الخميس ٢٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
بقلم محمد حسام الدين العوادي

قصيدة تونسيّة مهداة إلى العراق

عراقُ أنتَ لنا للقلبِ مفتاحُ
للروحِ أنتَ وللوِجدانِ فتّاحُ
قد قدتَ أمّتَنا للنورِ أمس وقد
آنستَ غربَتَنا فالقلب مرتاحُ
بالأمسِ كنّا ذوي بأسٍ ذوي خطرٍ
واليومَ هنّا فما للحالِ مدّاحُ
أيا أبا جعفرٍ بغدادُ محرقةٌ
والماءُ والطيرُ والأنعامُ قد ناحُوا
يرثيكَ يا بلدًا شعرٌ و أغنيةٌ
يبكيكِ يا أرضُ يقطينٌ وتفاحُ
أرثيكِ بغدادُ دهري كله وأنَا
أبكيكِ ما دامَ إمساءٌ و إصباحُ
والعُرب أكثرهمْ في الغيّ ذو غَرَقٍ
وحالُهم ساءَ ما للحالِ إصلاحُ
نسوا عراقَهُمْ والشامَ قِبلَتَهُم
فراد قِبلَتَهم لصٌّ و سفاحُ
أمجادُنا طُعنت بالرمح في كبدٍ
والليلُ طالَ و ما في الدربِ مصباحُ
كذلكَ العُربُ قد ضلّت بَصائرهُمْ
عن الطريقِ و دربُ الخيرِ وضّاحُ
أليسَ للعربِ وجدانٌ و أفئدةٌ
أليسَ للعربِ هذا اليوم أرواحُ
أليس يقلقهم إحراق أرضهِمِ
و قلبُهُم كيفَ يلهو كيف يرتاحُ
يَئِستُ من أمّةِ العربان قاطبةً
ألهاهُمُ نفطهُمُ يا ليتهمْ ناحُوا
أعاقرُ الراحَ كي أنسى مَصائبَنَا
وغَيّبَ العقلَ هذا الكأسُ والرّاحُ
لعلَّ قلبِي بتلكَ الكأسِ يهجُرُكمْ
فتَتبَعُ الكأسَ و الأقداحَ أقداحُ
وأشربُ الراحَ علَّ الراحَ يُسكرنِي
فيُسكِتَ القلبَ والوجدانَ إن صاحوا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى