الثلاثاء ٧ آذار (مارس) ٢٠١٧
بقلم
في زمَنٍ بلا لُغَةٍ
شراعُ سفينةٍ في الرّيحِ...قلبُ العاشِقِ المَنفِيِّ عن مَرمى تَلَهُّفِهِ.ويَسكُبُ عُمرَهُ جَمرًا،يُثيرُ أتونَ رعشَتِهِ،حُروفًا في فَيافي الشَّوق.ويَعدو صبرُهُ ضَبحًا..على أعتابِ عَرشِ السّكرَةِ المُمتَدِّ مِن غَرَقٍ تَغَمَّدَهُ..إلى صَحراءَ توغِلُ في جنونِ الصَّيفِ؛لا ماءٌ ولا شَجَرُ.وحتى الرّيحُ ما عادَت لواقِحَ في معارِجِها.ولستُ أرى سوى وَجَعي على غَضَبٍ يَعاشِرُها؛فلا تُفصِح!ولا تَلقَح!يروحُ أتونُ أنفاسي لمخدَعِها، فلا تَفزَع!وإذ تَجتاحُ أنفاسي أقاصيها..وقد لانَت دَوانيها لعُرسِ جنونِها المُنصاعِ للرَّقدَة.بعيدًا عَن صباباتي..على شَطءٍ بلا بَحرٍ،حملتُ الشَّمسَ في صَدري..وفي زَمَنٍ بلا لُغَة؛بهِ المقتولُ والقاتِلُ والمَنفِيُ والنّافي...على حَرفٍ يقابلُهُم جنونُ المنطِقِ الطّاغي!أنا المفتونُ والمطعونُ والمنذورُ للرّعدَة..عشقتُ دمي فَغَرَّبَنيفصِرتُ اللّينَ والشِّدَّةرَوَيتُ البيدَ نَزفَ دَميفَصِرتُ النّـهجَ والرِّدّةأنا المَـسكونُ بالقُدسِبروحِ الفَتحِ والعُهـدَةوطينُ الحقِّ مازَجَنيأنا الـتّرحالُ والعَودَةأنا البَحرُ..أنا النّحرُ..أنا الطّوفانُ والنّجدَةأنا الهَدّارُ والمَهدورطَلَبتُ غَدي إلى قَدريأريدُ لِمَجدِنا مَجدَهيُعانِدُني أتونُ حُروفِنا الثّكلى،ويُغريني جُنونُ الرّمل..فأقبِضُ قبضَةً مِن ريحِ مَن كانوا،وأخرى مِن نزيفٍ للألى صاروا..أصابِعَ قبضَةِ الأقدارهل اختيروا؟ ام اختاروا؟ثَقيلا كالتّرَهُلِ باتَ مَسعاهُم على نارٍوكلُّ لغاتِ مَن وَجَدوا تَهاوَت خَلفَ أقنِعَةٍ،أتُغرِقُ نَهرَ أحلامي؟براكينُ الظنونِ السّودِتبحَثُ عن ضَحاياها!وتنسِجُ للبداياتِ نهاياتٍليُمِعِنَ راحِلًا في ظِلِّ سَكرَتِهِ؛هوى زَمَنٍ بلا لُغَةٍ،وأمضي باحِثًا للرّوحِ عَن جَسَدٍ؛أقاوِمُ دونَهُ مَنفايَ عن لُغَتي، وعَن زَمَني.