الخميس ١ حزيران (يونيو) ٢٠١٧
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

السبت الحزين من بطولات معارك الاستنزاف

طلب قائد الجيش الثاني اللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني من قواته أن تحضر أسرى معها لأن الجيش الثالث يتفوق عليهم في عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سقطوا في قبضة أبطال مصر. تم التخطيط لعملية كبيرة يقوم بتنفيذها مجموعة من أبطال الصاعقة وأخرى من المشاة وتم تدريب المجموعتين يوميا على مدار شهر كامل وشدد قائد الجيش على المجموعات ضرورة إحداث أكبر خسائر وإحضار أسرى.

تحدد تنفيذ العملية يوم السبت 30 مايو عام 1970 وفي الموعد المحدد عبرت المجموعتان منتصف ليلة 29/ 30 مايو وكانت مجموعة الصاعقة من الكتيبة 83 مكونة من 10 صف ضابط وجندي بقيادة الملازم محمد التميمى والملازم عبد الحميد خليفة ومجموعة المشاة من اللواء 135 مشاة مكونة من 21 فرد بقيادة النقيب شعبان حلاوة.

تمركز كمين الصاعقة في منطقة شمال مدينة القنطرة وكمين المشاة في جنوب رأس العش واتخذ الأفراد مواقعهم مستفيدين من طبيعة الأرض مع الإخفاء والتمويه الجيد وحتى الصباح لم يحدث أي شيء غير عادي وفي العاشرة صباحاً أفادت عناصر الاستطلاع والمراقبة المصرية أن هناك كول إسرائيلي مكون من 4 دبابة و 4 مدرعة متجه من القنطرة شمالاً إلى رأس العش. صدرت الأوامر لكمين الصاعقة بألا يشتبك مع الكول وهو متحرك شمالاً وإنما ينتظره وهو في طريق العودة وصدرت الأوامر لكمين المشاة بالاشتباك مع الكول.

مر الكول أمام كمين الصاعقة ولم يكتشفهم رغم العناصر التي كانت تقوم بتفتيش الأرض إضافة إلى الطائرات التي تحلق باستمرار فوق الجبهة للاستطلاع ووصل الكول في الساعة الحادية عشرة صباحاً وتلقفه كمين المشاة بالهجوم المفاجئ فقتل وجرح كل من في الكول إلا شاويش واحد كان يحاول الفرار فتم أسره وعادت الدورية سريعاً إلى الغرب لأن موقع إسرائيلي قريب بدأ في القصف الشديد على موقع الدورية علاوة على وصول طيران العدو مما اضطر أفراد المجموعة إلى الاحتماء والاختباء في السواتر والحفر وفي الساعة السابعة مساء وصل كل أفراد المجموعة سالمين ومعهم شاويش المظلات الأسير وأعاد العدو تنظيم الكول للعودة وفى الساعة السابعة مساء كان الكول مكون من 3 عربات مدرعة محملة بجنود المظلات ووصل أمام كمين الصاعقة.
استعد الجميع للاشتباك وكانت المهمة الأولى ملقاة على عاتق الرقيب يوسف عبد الله حامل أر.بي.جي وعليه أن يوقف العربة الأولى بأول قذيفة وعند التنفيذ طاشت أول قذيفة منه وكان هذا الخطأ سيؤدي إلى كشف موقع الكمين فانطلق الرقيب يوسف مندفعاً حتى أصبح على مسافة 100 مترا من العربة الأولى وأطلق قذيفته الثانية من المواجهة فدمرها وتبعه باقي أفراد الكمين بالهجوم على العربة الثانية والثالثة فقتل وجرح كل من فيها عدا الرقيب يائير دورى تسيفى الذي استسلم بعد مقاومة وأثناء العودة فـّر مرة أخرى محاولاً الهروب لكن الرقيب خليفة مترى ميخائيل لحق به ودار بينهما قتال فردي بالأيدي وتكمن الرقيب خليفة حتى من السيطرة عليه والعودة به إلى الضفة الغربية وقد حمل الأسير قائد العمليه الملازم محمد التميمي وسبح به إلى الشاطىء الأخر لقناة السويس.

بلغت خسائر إسرائيل في هذا اليوم 35 قتيل بخلاف الجرحى والأسرى وكان من الطبيعي أن تتحول المنطقة من القنطرة وحتى رأس العش إلى جحيم من النيران وظل طيران العدو يقذف المنطقة كلها بالقنابل لمدة سبعة أيام ونتج عن ذلك تدمير في طريق بورسعيد والترعة الحلوة وبعض المنشآت المدنية لكن الخسائر في الأفراد لا تذكر لحسن تجهيزهم للملاجئ والحفر البرميلية التي قللت كثيراً من تأثير القنابل عليهم.

قال سامي شرف: لم أشاهد الرئيس جمال عبد الناصر يضحك من يوم النكسة إلا في يوم السبت الحزين كما أطلقت عليه إسرائيل.

من أبطال الصاعقة الذين شاركوا في عملية السبت الحزين البطل السيد داود ابن صافور مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية وذات يوم تلقيت اتصالا هاتفيا من الوطني أشرف كمال وأخبرني أن عمه البطل السيد داود من أبطال معارك الاستنزاف وعملية السبت الحزين ونصر أكتوبر فتقابلت معه في مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية وكان بصحبتي الشهيد الحي عبد الجواد سويلم والشاعر والناقد رفعت المرصفي وذهبنا معا إلى مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية حيث يعيش البطل السيد داود مع أسرته وسجلت بطولاته وضمها كتابي بطل من بلادي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى