
وكنت تسللت ظهرا برغم الزحام ِ
لتكنس أوساخنا فانبهرت
بهز الرؤوسِ ِلفوضى النظام ِ !!!
لأنا انزلقنا جميعا لوادي النفاق ِ؟
ولما استبد الغبي الرزيل
فأينع رأس ُ التخلف في ساحة ِ الجهل ِ
تخدّرت ُ، أسلمْتُ حسي لهذا المذاق ِ
 
أرقّّع ثوب َ زماني الرديءِ
بخيطِ كلامي
وأسترُ عورةَ َ يومي القبيح
ببعض العواء اللطيف ِ
لأنجو َ في لحظةِ الذبح ِ والسلخ ِ
، من كلب ِ شيخ القبيلة ِ
حتى أفرّ فتنجو عظامي !

على مفرق النص !

هبيني – يقولُ المصفَّدُ بالهمِّ والقمع ِ
حين الحبيبةُ
تجلس ُمنهكة ًمن سياط ِالتقاليدِ-
كل َّعبير ِالكلام ِالمنمق ِ
في ردهة ِالعشق ِ
عند اللقاءِ
لأجنيَ شعرا
دعيني أفتِّشُ كلَّ المعاجم ِ
عن مفردات ٍ
تقودُ الى النصر ِ
حتى أطهّرَ من دفتر ِالوهم ِ
نفسي
لعلي أغيّر في الكون ِأمرا
امنحيني حقوق َاللجوءَ الثقافيَّ
في قصر ِ عينيك ِ
في العمرِ مرةْ
دعيني أجوبُ بطيئا
تلالَ سوادِ العيونِ ِ
لتصهلَ فيها جيادُ حنين ِ
يراعيَ شبراً فشبرا
****
سألبس ُثوبَ وضوحي الجديدَ
وأنزل ُفي شارع ِالكبتِ
أوضحَ من شمسِ ِتموزَ
عند الظهيرةْ
دعيني أمرِّغ ُأنفَ التقاليد ِ
في الوحل ِ
أردم ُ وادي التكلّس ِوالقمع ِ
أفتح ان شئت ِ قلبي
بساتينَ وردٍ
لكلِّ المريدين
والعابرينَ تخوم َالحياة ِ
ومن أشْعلوا خلفَهم
كلَّ ماض ٍ ‘عتيدٍ’
فأصبحَ ذكرى !
اذكريني اذا ضجَّ جيش ُالصراحةِ
في خندق ِ النّفْسِ ِ
أو مات مختنقاً
قرب َسهل ِالقناعات ِ
يبحث عن جندهِ التائهينَ
على مفرق ِ النصِّ
حيرانَ لا يعتلي صهوةَ المجد ِ

غبار الدهشة!

" صورة واقعية من لحظات غابرة "

كان دمي على بعد قذيفة
 
من فوهة الدّبابة
لم يكن لعنصر الوقت
أيّ اعتبار في ثنايا دفتر الحرب
عند الحاجز.. نحو القدس ِ
سلكْتُ دروبا جبلية ْ
أعزل الا من روح ِالشوقِ ِ
ل "باب ِالعامود"ِ
وفنجان ِالقهوة ِ
و" الشُّرفات ِالشرقية ْ"
لكن لم أعهد يوما
أني سأُعامَلُ وحشا برِّيا
كانت صيصانُ الطلقات ِالحربية
تفقسُ من بيض ِالقسوة ِ
تلهث ُخلفي تبحث ُعنّي
وكأنّي بيت ُالرحمة ِ
تتْبعني .. تطلبُ لحظات ِاستقرار ٍ
كي تغتسلَ بنهرِ دمائي
لتزيلَ غبارَ الدّهشة ِ
عن وجه ِالمستهجِن ِ
في كلِّ بقاع ِالكون
لتؤكّدَ أنَّ القاتل َ
أسوأ ُممّا نعرف عنه
وأبشعُ ممّا رسم الرّسّام ُ
وشطحَ الاعلامُ
ومما خاطتْه ُ
على أقمشةِ القرطاس ِالأقلام
أتكئ على روح المشهد ِكنتُ
نَصَبْتُ فخاخ َالحذرِ بمرج ِعيوني
كي لا يقتنصوني
أو أهربَ أسرع من طلقتِهم
أو أوهِمهُم أني جنّ جنوني
أتمايلُ حتى أبدو ثملا
أترنَح خوفا لا خجلا
أتعثّر في حلزون ِالخوف ِ
فأصرخ ُ منفجرا غضبا :
ما ذنبي يا شذّاذَ الافاقِ ِ ِ
ويا أهل َ الدون ِ
يا أقذرَ جنس ٍبشري ٍّ
يبصره التاريخ ُ
لا، لستم بشرا
حتى تذروني !!

فوضي بقدس الله!

أبَسَطْتَ موكيت التّعاسَة
ِكلَّ فَْجْرٍ بابَ بيْتِكْ؟
أقَصَفتَ غصنَ سعادَةِ الأطفالِ
من أشْجارِ وَقْتِكْ؟
أعرفت ما وجع الصنوبر
في الليالي السالفات
أعرفت ان حضور قمح الجد كنعان
ِالمعنون في جبين الصامدات
علي المتون.
في بيت حانون الأبيةلا تهون
وعرفت ما طعم انتصار الصبر
في ليل العزيمة
.وشممت من شذاذ آفاق الوري
فوضي بقدس الله
او عزفا لأصداء الهزيمة
أو انك اليوم انتشلت
الروح من ضنك المخيم
كي تسد فم الرضيع
عن البكاء جوار والدة سقيمة
يا أيها المعجون من صلصال معجزة
خصالك قد سمت دوما
وفاقت كل قيمة
أنت الفلسطيني
تشمخ في عواصمنا السقيمة
والله نحن بني العروبة
دون ثورتكم
مصائبنا عظيمة

فوق رغيف العمر

في أعقابي
وحدي أمضغ
علكة أحزان القوم
وأدهن زبدة أيامي العفنة
مهموما فوق رغيف العمر
فكأنّي أتواطأ
مع جاسوس الوالي
الحيران ببابي
فلا أتخفّى منه
حين يوجّه سهم النظرات
لداخل سردابي
لا أضع قناع الزيف
على وجهي
حين يسير طويلا
في أعقابي
حتى وكأن كلام الخوف
يفرّ بعيدا
من قاموس فؤادي
وكلّ مسامات اهابي
هيجان
لم أتقيّأ نفسي
لم أخرج من جلدي
لم يفصل جسمي عن رأسي
لكني مبتور الفكرة
في الليل أبرمج أوقاتي
كي أشحذ سيف قراراتي
لكني عند طلوع الشمس
أهرب من بيتي
من زوجي من أولادي
ينطح بلدوزر هيجاني
من في دربي
فأهدّم أسوار طموحي
كالثور الاهوج.. كالتيس ِ

في قصرِ عينيك ِ !

هبيني - يقولُ المصفَّدُ بالهمِّ والقمع ِ
حين الحبيبةُ
تجلس ُمنهكة ًمن سياط ِالتقاليدِ-
كل َّعبير ِالكلام ِالمنمق ِ
في ردهة ِالعشق ِ
عند اللقاءِ
لأجنيَ شعرا
دعيني أفتِّشُ كلَّ المعاجم ِ
عن مفردات ٍ
تقودُ الى النصر ِ
حتى أطهّرَ من دفتر ِالوهم ِ
نفسي
لعلي أغيّر في الكون ِأمرا
امنحيني حقوق َاللجوءَ الثقافيَّ
في قصر ِ عينيك ِ
في العمرِ مرةْ
دعيني أجوبُ بطيئا
تلالَ سوادِ العيونِ ِ
لتصهلَ فيها جيادُ حنين ِ
يراعيَ شبراً فشبرا
سألبس ُثوبَ وضوحي الجديدَ
وأنزل ُفي شارع ِالكبتِ
أوضحَ من شمسِ ِتموزَ
عند الظهيرةْ
دعيني أمرِّغ ُأنفَ التقاليد ِ
في الوحل ِ
أردم ُ وادي التكلّس ِوالقمع ِ
أفتح ان شئت ِ قلبي
بساتينَ وردٍ
لكلِّ المريدين
والعابرينَ تخوم َالحياة ِ
ومن أشْعلوا خلفَهم
كلَّ ماض ٍ "عتيدٍ "
فأصبحَ ذكرى !
اذكريني اذا ضجَّ جيش ُالصراحةِ
في خندق ِ النّفْسِ ِ
أو مات مختنقاً
قرب َسهل ِالقناعات ِ
يبحث عن جندهِ التائهينَ
على مفرق ِ النصِّ
حيرانَ لا يعتلي صهوةَ المجد ِ
حتى تلوح ُ بوادرُ نجم ِالتمدن ِ ظهرا !

فيروز

إلى السيدة المبدعة العظيمة " نهاد حداد
ويحملني صوتها المخملي
كأني أسافر فوق بساط ٍ من الريح
تدمغه لهفة من حنين ْ
يسافر نحو مروج من الياسمين ْ
معلقة في سماء الوضوح
وعنوان طهر البراءة
فوق الجبين ْ
يعطر دربي شذى الياسمين ْ
ويزرع دفئا ,
ومجدا لقلبي
فأخرج من تحت ذاك الرماد فتيا
وتخصب في تربة العمر روحي
رغم الكهولة في النفس
رغم عجاف السنين ْ
صدى صوتها إذ يرن
على مسمع الكون من كل حدب وصوب ْ
يعانق ساح كروم الدوالي
فترقص في لهفة واندهاش
طيور البراري
وتنضج فوق الغصون عناقيد حب العنب ْ
أناقش رنة معنى الأغاني
التي يزكم
طيون مجد التفاني
بها أنف هذا الزمان ِ
فأعصر من ضجر الوقت
بعض الثواني
لكي لا أعاني
فسهم مرارة أوجاع وقع الكلام المنمق
في مرمر الروح حينا رماني
فيا مرهف الحس قل لي أتصمد دهرا
أمام ازدحام جيوش المعاني ؟"

مساحيق ُ أفراح ِ الروح ِ!

أين أوزّع ُ مسحوقَ الفرح ِ الروحيِّ
المتطايرِ رغما ً عني ؟
ثورةُ شعب ٍتفلحُ في ثني ِالدكتاتورِ
المتعجرفِ ’ تعلن ُ أني :
أملكُ إزميلَ كلام ٍينحتُ صخرَ
الواقع ِ والمستقبل ِ دون تجنِّ !
....أغرقُ جذلا في بحر الحريةِ
لمّا أرسمُها في لوحة ِ فن ِّ
قد لا يعرفني الناس ُ بميدان ِ التحرير ِ
ولا في تونس َ أو بيروتَ
ولا في القدس
وقد تهربُ منّي !
أو تعلن أيضاً أني:
•- لمّا من شدّة ِ أفراحي
•-أرقص في الشارع ِوأغني
•- قد صرت من الجنّ ِ
 
لا ضير َ لأني لست ُ أصدِّقُ
ما يجري من حولي
فالكادحُ يجرؤُ أن يرمي حجرا
وكلاب ُ البوليس ِ المسعورةِ في لحظات ٍ أضحت بشرا
فأحاول رغم فداحة ِ ما يجري من أحداثٍ عظمى قربي
أن أمضي لأواري عورة َ َ ظني
فيؤكدُّ لي عقلي
: أن َّ الدنيا دارت ْ
وانقلبتْ كل موازين ِ العالم ِ
حتى أصبح حجم ُ القصر ِ
صغيرا في سعة ِ القنِّ !!

من فولاذِ المجد ِ!

سيصحو تحت زلازل هبَّتِنا
 
حاكمُنا مجهول ُ النَّسَبِ
أو لم يقرأ عنا الغربُ كثيرا
في أندلس العزِّ بأوج ِالعصرِ الذَّهبي ؟
هل يفهم ماذا يعني
غضب الشعبِ العربي ؟
بصدور ٍعارية ٍ فكَّ طلاسمِ عُقَد التنكيل ِ
وألغازِ القهرِ على كورنيش ِ النيل ِ
وميدان التحريرِ
ولم يخشِ هجومَ الخيّالةِ والجمالةِ إذ عبروا
قعقاعُ الشعبِ الثائر ِ
في ميدان العزةِ ينتظرُ
لم يفغر فاهَ الدهشةِ تحت سياطِ الكُرَب ِ !
أفكار الغربِ اللاهث ِ مثل الكلب ِ
ستغرقُ في برميل ِالنفط ِالضائعِ
من آبار ِ الحكامِ الرّكّعْ
لن تنفعَ كلُّ وعودِ المؤتمراتِ
بعصرِ الصحوةِ لن تنفعْ
لن تجنيّ حيتانُ الغربِ كثيرا
من أسماكِ الحاكمِ
غير فواتيرِ النّصَبِ !
أسقطَ عزمُ الثورةِ
أقنعةَ الخوفِ القمعيّة ْ
وطلاءَ وجوهِ الحكام ِ الرجعية ْ
بانت شمسُ حقيقتهم
في كتب الشعب الثورية ْ
من فولاذِ المجد
لقد نحَتَ الثّوار ُسيوفَ إرادتِهم
وعليهم صُبّت بردا وسلاما
ألسنةُ اللّهب ِ
هرِمّتْ أخشابُ كراسي العرش ِ
ولم يهرم عزمُ الشعب العربي !"

من مسامات الكلام !

طفلُ في ثياب الإرادة رغم ألغام اليأس الموقوتة يتساءل
هل غادر الشعراءُ ساحات ِ الكلام ْ
هل قاوموا
هل عايشوا زردَ السلاسل ِ
في زنازين الظلام ْ
هل أعلنوا إفلاسَهمْ
أم أنهم رضخوا لإعلان السلامْ ؟ !
*******
شعراءُ هذا العصر قوادونَ
مأجورونَ
أبواقٌ لأصحابِ الجلالةِ
أغبياءٌ كالنعامْ
شعراءُ هذا العصر ِ
قد ركبوا معا
سفنَ الخلاعةِ والنذالةِ
في خليج ِالعمِّ سام ْ
********
خذ يا رفيقَ العمر ِمجدافي
لتكملَ رحلتي
وارحل رعاكَ اللهُ
عن فوضى " النظامْ "
*******
مرّتْ عليَّ نسائمُ الشهداءِ
إذ فاحَتْ روائحُ مجدهم
فتشتتْ فوق الشفاهِ قصائدي العظمى
كأسرابِ الحمام ْ
*******
وجعي تدحرجَ
- مثل أحجارٍ برأس التلٍّ
نحو القلبِ فاستلقى ونامْ
*******
ضاقت مساحة ُهامشِ ِالأفراح ِ
من حولي
فصلى اليأسُ في حقلي وصامْ
*****
الهمُّ أفيوني
وحارسُ مركبي
ما دام جاسوسُ النوارسِ ِ
حول شطِّ السرِّ حامْ
******
ألقتْ فلسطينُ التحيّة َ
في حريرِ الوهم ِ
فانتعلَ المدحرجُ بالهموم ِ
على شواطئ غزة الثكلى
حذاءَ بسمتِهِ
ليكتبَ بالسخامْ :
" جسدُ العروبة ِشامخاً
قد أفرز الشعراءَ
من جلدِ الكتابةِ
خارجَ النصِّ بعيدا
ليفروا مكرهين اليومَ
قسرا
...من مساماتِ الكلامْ ؟""

هزيمة

أحيا على ندمٍ وساق ٍ
فوق أوحال ٍ ذميمة ْ
رغم الإرادة ِ والعزيمة ْ
يمتدّ بي خطوي إلى حيث ُالهموم ْ
يصطادني حوت ُ الوجوم ْ
فتنزّ من وجهي الكتوم
دماءُ أوجاع ِ الرزايا
والأقاويل اللئيمة ْ
******
أنا لسْتُ أبكي من عذابات ٍ قديمة ْ
لغة ُ التفاهم ِ لم تدم ْ
مع من أحب ّ ولا عباراتي السليمة ْ
أصبحت ُ في عرف ِ العشيق ِ مرمّما ً
لجدار ِ أحلامي وآمالي العقيمة ْ
أضحت ْ رجاءاتي العريضة ُ
في قواميس المحبة ِ دون قيمة ْ
وقفزْت ُ في بحر ِ التوسل ِللوصال ِ
مع انني عبثا ً قفزْت
فلا أجيد ُ سباحة ً
لكنني
أيقنتُ حقاً جل َّ أبعاد ِ الهزيمة ْ
وجعُ الحقيقةِ!... في رثاء الشاعر الخالد سركون بولص
أهربْتَ من سرِّ الوضوح ِ
مباغتا علنَ الغموض ْ؟
أرحلْتَ عن "أوروكَ"
حتى تبتلى بالغربِ
والسرطان ِأو لدغ َ البعوضْ ؟
يرنُّ صوتك حيث أعرفهُ ,تهدَجَ
بل تمدد قربَ أذني دون آه ْ
أرحلت يا سركون نحو الغربِ
تبحثُ عن صداه ْ؟
 
أتركْتَ دجلة َ والفراتَ مشمّرا
عن حزن ِقلبكَ
عكسَ تيارِ الحياه ْ؟
متأبطا وجعَ الحقيقةِ
دافنا رأسَ التردّد ِفي وحولٍ منتقاه ْ؟
سركون قد دفنَ الجميعُ
سؤالَ دهشتِهم
برملِ تواضع ِ الموتى
أمام إعصارِ العتاه ْ
إلاكَ حيث مهيضَ أجنحةٍ رحَلْتَ
تلوك سخونةُ الصحراءِ لحم َ الكبرياءِ,
فما وهنْتَ
يصدُّ إعصارُ الطبيعة ِ فيكَ
أشرعةَ العنادِ , هزمتها حتى وصلتَ
سركونُ ما سرُّ العنادِ لديكَ
رحلْتَ عنا
حيثُ يسرقُنا كعادتهِ الزمانُ
وما تعرفنا عليك
غادرتنا كرصاصةٍ في صدرِ ميت ٍ
لم يتابعها أحد ْ
لم تثِر في الجوِّ دهشه ْ
لم تُصِب فرداً برعشه ْ
غرباءُ هذا الكون ِ من يبكون من يتألمون
هم وحدهم عبّاد أرشفة ِ الكلام ِ
سيذكرون شجاعَتَك ْ
من بردِ عزلتِكَ الكثيرَ تعلموا
وأنرْتَ للناسِ الدروب َ
لما اشتريتَ هوامشاً
ورسمْتَ فوق تخومها حريَّتك ْ !"

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى