الأحد ٢٨ آب (أغسطس) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

موعود

في أواخر الستينيات أصيب عبد الحليم حافظ بنزيف حاد فذهب للعلاج بلندن ثم عاد إلى مصر فأصيب مرة أخرى وعاوده النزيف 4 مرات فألغى حفلة الربيع وأطلقت شائعة بموت عبد الحليم في لندن ولكن تم تكذيب الشائعة عبر الإذاعة والتليفزيون.
كتب الشاعر محمد حمزة مذهبا من أغنية جديدة هى (موعود ) وقال لعبد الحليم حافظ: إن شاء الله أغنية مداح القمر جاهزة للحفلة القادمة فقال عبد الحليم حافظ: تفتكر يا حمزة انه من المناسب أن أغنى أغنية غزل بعد رحلة مرض شديدة والتي كانت فيها عواطف الناس ومشاعرها معي ثم اقترح عبد الحليم أن يستكمل محمد حمزة أغنية موعود وبالفعل استكملها ولحنها بليغ حمدي.

كان الكاتب الكبير أنيس منصور على صلة قوية تليفونية بعبد الحليم حافظ وذهب إلى شقة عبد الحليم مرات عديدة وكانت الشقة مليئة بالناس وأكثرهم من الموسيقيين الذين يشتركون في عمل بروفات طويلة لأغنية عبد الحليم الجديدة وهى أغنية موعود وأمضى أنيس منصور الليل كله في شقة عبد الحليم الذي طلب من أنيس منصور حضور حفلته وأخبره أنه حجز له مقعدا فى الصف الأول.

في طريق عبد الحليم حافظ إلى المسرح الذي سوف يغني عليه الأغنية كان بصحبته الشاعر محمد حمزة فقال له عبد الحليم: يامحمد أنا خايف أغني (القمر طلع والخوف رجع ) والناس تعتقد أن الخوف رجع على القمر فياريت تغيرها وبالفعل غيرها محمد حمزة إلى (القمر طلع والخوف بعد ) وغناها عبد الحليم حافظ في حفل أقيم يوم 18 أبريل عام 1971م.

استقبل الجمهور أغنية موعود بالحب والتقدير والإعجاب وتلقى الشاعر محمد حمزة بطاقة تهنئة من كمال الطويل قال فيها: يا حمزة تفوقت علي نفسك.

كما تلقي بطاقة أخرى من مأمون الشناوي قال فيها: هذه الأغنية لم تلمس مشاعر الجمهور العادي فقط وإنما لمست مشاعر جميع الفنانين أيضا الذين شعروا بأن هذه الأغنية فيها نقلة كبيرة لعبد الحليم حافظ والأغنية المصرية والعربية.

بعد انتهاء عبد الحليم حافظ من غناء أغنية موعود وإسدال الستار سقط على الأرض وعاوده النزيف وتأثر الكاتب الكبير أنيس منصور وزوجته وقرر عدم حضور أي حفلة لعبد الحليم حافظ وكانت هذه الحفلة الوحيدة التي حضرها أنيس منصور لعبد الحليم حافظ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى