الاثنين ١٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٧
بقلم صالح أحمد كناعنة

مَن لي؟

صمتٌ! وأهرَقَ عاشِقٌ دَمَهُ، وأبّنَني
واللّيلُ يَكتُبُ سيرَتي في حَمأةِ الفِتَنِ
يَتَقاسَمونَ جِراحَ أغنِيَتي،
وليتَ دَمي بها يَشفَع...
أناْ لَستُ لي عَضُدّا!
وقَيصَرُ للّذي يَدفَع...
أناْ لَستُ لي سَنَدًا!
وكِسرى للّذي يَخضَع...
ما الشَّرقُ لي أبَدًا، وليسَ الغَربُ لي...
مُذ هُنتُ، مُذ ضَيَّعتُ مُنطَلَقي؛ فضَيَّعَني.
لستُ البِدايَةَ للذي يَجري...
ولا خَيطَ النّهاياتِ.
ظِلٌّ بِقارِعَةِ الزّمانِ تَفاؤُلي...
وتَشاؤُمي فيها غِواياتي.
أَسماؤُنا، أَلوانُنا، أَبعادُنا، أشلاؤُنا..
كُلُّ الحِكاياتِ...
ضاعَت على جِسرِ انتِصاراتي على ذاتي،
وتَشَبُّثي في مَن أتى يَقتاتُ مِن زادي، ويَصفَعُني!
فَتَّشتُ عَنّي في فَضاءٍ كانَ مِن لَوني...
فَوافاني صَدى الغُربَة.
ومَضَيتُ أستَجدي الرّؤى صُوَرًا...
فهَزّتني رُؤى النّكبَة.
كم عالَمٍ شَيَّدتُهُ؟
كَم قِصّةٍ سَطَّرتُها..
في حَموَةِ الغَضبَة؟
ضَيَّعتُها، أو ضِعتُ فيها...
لم يَعُد شيءٌ ليُشبِهَني.
صمتٌ! وعانَقَ عاشِقٌ دَمَهُ، فَهَيَّجَني
والغَيمُ يَسكُبُ غَفلَتي ماءً على الزَّمَنِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى