الاثنين ٢٢ شباط (فبراير) ٢٠١٦
بقلم محمد أحمد زيدان شاكر

الذي قد أتى قد غبر

رحَلتَ غريبا وكنتَ غريبْ فيا ويح نفسي وويح الحُفَرْ
تراك ستلقى أنيسا بها فتنسيك ما كان عند البشرْ
تراك تُسَر بذاك الهجوع وتؤنِسُ ذاك الثرى والحجرْ
اذا ما نُقِلتَ لكون جديد تُرَى سوف يحلو هناك القدرْ
حزين عليك حزين حزين ولكن أتى يومك المنتظرْ
رحلتَ كئيبا وكنتَ كئيب أحَيَّا ومَيْتا تُحِبُ الكَدَرْ
فيا صاح مالك لا تنتهي شرابك مرٌ ويغدو أَمَرْ
لماذا رحلت تراك سئمتْ حياة الظلامِ فَرُمت السفرْ
أثرت شجوني بذاك الرحيل ولكن رحيلك فيه العِبَرْ
لمن كان يملك قلبا يَرَى وكان نقي الأنا والفِكَرْ
فإياكِ يا نفسُ أن تغفلي ففي أي حين ستمسي خَبَرْ
كأنكِ ما ذُقتِ فيها الشقا ولم تنعمِِ بلذيذ السمرْ
عليكِ قبول القضا والقدر وأن الذي قد أتى قد غَبَرْ
وأن الحياة كريح أتت وأن الفنا كهطول المطرْ
وبين الوجود وبين الردى جسور عليها الجميع عبرْ
وما القبر الا ضفافا لنا اليه الرحيلُ هو المستقرْ
فلا تشغلنك هذي القشور ولا تأسِرَنَّكِ هذي الصورْ
فكل الذي قد ترينَ هنا سيبقى ليلهي نفوسا أُخَرْ
فلا تطمعي أن تنالي الكثير ولا تبحري كي تنالي الوطرْ
وإن جاء خير اليكِ خذيه وكوني كقلبي لضُر صبرْ
وعيشي كفافا بثوب العفاف فتلك خصال لعبد شكرْ
فعما قريب ستدنو الضفاف وزادك ليس كثير الثمرْ
سلي صاحبي لو له أن يجيب أليس وحيدا فأين الزمرْ
وأين الذين قضى قربهم جميل الحياةِ وشر العمرْ
فهل من مجيب وهل من أنيس! وهل من حبيب يزيل الضجرْ
سلي صاحبي هل أجاب الصغير إذا ما ينادي أبي ما الخبرْ
وأين وعودا قطعت أبي وأين حنانك أين انحسرْ
تراهُ أجاب الصغير ترى وربِ السماءِ فؤادي انفطرْ
رحلت ضليلا وكنت ضليل وكان الردى يقفو منك الأثرْ
سمعتَ أيا صاحُ لحن الردى
وكل سيسمع ذاك الوترْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى