الثلاثاء ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٦
بقلم عصام شرتح

خليل موسى ناقداً خالداً

يعد الناقد السوري خليل موسى من أهم النقاد العرب في مجال الشعر والشعرية؛ وقد كان لرحيله أثر موجع للنقد السوري، فهو من النقاد المؤسسين الذين أسهموا في رفد المكتبة النقدية العربية بكتب لا تنسى، ومؤلفات مايزال بريقها خالداً مع الأيام؛ وقد احتفينا بهذا الناقد القدير في كتابنا الموسوم ب (ملفات حوارية في الحداثة الشعرية)؛ وكان له ملف خاص أدهشنا بآرائه النقدية، ومنظوراته الإبداعية، وقد تعلمنا منه الكثير؛هذا على المستوى الإبداعي؛ أما على المستوى الشخصي فقد كان شخصاً خلوقاً منصفاً لا يهمه في الحق لوم لائم؛ لدرجة أنه أنصفني في مشكتي المؤلمة التي كان ضحيتها شطب أطروحتي من درجة الدكتوراه من قبل ثلة من الظلمة؛ في جامعة حلب المشؤومة؛ قال فيهم خليل موسى(هؤلاء مدمرون للوطن ؛ إن من يقتل موهبة أو كفاءة هو أشبة بجندي محتل)؛ فالوطن لا يرتقي إلا بكفاءاته ومواهبه التي يفرزها؛ وعليها تقوم دعائمه،وتنتشي حضارته؛ فكان لهذه الكلمات وقع السحر على قلبي؛ وقد شرفني بكلماته المنصفة قائلاً: " أنت فوقهم درجات في الفكر، والوعي، والمهارة،، والإبداع هم أرادوا أن يدمروا فيك روح الإبداع، أنت ناقد مبدع مؤسس، لقد أدهشني نقدك التطبيقي، فإن حرموك هذه الدرجة المستحقة عنوة فأنا أمنحك أعلى الدرجات العلمية؛ وليس درجة الدكتوراه، التي لا تستحقك،ولن تزيدك إلا خزياُ وعاراً؛ من هؤلاء السفلة المجرمين؛ وأصدقك القول: إنك لن تجد لهم ذكراً بعد مرحلة زمنية؛وبالفعل صدق إحساسك ،وصدقت رؤياك؛ فالإبداع لا يقاس بالدرجات العلمية؛ ولا يقوَّم بالشهادات؛ الإبداع أفق مفتوح لا متناهٍ،....... بهذه الكلمات زرع الناقد الفذ خليل موسى الأمل في نفسي، وكان القارئ النهم لكل ما أكتبه... موجهاً وناقداً أعتز به.وقد أهديته الكثير من مؤلفاتي.

وقبل أن أتحدث على قيمته النقدية نورد أهم مؤلفاته في حقل النقد،وهي
الحداثة في حركة الشعر العربي المعاصر.
المسرحية في الأدب العربي الحديث
عالم محمد عمران الشعري
بنية القصيدة المعاصرة
قراءات في الشعر العربي الحديث والمعاصر
قراءات في شعرية الشعر العربي الحديث
جماليات الشعرية
آفاق الرواية.

وله العديد من الأبحاث والمساهمات النقدية العربية،والعديد من الأبحاث في مجلات محلية وعربية،وشارك في مؤتمرات عربية مهمة،وقد شرف النقد السوري في أكثر من محفل دولي مقارنة بغيره من النقاد السوريين الذين لم يقدموا ما قدمه،وقد سبق أن أشرنا في مقالنا( النقد السوري إلى أين؟؟) إلى أهمية هذه الكفاءة في تطور النقد السوري؛ لكن أؤكد الآن إن النقد السوري توفي بوفاة هذا الناقد الجليل الذي قدم للفكر والأدب والإبداع ما لا يقاس؛ خاصة في حقل الشعر، لقد صدر لهذا الناقد المهم الدواوين التالية:
أعشاب
أنثى القصيدة
مرايا الروح
ثلاثية الدم والنهار في أسفار المتنبي
العودة إلى أوروك.

وما ينبغي التأكيد عليه أن خليل موسى يعد من أهم الشعراء المعاصرين احتفاء بالقصائد الملحمية والدرامية من خلال توظيف الشخصيات التراثية بأسلوب درامي – بانورامي، ويعد ديوانه:(ثلاثية الدم والنهار في أـسفار المتنبي) من أهم الدواوين مناورة في استدعاء هذه الشخصية ليحكي من خلالها بانوراما الصراع الذي اتسمت به هذه الشخصية؛ولعل الشيء اللافت في هذا الديوان اللغة الشعرية المحتدمة، وتنوع الأساليب، التي أفرزتها، من سرد، وحوار، وقص، ومونتاج فني مركب للصور البانورامية المحتدمة في القصيدة.

أما بالنسبة لمؤلفاته النقدية فجلها يصب في محرق الدراسات التطبيقية ؛وهذا له مبرره عند ناقدنا، فقد أكد لي أن الدراسات التطبيقية هي الأهم وهي التي تؤسس وهي التي تبقى.. وهذا ما تعلمته في دراساتي النقدية فكان أستاذي الجليل الذي أعتز به.. رحمك الله يا ناقدنا العظيم، فإن رحلت جسداً ستبقى في قلوبنا وأعماقنا شمس حب لا تغ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى