الأربعاء ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

جعفر الصادق

شهر رمضان هو الشهر الوحيد المذكور صراحة في القرآن الكريم وسجلاته زاخرة بالأحداث العظام والعلامات الفارقة في تاريخ أمتنا الإسلامية العربية بصفة خاصة والتاريخ بصفة عامة، وعندما جلست مع طاولة التاريخ وأبحرت ذاكرتي في أعماق التاريخ وجدت أن جعفر بن مُحَمّد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب المعروف بجعفر الصادق من كبار التابعين وأحد الأئمة المجتهدين في الفقه والتبحر في علم الكيمياء كان مولده في المدينة المنورة يوم 8 من رمضان سنة 83هـ الموافق 5 من أكتوبر سنة 702م ونشأ فى بيت علم ودين وأخذ العلم عن أبيه مُحَمّد الباقر وجده لأمه القاسم بن مُحَمّد بن أبى بكر الصديق أحد فقهاء المدينة السبعة المشهود لهم بسعة العلم والفقه كما اتصل بابن شهاب الزهرى أحد فحول العلم وتتلمذ على يديه ومن شيوخه فى الحديث عبيد الله بن أبى رافع وعروة بن الزبير وعطاء بن أبى رباح ومُحَمّد بن المنكدر كما رحل إلى العراق طلبا للعلم وكانت له عناية بالفقه وشغف باختلاف الفقهاء ومعرفة مناهجهم وتطلب ذلك منه معرفة واسعة بعلوم القرآن والحديث والناسخ والمنسوخ.

لجعفر الصادق حكم وأدعية خرجت من نفس كريمة وقلب مؤمن عظيم الإيمان ورد كثير منها فى الكتب الشيعة وروى بعضها الشهرستانى فى الملل والنحل والذهبى فى سير أعلام النبلاء ومن ذلك وصيته لابنه موسى فقد قال فيها: ( يا بنى.. من قنع بما قسم له استغنى ومن مد عينيه إلى ما فى يد غيره مات فقيرًا ومن لم يرض بما قسم له اتهم الله فى قضائه ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه ومن كشف حجاب غيره انكشفت عورته ومن سل سيف البغى قتل به ومن احتفر بئرا لأخيه أوقعه الله فيها.. يا بنى كن للقرآن تاليًا وللسلام فاشيًا وللمعروف آمرًا وعن المنكر ناهيًا ولمن قطعك واصلا ولمن سكت عنك مبتدئًا... ) ومن كلامه: (لا زاد أفضل من التقوى ولا شىء أحسن من الصمت ولا عدو أضر من الجهل ولا داء أدوأ من الكذب ) وقال أيضا: ( أحذر من الناس ثلاثة.. الخائن والظلوم والنمام لأن من خان لك سيخونك ومن ظلم لك سيظلمك ومن نمَّ إليك سينم عليك ).

جمع جعفر إلى سعة العلم صفات كريمة اشتهر بها الأئمة من أهل البيت كالحلم والسماحة والجلد والصبر فجمع إلى العلم العمل وإلى عراقة الأصل كريم السجايا وظل مقيمًا فى المدينة ملجأ للناس وملاذا للفتيا ومرجعًا لطلاب العلم حتى توفِّى فى شهر شوال سنة 148هـ / 765م ودفن فى البقيع مع أبيه وجده.

رحمة الله على روح جعفر الصادق، وقد كتبت عنه يوم ذكرى مولده ( 8 رمضان ) ونحن نعيش نفحات شهر رمضان المبارك، وقبل أن نفترق أهديكم قصيدتي التي ضمها ديواني احكي وقول ياورق وقد كتبتها منذ سنوات وكانت نفحة من نفحات شهر رمضان الكريم وقلت فيها:

طهّر قلبك بالإيمان
وأعلن عصيان الشيطان
دا مواسم للخير مفروضة
أعظمها أيام رمضان
اتقوى بالصبر فى صومك
واتسلح واقرا القرآن
واتعلم مـ الصوم أحكامه
واتأمل معنى الرحمن
واتعلم إيه معنى الجوع
واتحسس حال الموجوع
دا ميزان الخير مرفوع
فى الآخرة ديما كسبان
طهر قلبك بالإيمان
وأعلن عصيان الشيطان
دى مواسم للخير مفروضة
أعظمها أيام رمضان.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى