الأربعاء ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٦
بقلم فاروق مواسي

عيد ميلاد في زمن العباسيين

يحتفل الكثيرون بأعياد الميلاد أو على الأصح بأيام الميلاد السنوية لهم أو لذويهم، فيَدْعون لبعضهم البعض بالخير وطول العمر والصحة والسعادة.

ظننت أن الاحتفال تقليد غربي، فإذا بي أفاجَأ وأنا أقرأ ما يلي:

"وكان سعيد بن سَلْم إذا استقبل السنة التي يستأنف فيها عدد سنيه أعتق نسَمة، وتصدّق بعشرة آلاف درهم.
قيل لمديني إن سعيدًا يشتري نفسه من ربه بعشرة آلاف درهم، فقال: إذن لا يبيعه."

لاحظت أولاً أن يوم الميلاد أمر مألوف في زمن الخليفة هارون الرشيد، حيث عاش سعيد في عصره، والتقاه، ومن الجدير بالذكر أن المحتفِل هو الذي يُهدي، ويتبرع، ويعطي، الأمر الذي لا يجري في أيامنا، فنحن عندما نحتفل ننتظر الهدية أو الهدايا.

أما سر جواب المديني السلبي فيكمن في أن سعيدًا هو من بني باهلة، وكانت العرب تنفر منهم، وترى فيهم المعرّة، بل لا ترى فيهم أي منزع للخير، فمثلاً على ذلك يقول الشاعر أبو العباس:
ولو قيل للكلب "باهلي" *** عوى الكلب من لؤم هذا النسب

مع ذلك وبسبب مكانة سعيد فقد كان هناك من مدحه:

ألا قلْ لساري الليل لا تخشَ ضَلّـةً *** سعيدُ بنُ سلْمٍ ضوءُ كل بلاد

لنا سيد أربى على كل سيد *** جواد حثا في وجه كل جوادِ

روى سعيد هذين البيتين، ثم قال إن الشاعر سرعان ما هجاه، لأنه تأخر في عطائه.

المصدر:

(المبرد: الكامل في اللغة والأدب، ج2، بيروت- 1997، ص 38).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى