الخميس ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

الإرادة تصنع المعجزات

الأمل هو وقود الحياة والإرادة الحرة تصنع المعجزات فهاهى (هيلين كيلر) التى قدمت للبشرية درسا عمليا فى الأمل الذى قهر العجز والإرادة التى حولت اليأس الى واقع ملموس فقد ولدت بولاية (الاباما ) الأمريكية وقبل ان تكمل عامها الأول بدأت تمشى وتنطق ببعض الكلمات ولكن عندما بلغت الشهر التاسع عشر أصيبت بحمى أفقدتها البصر والسمع والكلام وكانت تدرك الأشياء باللمس والشم وعندما بلغت عامها الخامس أقبلت على التعليم بطريقة (بريل) وأظهرت تفوقا مذهلا ونبغت فى الجبر والهندسة واللغة الألمانية واللاتينية والأدب والكتابة وخلال دراستها الجامعية أصدرت كتابيها قصة حياتى والتفاؤل) وأكدت على أن (من يريد أن يحصل المعرفة الحقة ينبغى أن يتسلق الجبل وحده ) وفى مذكراتها قالت (لقد تعثرت مرارا ووقعت لكنى كنت أقف على الفور واتخطى العقبات)

وهاهو البرت إينشتين صاحب نظرية النسبية التى هزت العالم .. فى شبابه تقدم إلى معهد ميوينخ الفنى ولكن المعهد رفضه بحجة انه لايبشر بالخير فاضطر للعمل كساع للبريد حتى يواصل دراسته لعلم الفيزياء الذى يعشقه حتى توصل لنظريته التى وضعته فى سجل العلماء النابغين أما الموسيقار العالمى بيتهوفن فقد أصيب بالصمم ولكنه لم يتوقف أو ييأس بل واصل إبداعه وقدم موسيقاه التى مازالت تسعد العالم إميل زولا فى تعليمه الأولى أعطاه مدرس الأدب الفرنسى ( صفرا ) ولكن هذا الصفر لم يمنع تفوقه وواصل علمه وإبداعه إلى أن أصبح من أعظم أدباء فرنسا.

أما رديارد كبلينج فى شبابه تقدم إلى إحدى الصحف الإنجليزية ليعمل محررا ولكن رئيس تحرير تلك الصحيفة رفضه بحجة انه لايجيد استخدام اللغة الإنجليزية ولكن رديارد فيما بعد حصل على جائزة نوبل فى الأدب وعميد الأدب العربي طه حسين فقد بصره وهو طفلا ولكنه أصر على التعليم حتى أصبح أستاذا فى الجامعة ثم وزيرا للتربية والتعليم بمصر وقدم للمكتبة العربية مجموعه من الكتب الخالدة وأكد على ( أن التعليم كالماء والهواء للناس .. كل الناس ) وفنان مصر والعالم العربى عبد الحليم حافظ كان ينزف الدم ولكنه ماغاب يوما عن أداء دوره الفنى والوطنى وعاشت أغنياته حتى يومنا هذا خالدة خلود الزمن فى وجدان الإنسانية والبطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم عشق مصر والوطن منذ نعومة أظافره ففى طفولته كان يقوم بعمليات بطولية ضد قوات الاحتلال وعندما التحق بالخدمة الوطنية تم توزيعه على سلاح الصاعقة وفقا لرغبته وتدرب مع الأبطال وقام أثناء معارك الاستنزاف والتى بدأت بعد هزيمة 1967 بتنفيذ 18 عملية عبور خلف وداخل خطوط القوات الإسرائيلية ودمر 16 دبابة و11 مدرعة و2 عربة جيب و2 بلدوزر و6 طائرات وأتوبيسا من القوات الإسرائيلية وأصيب بصاروخ إسرائيلي ففقد ساقه اليمنى وأيضا اليسرى كما بتر ساعده الأيمن وفقد عينه اليمني وبعد تركيب الأطراف الصناعية رفض الخروج من الخدمة العسكرية وواصل كفاحه وعبر مع القوات المصرية قناة السويس في معارك اكتوبر 1973م .

هذا على مستوى الأفراد أما إذا نظرنا إلى تجربة الأمم والشعوب فسوف نجد اليابان مثالا للعبقرية والتحدى فبعد معاناتها من ويلات القنبلة الذرية صممت على التقدم والازدهار برغم أن الخبراء أكدوا على استحالة وجود اللون الأخضر على أرضها .. ولكن من منا لايقدر تقدم اليابان ونهضتها العظيمة ؟

قبل كل هذا وذاك لنا فى خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فقد رفض مغريات الحياة الدنيا لأداء رسالته وقال لعمه مقولته التى مازال صداها يرن فى سمع الزمان ( والله ياعم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على ان اترك هذا الأمر ماتركته ) .

فياصديقى : لاتقل أنا ضعيف فالإيمان هو الأمل ...

لاتقل لامحالة فغدا سوف تشرق الشمس من جديد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى