الثلاثاء ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٦
بقلم عبد الجبار الحمدي

جرح الحب..

لم تكترث!!! جرحتني وابتعدت، دون أي سبب، بَضَعت مفردات مشاعري من غير سبب، كأنك امضيت نصلك غرزا في كل الايام التي عشتها بحضن حبك لي، حتى العتاب بات عليك صورا تقلبها، تأخذ جانبها المظلم دون ان تعي أنك بذلك تهشم زوايا مزاياك التي احب فيك بحلوها ومرها رغم انها قاسية كالصخر..

يكفي؟! ألا تنظر الى ما تقول وتفعل!! اتخشى الناس وهي ترميك وترميني بالاشاعات، مستغلة انفعالاتك فتيل لإشعال غيرتك الزائدة المبحرة في عالم الوحدة والمجون، افرك راحتيك.. هكذا دوما اقول لك حين تريد ان تشعر بي، تجدني كالحرارة التي تتقد بها حين تروم الدفء، أهواك واحبك، اتتذكر كم هو شغفي بترديدها عليك حتى بت أغنيها هددة اطفال على مسامعك حين تنام على صدري، همسي، جنوني، انا، انت، كلي، بعضي، دنياي لك، عمرا لك بأكمله مليء بالشوق بمعاناته حزنا كان ام فرح، فلا ارغب بدنيا أنت ليس فيها، اتنفسك في كل لحظة.. بل اللحظة التي احيا هي التي تتنفسك بداخلي .. لكنك تحبس حتى ذلك عني كونك تحمل شكوك غيرة أو هكذا أظنك.. رحماك الطف بي فما أنا إلا أمراة هشة تذوب كالشمعة بين كفي راحتيك ألا تتذكر ما قلت لك..؟

حبيبي انت.. لعلي من كثر ما قلت لك أحبك او أهواك صارت لديك رغبة الجنون بالعظمة، وحتى إن اصابتك لا اهتم لذلك، فأنت عظيم بكل ما فيك، حتى العبودية لك اصيغها بعنوان حب، تذكر الى أين تذهب بشكوكك؟ هل فعلا هانت العِشرة عليك حتى بنيت بيني وبينك سدودا وجدارنا من عذاب، ألا تراك مبالغا!؟ احبك أنا اتنفس هواك وكل ما فيني يناديك ارغب بك وكذا سنيني التي ضاعت بين يديك حين صارت نذرا بمشيئتي، فلا تضيع سنيني التي قضيت حبا بهيجان طفولي.

أجرح كما ترغب، وكما ترغب أجرح، أنت كالعمر يأتي مرة واحدة في الحياة فلا يمكنني تكرارك، أقسم حتى لو قُسم لي عمرا آخر لكنت اشترط ان احياك فيه مرتين هكذا أنت لي، بخطوطك البيانية المتغيرة، المائلة والمستقيمة، بل انت الاضلع التي احيط به قلبك الذي ينبض بداخلي، احبك أعيدها للمرة الألف انت وكل اخطاءك اوراق خريف صفراء اعلم انها ستتساقط، ثم تتجد من جديد عنفوان حب سائلة الغفران، إنك الكون الذي يمكنني اعبره بخطوتين أحبك الأولى والثانية أحبك الى الأبد، دعني اعبر بك كل الصدمات، حن لي وعلي، بل أنثر فيض عطفك، حبك، فأنا لا أحبك يا حبيبي بل اعبدك.. اتنفس هواك، كم هو الكون صغير بالنسبة لعالمي بين يديك، ارتمي جانبك وترتمي الى جانبي، اخوض عالم خلقه الله لي ولك دون ابعاد زمكانية، لا تقول لي انتهينا.. لحظة؟!! من اعطاك الحق في الأبتعاد وتنهي كل عمرينا بقولك انت انتهينا، أين هي الأماني، الحب والسنون التي قضينا، تبخرت بمجرد انك تقول انتهينا..

لِمَ لم تقل لي عليك ان تتعلم العوم في يم الحب؟ بل لِمَ لم تعلمني العوم في بحرك المتلاطم بموج مشاعرك وهوس عواصفك التي تضرب موانئك التي رسوت عندها؟ حول النار على ساحل البحر كان لقائي الاول بك رقصنا السامبا وشربنا حتى افترشنا السماء بقناديلها ارجوحة حب، اظن الله لحظتها قد محى كل خطاياك حين كبكبت دموعك طالبا مني ان اتخذك وانتشلك من ضياعات البحر .. تعبت قلت لي: همت اياما اطول من الاعوام تبحث عن حقيقة الوجود وما عرفتها إلا حين التقيتني، أم تراك نسيت ذلك؟؟

سجدت شاكرا ونذرك الذي قدمت، ثم لبسنا ملابس الملائكة وحولنا ترقص كل الحواري والغلمان ابتهاجا بدخولك عالمي الذي رغبت، ضحيت لك بعالمي الوردي أدخلتك دنياني، بل أوزعت لي ان تكون ساقيا لحديقة عمرينا، براعم اللحظات التي نعيش.. ومن خلال نافذتي التي اجلس اراك احيانا دون رغبة لا تسقي نباتات الروح.. ألم وجروح احسها خديعتك، تظاهرك.

سمعتك مرة تقول : قد نكون أصدقاء، اصحاب، لكن احباب لا اجدها هي واقعة ارجوكِ ابحثي لك عن غيري حبيب ربما هي قسمتي ونصيبي .. ربما أنا لعنة لا يمكن ان ادمر سوى من أصاحب لا من أحب، أخالني يا سيدتي عالم شائك هو عالمي، قيودك الذهبية التي دخلت برغبتي هي أصفاد سهل تحطيمها بعبارات الهجران..

لذا أقولها بكل صراحة رغم ان عيونك تنادي عيوني هي تلك اكبر مصائبي فلا استطيع ان اخبىء حنيني بعيدا عنك، ربما يهون علي كل شي.. أي شيء، لكن زهدي عن النجوم والليالي بعيدا عنك هو اكبر خطيئة يرتكبها جنوني، شوقي ولهفتي إليك سماء مليئة بنجوم دليل بحار تاه عمره بحثا عن ميناء لا ينكب من أن أرسو إليه بقية عمري، لكن لابد لي من الرحيل.

حصحص الحق إذن أبتعد.. لك من القلب آنات وعذابات تحوفك برعايتها، تلك التي خطت كل ديونك علي، فقط رد لي كل ديوني التي اخذت بحجج الحب وآخرها هجرك وجرحك لي وحبي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى