الخميس ١٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم حفيظة مسلك

ودارت الأيام

الساعة تشير الى نبضات قلبي المتسارعة وقربها من العشية، أصبح جنوني يسبح على مهل، يداعب أوراقي المهووسة بالأشباح وهي تتراقص كالمشمش بين نوى الصفرة و الاستدارة، حشائش مسكونة بوهج الليالي الملاح، أمسكها بشدة فأسمع همهماتها ، أطرطق أصابعها وقد كحّلها الأرق، أسحب منها المنذيل الأبيض من دولاب الفضاء وغسق الرؤية وهي تذوب رويدا رويدا.. إليّ بمهمة عنقودية فلقد عقدت العزم على تسجيل الدخول الى الرواق الأزرق،إليّ بالزر الأسود غير آسفة على خيبة مرقدي تحت جنح العنكبوث المستشري في مجرة الأنا والتيه المفتعل ،أجد سحبا تتنفس الصعداء وقد سحبتني معها، أمثل دور الخجولة الى أين أنا متجهة ؟؟

إلى بريد الرسائل الذي تركته غارقا في الومضات أم إلى واحتي وأنا أراها كل يوم تلعب بخصلات شعرها الذهبي وقد إنتعلت صندل النقاشات والإبتسامات واللقاءات، أم أدخل وأزلزل المفاهيم ؟؟ أم أتوقف عند حدود الشاطئ أستمتع بهبات النسيم،لا أدخلي يا رفيدة ولا تنسي حمل جميع الأيقونات المضحكة فكم هو صعب ترجمة الألم الى فن ساخر بكبسة زر،تلعب برأسي تلك الأرض المنبسطة،تلك السحالي لا أخشاها،تغرقني ببصرها وحفنة رملها الساخن،ها أنا أقف على عتبة السؤال مشتتة الخطى، زائغة النظرات، أحاول رسم معالم صحرائي القاحلة، أرويها بشيء من التعب المطري وأغدق عليها بالهلال الخشبي وحدوداًَ تنظمها شارات المرور،تمنيت لو أن هاتفي رضخ ساعتها وهتف بشيء لقطع هذا التشرد أو زلزالا يوصلني الى الطابق الأرضي.

في كل مرة يظهر لي وميض خاطف يرجعني الى حالة الإدمان ويهز رأسه بقرب الميعاد،فاجأتني دمعة مالحة، شعرت بها تنزل كأميرة ترتدي حذاءً تستجدي بعض النعومة التي ضاعت وسط الأيادي المجعدة ومعجون الملل الذي بقي يسبح في خلية العسل،إختفيت وسط الزوبعة وخلف الوهم الذي يرفض ان يكون حقيقة، متى أنتقم لخوفي القديم ؟؟جرت العادة أن أسقط على وجهي الدائري فأخلص نفسي ضجة السؤال المرّ ولكن عشقي للحريق كان هائلا،حتى أسواري المنيعة لم تمانع نقل حاجياتها لتذوب على مرأى قطعة الشطرنج حيث سقط الملك صريعا،حتى ضفيرتي السوداء أصابها كيد الشعيرات المتناثرة،كل شيء ينثر فوضاه في استقبال هزيمتي،لم تنفع معي الوصايا العشر مع فطور الصباح ولا المحاضرات السبع بصحونها وتوابلها مساءً،إلى الأسفل يا رفيدة.. إبحثي عن ضحكة مجلجلة ولوعة أفعى باردة وشغب اللعاب وهو يسيل هنيهة، النجدة .. أنقدوني.. أنقدوني.. بحجم الطوفان أريد الرحيل،خيالات نزقة وبعدها تأتي الحقيقة وبواكير النجاة، لفّت جسدي برودة قاسية، أبحث عن حذائي يمينا وشمالا للقبض عليه، يبدو أنه توارى عن الأنظار رغم معرفته بأنني لا أستطيع الإستغناء عنه..الرجفة سارية.. الضغط يرتفع..الصمت يستسلم..ماذا حدث؟؟
انقطع التيار.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى