السبت ٢١ آذار (مارس) ٢٠١٥
بقلم كوكب دياب

أمّي هي الفَرْضُ

.
مـــــاذا أتـــحــدّثُ عــنـهـنّـهْ
لا شـــيءَ هــنـا لـولاهـنَّ..هْ

مـــاذا أتــحـدّثُ عــن أمّــي،
عـن أمّـكَ، عـن رُسُـلِ الجَنَّةْ

عــنْ نـبـعِ حـنـانٍ، عـنْ روحٍ،
بـحـنـايـا الــصّـدْرِ لــهـا أنّـــةْ

عـــنْ حــبٍّ هــنَّ لــه شِـعـرٌ
والــشِّـعْـرُ بِــهــنَّ لـــهُ رَنّـــةْ

عـــنْ ريـشـةِ فـنّـانٍ أرْســى
بــجــراحِ الـقـلـبِ لــنـا فــنّـهْ

عــنْ كــلِّ ربـيـعٍ، عـنْ وطـنٍ
مِــــن كــــلِّ جـمـيـلٍ كــوّنَّـهْ

فَـرسَـمْـنَ الـكـونَ شَــذا وردٍ
وبـــلــونِ الــفَــرْحـةِ لــوّنَّــهْ

وجـعـلْـنَ الـقـلـبَ لـنـا وطـنًـا
وشَـغافَ الـقلبِ اسـتَوْطنّ..هْ
***
كــمْ تـمـلكُ مــنْ قـلـبٍ حـبًّا
أخـــتًـــا أو بــنــتًـا أو كَـــنّــةْ

أو زَوْجًــــا إن تُـخْـلِـصْ يــومًـا
تَــرْجِـعْ فـــي آخَـــرَ مُـمْـتَنّةْ!

فــالأمّ هــي الـحـبُّ الأعـلى
وســوى ذا الـحـبِّ بــهِ إنَّ..هْ

أتَـظـنُّ لـهـا نُـسَـخًا أخـرَى؟!
بــل أمّــكَ أعـظـمُ مـنْـهنَّ..هْ

فـحـنـانُ الــنـاسِ بـأجـمعِهمْ
لا يَـــعْــدِلُ مِـــــنْ أمٍّ حَــنَّــةْ

لــلــكـلّ عـــطــاءٌ مَــمــنـونٌ
وهـــيَ الـمـعْـطاءُ بــلا مِـنّـةْ

هِــيَ رُوحُ الــرُّوحِ بــلا شَــكٍّ
وطـريـقٌ شُــقَّ إلــى الـجَـنّة

فــانـظـرْ لِــفــراخِ الــطـيـرِ إذا
مـــاتــتْ أمّــــاتٌ فــيـهـنَّ..هْ

هَــــبْ أنَّ الــخَـلْـقَ بــــلا أمٍّ
مِـــنْ إنـــسٍ كــانـوا أو جِـنّـةْ

أفَـتَـلْقَى فــي الـدّنـيا روحًــا
لــم تَـصدرْ يـومًا عـنهنَّ..هْ ؟!

هـــــنَّ الــدنــيـا بــحـلاوَتِـهـا
وجـــنـــانُ اللهِ رضـــاهُــنَّ..هْ

ومـلائـكةٌ فــي الأرض وفــي
الــفــردوسِ الأعــلـى زَيّــنَّـهْ

مـــنْ ظـــنَّ يـعـيـشُ بــلا أمٍّ
قـدْ أخـطأ فـي الـمولَى ظـنَّهْ

قـــــد أُرْسِــــلَ آدمَ لـلـدنـيـا
هـــو عـــاشَ طــويـلاً لـكـنّـهْ

ما إنْ أمضى في الأرضِ زمانًا
حـتّـى اشـتـاق إلــى الـجَنّةْ
***
مـــــاذا أتـــحــدّثُ عــنـهـنّـهْ
لا شـــيءَ هــنـا لـولاهـنَّ..هْ

إن كــانَ الـحـبُّ عـلى حـرفٍ
فـــبِــدونِ حُـــــروفٍ أعْــلـنّـهْ

أو غــاب الـحـبّ عــن الـدنـيا
فــبــغـيـرِ شــــــروحٍ بَــيَّــنَّـهْ

وكـتـبنَ الـحـبَّ عـلـى صــدرٍ
وبــــــلا عـــنـــوانٍ عَــنْــوَنَّـهْ

وبــغــيـر ســـطــورٍ أو قــلــمٍ
وبِـــــــــدُونِ دَواةٍ دَوَنًّـــــــــهْ

وبــغـيـر مــعـلّـمِ إحــســاسٍ
عــلّــمـنَ الـــحــبَّ ولــقّــنَّـهْ

إنْ خُــفْـنَ عـلـى ولــدٍ يـومًـا
فـــبــآيِ الــمـولـى حَــصّـنَـهْ

وجـعـلـنَ الـقـلـبَ لــهُ مَـلْـجا
وبـجـفـن الـمُـقلةِ قــدْ صُـنّـهْ

والـقـلـبُ بـهـنَّ بــلا مَـضـضٍ
يـــزهــو بِــجــراحٍ أثْــخـنَّـه؟!

فـي الـجسْمِ عـذابٌ موصولٌ
وَعــــذابُ الـمُـهـجـةِ أدْمَــنَّـهْ

وإذا أُغْــضِـبْـنَ فــمـا غــضَـبٌ
إلاّ وَبِـــــحُــــبٍّ ســـكَّـــنَّـــهْ

فَـالـحبُّ الأبـيضُ فـي دَمِـهنَّ
لـــيـــومٍ أسْــــــودَ خَـــزّنّـــهْ

كــمْ حِــبٍّ خــانَ وكـمْ خِـلٍّ!
ويـخـونُ الـكـلُّ ومــا خُــنَّ..هْ

فـبِـهِـنَّ إنِ ابـتـسمَتْ ســاعٌ
أو ضـــاعَ الـعـمـرُ لَــنـا كُــنَّـهْ

إن يـغـضبْ ربُّــكَ مــن ذَنْــبٍ
فَــــارْجُ الـغـفـرانَ لـديـهـنّ..هْ

مــا كــان بـذلـكَ مِــنْ شِـرْكٍ
لــــكــــنّ اللهَ جــــزاهـــنَّ..هْ
***
يــــا لائـــمَ نـفـسـيَ لـكـنَّـهْ
لا يَـعـلـمُ أنّـــيَ... أو أنّـــهْ...

أتـــلــومُ فـــــؤادًا مـخـتـلِـفًـا
وبــنـاتُ الـرّحـمـةِ يَـقْـطُـنَّهْ؟!

وتُــعَــذِّبُ أمّـــكَ فـــي بُــعْـدٍ
لِـتـنـالَ بِـمَـقْـرُبَتيْ الـجَـنَّة؟!

أَيَـــضِــنُّ عـــلــى أمٍّ قــلــبٌ
لِـيَـمُـنَّ عَــلَـيَّ بـمـا ضَـنَّـهْ؟!

وتَــقــولُ: الـسّـنّـةُ أنَّ وأنْ...
فـأضعتَ الـفرضَ مـعَ السُّنَّة!

مــا الـسـنّة أن تُـحـييْ ولـدًا
وبـــنــاتُ الـــدهْــر يُــكَـفّـنّـهْ

ألــسُّــنّـةُ أن تــرعــى أمًّــــا
كــانــتْ تــرعـاكَ بـــلا مِــنّـةْ

أوْ تَـنـهلَ مِــن هَــدْيٍ عـلـمًا
فـالـعـلمُ مــع الـتـقوى جُـنّـةْ

أوْ تُــكْــرِمَ أهــلَــكَ إحـسـانًـا
وَتُــقَــدِّرَ فـــي كـــلٍّ سِــنّـهْ

بـــلْ فـــرضٌ ذاكَ بــهِ حَـتْـمًا
تَـجـتازُ الـسَّـفْحَ إلــى الـقُـنَّةْ

لـــو كــانـتْ أمُّــكَ مِــنْ نــارِ،
بـالـنار وصـلْـتَ إلــى الـجَنّةْ!

مـــنْ يَــبْـنِ بــلا أصْــلٍ بـيـتًا
فــبـنـاتُ نــعــوشٍ يَـسْـكـنَّـهْ

فـارْحلْ عـن درْبيَ، كي أرتاحَ
فــلــيْ أعــصــابٌ أُوْهِـــنَّ..هْ

مــا وافــقَ شــنٌّ مِـنْ طَـبَقٍ
إنْ لـــمْ يـألَـفْ طَـبَـقٌ شَـنَّـهْ

فـالـوحْدةُ خـيـرٌ مِــن أحــلامٍ
قـــبــلَ ثُـــــوِيٍّ يَــظْــعَـنَّ..هْ

فــكـثـيـرٌ أنَّ مَــعــيْ أمّــــي
وقَـلـيـلٌ لــوْ عـقْـليْ"جُنَّ"..هْ

حَــرفــانِ كَــأنّــا مُــــذْ كــنَّــا
فـيـهـا أدْغِــمـتُ بِـــلا غُــنَّـةْ

مــا جـئـتُ إلــى الـدنـيا أمًّــا
بـــل خـــادمَ أمّـــيَ مُـمْـتَنَّةْ

فــبِـهـا نــلـتُ الـدنـيـا وبــهـا
إنْ شـــــاء اللهُ أرَى الــجَــنَّـةْ

أتـظَـلُّ تَـقول: "الـسّنّةُ أنْ..."
فَـنَسيتَ الـفرضَ بما أنَّهْ...؟!

مــا اسْـتَـنَّ طـريقًا مِـن أحـدٍ
وأتـــمَّ مَـبـادئَ مــا اسْـتَـنّهْ!

ألــسُّــنّـةٌ مَـنْـهـجُـنـا لــكــنْ
بـالفرضِ شُـغِلتُ عـن السُّنةْ
***


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى