الجمعة ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٥
بقلم حسين رحيم

رمانة كافكا

الذاكرة امرأة عجوز خبيثة احيانا... كثيرا ما تعرضني الى سؤال..من نوع لم لم تكمل دراستك العليا...ماجستير..دكتوراه...اغمغم ببعض الكلمات..في الوقت نفسه تسحبني هي الى بداياتي حين كنت.... احمل حلم صرصار وسيم...لم يخطر ببالي سوى شيء واحد...من انا ألآن...ومن سأكون مستقبلا...كان الشيء الوحيد الذي يرعبني...ان استيقظ صباح احد ألأيام لأجد نفسي قد تحولت الى...كائن رخوي قريب الشبه من تلك الديدان التي كانت ملتصقة بجذوع شجرة الخروع الوحيدة في منزلنا...تأكل بصمت وتضحك بصمت وتصرخ بصمت...لها كبرياؤها واستقلاليتها عن بقية كائنات الشجرة وكنت اجمعها في حجري والاعبها وحين اضجر ارميهم في تنور امي وهي تخبز وكانت امي تصرخ علي وترفع يديها تضرعا الى السماء...يارب اغفر له... انه صغير لايفقه...لكن حين قرأت عن ماحدث لكريكوري سامسا...محاسب كافكا الصرصار.خجلت واحترمت كبرياء الديدان علي ان ابحث عن طعامي..ولا أقف في صف طويل ليأتي احدهم ويضع في كفي تفاحة واخر رمانة واخر برتقالة..لأذهب الى الغابة القريبة من منزلنا...وهناك ابحث...واقطف تفاحتي ورمانتي وبرتقالتي من شجرة معرفتي الوحيدة...كي اكلهم على مهل دونما خوف من عسرهضم او عدمه


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى