الأربعاء ٣١ آب (أغسطس) ٢٠١٦
بقلم أحمد الغرباوي

حَبِيبى.. فِى خِضُوع وَجْد أحْبَبْتَك ذُلّ قلب!

حَبِيبى..
الحُبّ الأوّل لَوْ كَان حَقيقيّاً فِى الله.. يَغدو مُنتهى عِشق..
دَائماً كتواضع النقش عَلى جُدران روحى.. يَترك أثراً.. وَنَقشاً فِى الروح لا يَزول أبَداً.. أبَدا..!
وَلكن إنْ لم يَكُن حُبّا حقيقيّاً.. بِه نَقصاً.. فمَا يَأتى مِن حُبّ ـ فيما بَعد - قد يَكون حُبّاً حَقيقيّاً..!
وفِكرى يزحف.. يَتحسّس إيمانه.. يتمَاس ويَقينه زَحفاً.. بَأنّه لايَوجد حُبّا حَقيقيّا فى الحَيْاة.. إلا وَاحداً فقط.. عِندما يَصل لمُنتهى ( عِشق روح )..
لايوجد ( حُبّ حَقيقى ) ثَانى.. إلّا فى حَالة وَاحدة.. عِندما يَبرأ العَاشق من حُبّه الحقيقى.. وغالباً مَا يَكون بِقدرٍ مِن الله.. مِثلما هو فى حَالة المَوت.. والفقد جَبراً..؟
عِندئذ.. لايَبرأ قلب يَعشق.. إلا بَحقيق وَجدّ.. وَسِموّ حُبّ فى الله ..!
ولكن مَن يَقل إنّ فيه ( حُبّ حقيقى ) أوّل وثانى وثالث..
لم أجرّب.. ولا أعتقد..
مُمكن نقول.. يُوجد من عَاش ويعِش حَالات حُبّ.. قلب ( يَعش ) فى ( حَالة حُبّ ).. ولكنه لا ( يَحبّ )..؟
أبداً لا يَحبّ..؟
إنّما ( الحُبّ الحقيقى ) حَيْاة كاملة.. قلب وعَقل وجَسد ورُوح..؟
أى يَحيْاه الإنسان حَيْاة..؟
وَبدونه.. ليْس إلّامَوت حَيْاة..؟
وهَذا ما يُعَبّر عنه بالعَيْش..؟
أى يَأكل ويشرب.. ويَضحك ويَحزن.. يَلهو ويَجدّ.. هَذا هُو ( العَيْش )..؟
وَلكن الحَيْاة ( شَىء آخر )..؟
( الحُبّ ) فى الروح شَجنٌ .. فى الوَجه نورٌ.. فى الجَسد طاقة إيجابيّة؛ ومُسيّر أمل؛ وشغف تطلّع..
تغريد ـ هو ـ فى القلب.. وإثارة فى العقل.. وإبداع فى الفِكر.. ورَغبة أكثر فى إطالة عُمر لإسعاد جَسديْن و رُوح واحدة.. ومِن الوقت غيرة.. خَشيْة أن يَسرق مُتعته وهو بِجواره..

حَبِيبى..
( الحُبّ الحقيقى ) جَنّة عَلى الأرض..!
ولم يَخلق الله إلا جَنة وَاحدة فى السماء.. وكُلّ حَبيب فى الله يَعتبر مَحبوبه حُور عِين فى جنة أرْضه.. يَوم يَحبّه الله.. فيَمِنّ عَليْه برزق حُبّه..؟
ونادراً مَا يتكرّر ( الحُبّ الحقيقى )..؟
ولكن من يَقل إننى أعش الحَيْاة حُبّاً.. لا أعتقد أنه صَادق.. إنّما هو يَحيّاها ( حَالة أو حالات حُبّ ).. لم ترتق بَعد لمَرتبة سِموّ ورفعة حُبّ..!
ولا أدرى هَل يَلهو.. ربّما يَعبث.. ربّما يَرغب.. يَستمتع.. لا أعرف.. يَتسلّى.. ربّما..
وَكُلّ ذَاك.. مَهما غَدا صَداه حِلو النفس.. ليْس بِحبّ..!
فمَا يَهبه الله جَميل وَروعة حَيْاة.. أسمى وأجلّ مِن أنْ يَكون حَقل تَجارب..؟
وَليْس كُلّ ( واحد ).. أىّ إنسان يَستحق الحُبّ..؟
لذا الحُبّ ليْس مُتاحاً للجميع.. ولا هَواء يتنفّسه الحَىّ..؟
مِن حَقّ الجميع صحيح.. ولكن لايَهبُه الله إلا.. إلا لمَن يَستحقّه..؟
كُلنا مُمكن نتزوّج.. مُمكن ننجب إذا شَاء الله.. ولكنّ من يَمنّ الله عليْه بالحُبّ.. من يَستحقه.. الله وَحده يَعرف حال القلوب.. والروح..؟
وسيّدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) تزوّج ما تزوّج.. ويطلب من الله أن يَسامحه لأن قلبه تعلّق شغفا وعشقاً بعائشة..؟
رغم اختلاف العُمر واتساع مسافات.. تهرول وتركد بها سَنوات وسنوات بَيْنهما..؟
ومَا أقسى أن يتعذّب إنسان بِحبّ فى قدره..؟
يَحبّ غَصْب عنّه..؟
وربّما غصب عَنهما يَفترقا..!
تسأله:
يا حَبيبى..
لمَا فى فُراقنا غدوتَ
أعمى..؟

أهو ذنب قلبى..؟
أم رضوخاً لقَدرٍ أجلّ.. و
أسْمَى..!

يا حَبيبى..
أكثر مِنّى
وأكثر مِنّ الحُبّ
حَبّتنى..؟
وعَن الدنيْا أبعد.. و
وأرقَى..!

سَل الرَبّ
للقلب أحْكَام
أعْلَى..؟
عَلى القلب سُلطان
أعْلَى..؟
،،،،،
حَبِيبى..
وفى ( الحُبّ الحقيقى ) لا أنانيّة.. ولا جَبراً ولا قسراً.. ولا إيثار فى رُوح تحمل عَشق رُوح أخرى..
بل يبارك حُبّها إن غَدت لآخر أميرة.. يَترنّم مِنها ولَها وإليْها:

حَبيبى :
هنيئا لقلبك به أميرا..
وهنيئا لقلبه
بِك أميرة..!

وإن غَدا العِشق سَجّانا..
لا يَهُمّ مَنْ.. مَن هُو
الأسير.. ولا الأسيرة..!

حَبيبى:
عَنْ حُبّ بِربّك لا تَسل
إن غَشىّ الرُوح..
يفيض بَوحاً..!
ويثور قيلا
طفلاً ذليلا..!

فلِمَنْ يَكون الــ ( تبجيلا )
وقد غَدوْنا واحداً
شَهيقاً و.. وزفيرا..!
،،،،،
حَبِيبى..
( الحُبّ الحقيقى ) نور..
من يفتقده سَواد يَحيْاه عُمره.. ظُلمة.. سَواد عَمى.. وضَلمة رُوح.. طول أو قصر ليْل.. لايَهمّ.. مَادَام وَاحد اللون..!
وليه العَمى..؟
دوام ألم لمن ( عَرف الحب )، وقد أبصر.. ثم يَخشى فُراق المحبوب وهجره..؟
فيَعود لعَماه..!
وهذا أقسى وجعاً ..ولايُقارن بِمَا يَصب مَنْ عَاش ويَموت أعمى..؟
ولم يعرف نعمة البَصرأبداً.. أبدا.. ثم عَاد للظلمة..؟
فلما يتعذّب الأعَمى.. ولم يَعرف البَصر أبداً..؟
وما أقسى عَذاباته عندما يَعود للظلمة..؟
،،،،،
حَبيبى..
( الحُبّ الحقيقى ) لا يَعرف اللون ولا البلد ولا العُمر ولا الغِنى ولا الفقر.. ولا.. ولا..
إنّما هو هِبة ربّ لمن يَحمل قلباً.. قلبا يَستحقّ.. هو مَنْ أقول فيه:
ومن لا يَهبه الله سُمرا..
ألا يَحقّ له
فى العِشق بَصراَ..؟

فلا تَحرمنّ قلباً هَوى
إن أمرَ الرَبّ
فصدّقَ وَلبّى..!

فالعِشق بلا لون ولا بَلد
ريحٌ تهبّ
فتغشى الروح أبدا..!

إنما القلوب بيْد الرحمن
تَسكُن مَن تُحبّ
وتدثّر به وَطنا..!

فى الله بيْضاء أحببتها..!
وسَمراء تَعشقنى حَبيبها..؟
وماعلى قلبى حُكما..!

( جُننا بليلى
وليلى جُنّت بغيْرنا )
وأخرى بنا تتغنّى سُهدا..!

مُنتهى العِشق
روح تشكر الله
على رزق الحُبّ قدرا..!
،،،،
حَبِيبى..
و ( الحُبّ الحَقيقى ) قِمّة وَفاء..
فإذا كان الوفاء العظيم..كما يُقال هو ( أن تقدر على الخَيْانة ولاتفعل)..!
فـ ( الحُبّ الحَقيقى ) مُنتهى العِشق.. وسِموّ وفاء.. وعِلو ارتقاء.. وفى ( الحُبّ الحَقيقى ) تصفح وتفترق..

ربّما يَمنّ عليك الربّ.. فــ .. فتبتسم الروح..!

فالحُزن لن يُغيّر أحداً.. لن يَتغيّر العَالم .. 

ولن يًغيّر مَنْ خَانَ.. و ..

ومن يَخُن..!

( الحُبَ الحقيقى ) يَظلّ أعظم وَفاء.. حَتى وإن لم يَحدث.. ولم يَصبنا.. أو من رِضابه لم ننهل.. و
ولم نَنل..!

******
بقلم: أحمد الغرباوى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى