الأربعاء ١٧ آب (أغسطس) ٢٠١٦
بقلم سامي الشيخ محمد

الفردوس السّماوي 98

عطرُ الأرض
يتزيّنُ الصّباحُ بها .. كما المساء
لأنَّ سنبُلةُ القمحِ
وردة الحياة
لؤلؤة البحرِ الجميلة
عِطرُ الأرضِ
عبيرُ السّماء
غيمةُ الشّتاءِ الواعدة بالخيرِ
شمسُ البقاء
قمرُ الّليلِ
بدرُ الدّجى
موجةُ البحرِ المُرسَلة لشاطئِها الورديّ
في الفصولِ كُلّها
نسمةُ العشقِ الخفيِّ
فراشةُ الرّبيعِ
يمامةُ الصّيفِ
قبّرةُ الخريفِ
قَطرُ الشّتاء
أطَلَّت فراشةُ النّهارِ
بثوبِها الأبيضِ
تمضي لوردتِها الحمراء
شوقاً
بعدَ صيفٍ وخَريفٍ وشِتاء
غادرَت حساسينُ الفجرِ أوكارَها
احتفاءً
ببدءِ موسمِ عِشقِها المُبارَكِ للحياة
هبَّت نسمةُ الجنوبِ
تُصافِحُ سنابلَ القمحِ في موسمِ الحَصادِ
تهمسُ للورودِ
لأغصانِ الشَّجَر
تُكَلِّمُ الهواءَ
تُعانِقُ وَجهَ الماء
تحملُ رسالةَ شوقِ كنعانَ لِقُبَّرةِ باشانَ العَتيدةِ
تُسافِرُ إلى موطنِ التّينِ والزّيتونِ
إلى البرتُقالِ والّليمونِ والصَّبَّارِ
إلى الأرزِ والنّخيلِ والّلوزِ
إلى الزّعترِ البريِّ والميرميّة الخضراء
تحطُّ رِحالَها في مملكةِ النّورِ
تخطُّ سفرَ عشقِها السّرمَديِّ
من بِدايةِ الزّمانِ إلى مُنتهاه
تُغنّي للبحرِ أغنية عناة ..
تيزيس و أفروديتَ
تُصاحِبُ مَواويلُ تودة توبقال
تنشدُ أنشودةَ الكون الرّحيبِ
يا لِبُعدِ المسافاتِ
يا لعتمةِ الطّريقِ
يا لوجع القلبِ
يا لغربةِ الرّوحِ
يا لوحشة الِهَجرِ
يا لإشراقة الضّوء في دُجى العمر
بعد طولِ غيبة وانتظار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى