الخميس ٣٠ آذار (مارس) ٢٠١٧
بقلم
الأبيضُ المنسابُ
الأبيض المنسابُمن نبْعَي أمّيإلى المصبّ ذي الشّفتينظلّ نقيّ العِرْقِ والنَّسَبِألْبَسني إكليلَ أملٍ يتمدّدُإلى سفوحِ الحبِّيهادنُ أدغالَ البحارلأزاولَ العومَ في فُلْكِ البقاءالورود احتفلتْ بعَمادتي مع الزّهرفي دنّ اليقينصار بإمكاني نحْرَ خدّ الأرض بقبلةلَيّ عنقِ السّماء بعناقٍ حميميّأفلاكُ العمر تعاقبتْ عليّدثّرتني بفصولها الأربعةزادتْ عليها فصولاً كفيفةالأبيض المنسابُفكّ شيفرة السّوادِكنتُ أرسمُ نفسيفي عينيّ بئرعينان ووجهرسما نفسيهماكتوءمٍ مطابقٍاكتمل الرّسمُوقلبٌ يتجاذبُ ضفافيالصّورة المرسومةالصّدى الخجل في قعر حنجرتيتماوجَ في جسارةِ صداهالبئر تبرّعت بالقرابيننفسي المرسومة في عينيه ووجههأحيتِ القرابين لتكون شاهدةعلى عقدِ قرانٍ من دون قربانبين القلبِ المجذوبونفسي الحائرة في عينيّ البئرتعقّلُ العقدِ لازمني إلى أوانِ مَنيّتيهدْهدَ جنونَ الأيّامفي خاصرةِ الأمسِربتَ على قلقِ الحاضرفي لحظاتِ احتضارهأيقظَ فانوسَ الغدمن ظلام وشيكأبيض النّبعَيْنِأهداني كتاباً ذا شطريندثّرْتُه في لوح قَدَري المحفوظِشطرٌ يحتضنُ أبجديّة الحياةشطرٌ يتلو ملحمةَ الموتِكلّما أرتشفُ من الأبجديّة حرفاًأرتوي من الملحمةِ حروفاًكلاهما يجدّدانِ فيّنبضَ البقاءِكلاهما يحفّزانيللحبّ الأبيض