الخميس ٧ تموز (يوليو) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

سعد الدين الشاذلي

البطل سعد الدين الشاذلي من مواليد عام 1922 م بقرية شبرتنا مركز بسيون بمحافظة الغربية ووالده من الأعيان وابن عم والده هو عبد السلام باشا الشاذلى مدير مديرية البحيرة الأسبق أيضاً ينتمى البطل لعائلة عسكرية فجده قد أستشهد فى حروب إسماعيل باشا فى السودان كما شاركت عائلته فى الثورة العرابية التى تزعهما البطل أحمد عرابى وثورة 1919م بزعامة سعد زغلول .

التحق أحد أبناء العائلة بالكلية الحربية عام 1933م وفى عام 1939م التحق بها أيضاً البطل سعد الدين الشاذلى وحصل على رتبة ملازم فى شهر يوليو عام 1940م وجاء عام 1941م حاملاً معه انتشار السمعة الطيبة للبطل فى الجيش المصرى فعندما كانت القوات المصرية والبريطانية تواجه القوات الألمانية في الصحراء الغربية صدرت الأوامر للقوات المصرية والبريطانية بالانسحاب وبقى البطل الملازم سعد الدين الشاذلي ليدمر المعدات المتبقية في وجه القوات الألمانية المتقدمة وفى عام 1943م تم انتدابه للخدمة فى الحرس الملكى .

ترأس البطل سعد الدين الشاذلى أول كتيبة لقوات المظلات فى الجيش المصرى وذلك فى عام 1954م وفى عام 1960م ترأس القوات العربية المتحدة فى الكونغو ضمن قوات الأمم المتحدة وفى عام 1961م تم تعيينه عين ملحقاً عسكرياً فى لندن وظل حتى عام 1963م وفى عام 1965م تولى قيادة لواء المشاة واستمر حتى عام 1966م وفى عام 1967م تم تعيينه قائداً للقوات الخاصة ( الصاعقة ) وقاد حملة لحراسة منطقة وسط سيناء بين المحور الأوسط والمحور الجنوبي وأظهر مع رجاله التميز الوطنى فقبل غروب شمس يوم الخامس من يونيو عام 1967م فقد الاتصال مع قيادة الجيش فى سيناء وعلى الفور أتخذ قراره الجرىء وعبر بقواته الحدود الدولية وتمركزوا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وبقى هناك على مدار يومين حتى تم الاتصال بالقيادة العامة المصرية فأمرته بالانسحاب ليلاً وقبل غروب شمس يوم الثامن من شهر يونيو نجح في العودة بقواته إلى غرب القناة وأستمر فى قيادته للقوات الخاصة ( الصاعقة ) حتى عام 1969م .

فى عام 1970م تولى قيادة منطقة البحر الأحمر وفى السادس عشر من شهر مايو عام 1971م تولى رئاسة هيئة أركان القوات المسلحة المصرية وعندما جاء يوم السادس من شهر أكتوبر عام 1973م العاشر من رمضان 1393هـ شن الجيشان المصري والسوري هجوماً كاسحاً على إسرائيل بطول الجبهتين ونفذ الجيش المصري خطة المآذن العالية التي وضعها الفريق سعد الدين الشاذلي بنجاح مذهل وقد ذكر الفريق الشاذلى في كتابه حرب أكتوبر : في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية .. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي .

نتيجة للموقف السيئ الذي تعرضت له القوات السورية في اليوم السادس للقتال أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوباً عن وزير الدفاع السوري للقيادة الموحدة للجبهتين بقيادة المشير أحمد إسماعيل على وطالبت القيادة السورية زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان فطلب الرئيس محمد أنور السادات من المشير أحمد إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على الجبهة السورية فأصدر المشير أحمد إسماعيل أوامره بذلك على أن يتم التطوير صباح يوم الثانى عشر من أكتوبر وهو ما عارضه الفريق سعد الدين الشاذلي بشدة وأخبر الرئيس بأن أي تطوير خارج نطاق الـ 12 كيلو متراً والتي تقف القوات المصرية فيها وبحماية مظلة الدفاع الجوي .. معناه تقديم القوات المصرية هدية للطيران الإسرائيلي .

بناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية في قطاع الجيش الثالث الميداني في اتجاه السويس باللواء الحادي عشر مشاة ميكانيكي في اتجاه ممر الجدي واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر متلا وفي قطاع الجيش الثاني الميداني اتجاه الإسماعيلية هاجمت الفرقة 21 المدرعة في اتجاه منطقة الطاسة وعلى المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه رمانة ولم يحقق الهجوم النتائج كما توقع الفريق سعد الدين الشاذلي .

عندما حدثت ثغرة الدفرسوار رأى الفريق سعد الدين الشاذلي تصفية الثغرة وذلك بسحب عدد 4 لواءات مدرعة مصرية من الشرق إلى الغرب لزيادة الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب والقضاء عليها نهائياً .. وكانت وجهة نظره فى ذلك تتمثل فى تطبيق أحد مبادىء الحرب الحديثة وهو المناورة بالقوات وأن سحب هذه الألوية لن يؤثر مطلقًا على أوضاع الفرق المشاة الخمس المتمركزة في الشرق .. ولكن الرئيس محمد أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل رفضا هذا الأمر من منطلق الحفاظ على أرواح الجنود .

في قمة عمله العسكري بعد حرب أكتوبر 1973م تم تسريح الفريق سعد الدين الشاذلي من الجيش المصرى بقرار من الرئيس محمد أنور السادات وعينه سفيراً لمصر في بريطانيا عام 1974م ثم فى البرتغال عام 1975م وحتى عام 1978م .. انتقد الفريق سعد الدين الشاذلي وبشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعل الرئيس محمد أنور السادات يأمر بنفيه خارج جمهورية مصر العربية ولذا استضافته الجزائر وفي المنفى كتب الفريق سعد الدين الشاذلي مذكراته عن الحرب واتهم فيها الرئيس محمد أنور السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثناء سير العمليات على الجبهة كما عارض موافقة الرئيس السادات على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى .

مؤلفات البطل الفريق سعد الدين الشاذلى هى : حرب أكتوبر والحرب الصليبية الثامنة وأربع سنوات في السلك الدبلوماسي وأيضاً كتاب الخيار العسكرى العربى الذى لم ينشر فى مصر بل نشر باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية فى دول كثيرة ونوهت عن كتبه مجموعة من الصحف العالمية الرئيسية مثل الإيكونوميست ونيويورك تايمز وكريستيان ساينس مونيتور وغيرها وفى عام 1992م عاد الفريق سعد الدين الشاذلى إلى مصر بعد 14 سنة قضاها فى بالجزائر وفي يوم الخميس العاشر من شهر فبراير عام 2011 م وفي القاهرة العاصمة المصرية أعلنت عقارب الساعة وفاة البطل الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان الأسبق وفي مساء اليوم التالي 11 فبراير 2011 كان تنحي محمد حسني مبارك عن رئاسة الجمهورية وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى