الأحد ٢٨ أيار (مايو) ٢٠١٧
بقلم الطيب عطية عطاوي

رميةٌ سوداء

من بين الجموع
خرج كالنمر.. فاغراً فاه
شاهق القسمات
يتمرَّد..
رميةٌ سوداء لم تتبدَّدْ
كأنها الرُّمحُ العـنـتـريُّ..
قام.. فسدَّدْ
رمية ٌتتحدَّى الطغيان
يا ما أحلاها لو تتجدَّدْ!
رميةٌ تُسابق الزمن
لم يوقفها الإعصار من التقدُّمْ
لا الطائرات.. لا الصواريخ
ترصدها.. ولا الرادار يثنيها عن المسير
إنها تتهجـَّمْ
إنها العروبة الباقية في زمن الخسارهْ
تتهامس في جو بين البرودة والحرارهْ
تتعالى الصيحات..
وتحتشد لتنقذ الزمن الأحمر
زمن الخبط عشواء
زمن الرايات الحُمر
زمن الغدر.. زمن الحشرْ
واستل من جديد كبرياءه.. ذاك الفتى
لم يتردَّدْ..
عانق سحباً دفينة.. فأرعدْ
رمى جحافل الشرّ..
لم يأبه لأماليد تطوِّق الزمن الأحمر
عنجريّة عيناه
نادى من قديم..
واعُمراهْ!
وامعتصماهْ!
كان قاب قوسين أن يقطعْ
لم يسمع نداه أحدْ
أبرقي أيتها الرمية في وجه الظلام
دكـِّي معاقل الفرس والروم
هل تتجدَّدْ.. ؟
يا ما أحلاها..
لو تتجدَّد
في وجه طاغيةٍ
أو وجه محتل غاصبٍ
يتنهَّد..
ليتنا نحن العرب
حولها.. نتوحَّد
كم أبيّاً بَرَتْهُ الدسائس..
أضحى في أغلاله يتلون
اندسَّ في خبثه خارج الأحياز..
لا يفقه.. في جبنه يتمسكن
ذاك الفتى
لم يكسِروا شِرَّته
وبزق في وجوههم..
طوَّقوه.. وما علموا أنهم حرَّروه!
أحجموا عني فلستُ نعامه..
حنـِّطوا جبنكم وابعثوه في تابوت إلى المجهول
حرٌّ أنا..
ابن حرٍّ أنا..
أسُودٌ عليَّ وفي الحروب..
نعامات..
ما خطبكم ؟
ترضون بالرضوخ وحياتكم فانيه
ما خطبكم ؟
ارحموا خزيكم.. علكم تسقون من عين آنيه
جبروتكم وسطوتكم وخزعبلاتكم
كلها باليه..
ابتعدوا..
وجوهكم سوداء وبيوتكم عاريه
سأرمي.. وتضل الأحرار
ترمي خبثكم ونفاقكم
بأحذية تحوم على رؤوسكم..
تعصف المكر وتستل حلاوتها من سراديبكم
وسأضل أنا
حرٌّ..
ابن حرٍّ أنا..

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى