الأحد ٢٣ تموز (يوليو) ٢٠١٧
مساعٍ لسن قانون يجرم

حملة المقاطعة ضد إسرائيل

سعيد عريقات

تسعى مجموعة مؤلفة من 43 عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي - 29 جمهوريا و 14 ديمقراطيا - لتنفيذ قانون من شأنه أن يجعل دعم الأميركيين لحملة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل التي بدأت احتجاجا على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية جرما جنائياً. وبادر كل من السيناتور الديمقراطي بن كاردن من ولاية ميريلاند والجمهوري روب بورتمان من ولاية أوهايو برعاية مشروع القانون نيالة عن اللوبي الإسرائيلي في العاصمة الأميركية إيباك. ويقضي القانون في حال تمريره بمعاقبة أي شخص مذنب بانتهاك الحظر بـ"عقوبة مدنية" قدرها 000 250 دولار وعقوبة جنائية أقصاها مليون دولار أو 20 سنة في السجن أو كلاهما.

ويقول غلين غرينوولد وراين جريم من مجلة إنترسبت "لقد أصبح تجريم الخطاب السياسي والنشاط السياسي ضد إسرائيل واحدا من أخطر التهديدات على حرية التعبير في الغرب، حيث كما رأينا في فرنسا، تم القبض على الناشطين وملاحقتهم بسبب ارتداء القمصان التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، فيما سنت المملكة المتحدة (بريطانيا) سلسلة من التدابير الرامية إلى منع هذا النشاط، وفي الولايات المتحدة، يتنافس المحافظون مع بعضهم البعض على من يمكنه تنفيذ أكثر الأنظمة تطرفا لمنع الشركات من المشاركة في أي مقاطعة تستهدف حتى المستوطنات الإسرائيلية، والتي يعتبرها العالم غير قانونية".

يشار إلى أنه في الجامعات الأميركية، فإن العقاب الذي يفرض على الطلاب المؤيدين للقضية الفلسطينية ويمارسون حق التعبير عن انتقاداتهم لإسرائيل، هو أمر شائع لدرجة أن مركز الحقوق الدستورية يشير إلى أنه "استثناء للقضية الفلسطينية" من القضايا التي تقع تحت حرية التعبير.

وقد تم تقديم الإجراء المقترح، المسمى قانون إسرائيل لمكافحة المقاطعة (S. 720)، من قبل كاردين في 23 آذار الماضي حيث ذكرت وكالة التلغراف اليهودية أن مشروع القانون "تمت صياغته بمساعدة اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة - إيباك التي انبثق عن مؤتمرها وتعتبره من أهم أولوياتها للضغط على المشرعين لهذا العام.

ومن بين المشاركين في رعايته زعيم الأقلية الديمقراطية السيناتور تشاك شومر وزميلته من نيويورك السيناتور كيرستن جيليبراند وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأكثر ليبرالية مثل رون وايدن من ولاية أوريغون وريتشارد بلومنتال من ولاية كونيتيكت وماريا كانتويل من واشنطن في الغرب الأميركي إلى جانب عدد من الجمهوريين اللذين يمثلون اليمين المسيحي المتطرف مثل السيناتور تيد كروز من ولاية تكساس، وبن ساس من ولاية نبراسكا، وماركو روبيو من ولاية فلوريدا.

وقدم مجلس النواب في نفس التاريخ تدبيرا مماثلا من جانب جمهوريين وديمقراطي واحد تمكن من حشد تأييد 234 راعيا مشتركا (من الحزبين) : 63 من الديمقراطيين و 174 من الجمهوريين. كما هو الحال في مجلس الشيوخ، فقد تمكنت أيباك من تجميع المؤيديين من ذوي الأيديولوجيات المختلفة ، بما في ذلك العديد من معظم أعضاء البيت اليميني - جيسون تشافيتز، ليز تشيني، بيتر كينغ - جنبا إلى جنب مع الزعيم الثاني للحزب الديمقراطي في مجلس النواب، ستيني هوير المعروف بليبراليته.

ومن بين المشاركين في تقديم مشروع القانون العديد من السياسيين الذين اشتهروا عبر وسائل الإعلام الأميركي كزعماء "مقاومة ترامب" ، بما في ذلك ثلاثة أعضاء في ولاية كاليفورنيا الذين أصبحوا أبطالا للديمقراطيين : تيد ليو، آدم شيف، وإريك سوالويل. هؤلاء السياسيون، الذين بنوا جمهورا عريضا من خلال وضعهم كمعارضين "للتسلط" والدفاع عن الحقوق المدنية ، الذين لا يجدون تناقضاً بدعم سن واحد من أكثر القوانين القمعية والاستبدادية.

وردت المؤسسة القانونية "اتحاد الحقوق المدنية -إي.سي.إل. يو" بنشر رسالة موجهة إلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ تحثهم على معارضة هذا القانون. وقالت المجموعة إن "مؤيدي مشروع القانون يبحثون عن المزيد من الرعاة والمشاركين لسن قانون يعاقب المواطنين دون بسبب معتقداتهم السياسية". وتوضح الرسالة بالتفصيل ما يجعل هذا القانون يهدد بشكل خاص الحريات المدنية.

وتتجنب غالبا المنظمات القانونية أي خلافات تتعلق بإسرائيل ولكن "اتحاد الحقوق المدنية -إي.سي.إل. يو" بات يندد بشكل قاطع بهذا الاقتراح الذي ترعاه أيباك كما هو عليه معتبرة أن مشروع القانون" يسعى فقط إلى معاقبة ممارسة الحقوق الدستورية الأميركية".

ما عارضت الوحدة جهود الحزبين على مستوى الدولة لمعاقبة الشركات التي تشارك في المقاطعة، مشيرة إلى أن "المقاطعة لتحقيق الأهداف السياسية هي شكل من أشكال التعبير التي حكمت المحكمة العليا أنها محمية بموجب حماية التعديل الأول لحرية الكلام والتجمع والالتماس "، وأن مثل هذه القوانين" تضع شروطا غير دستورية على ممارسة الحقوق الدستورية ". ومشروع القانون الذي يشارك في تقديمه الكونغرس حاليا أكثر من نصف مجلس النواب ونصف مجلس الشيوخ هو أكثر تطرفا من هؤلاء.

ولم ينضم أحدا من أعضاء الكونجرس حتى الآن إلى المعارضة لمشروع القانون التي نظمها "اتحاد المحامين العرب" و اتحاد الحقوق المدنية -إي.سي.إل. يو" مما اضطر مما اضطرهما لإرسال استفسارات الثلاثاء إلى العديد من أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب (من غير الملتزمين الذين لم يتكلموا بعد عن مشروع القانون).

ومن الواضح أن الكثير من المؤيدين لم يقرءوا مشروع القانون حتى الآن.

يقول غرينوولد "لعل أكثر ما يثير الدهشة هو مقابلتنا مع الراعي الرئيسي لمشروع القانون، السناتور الديمقراطي بنيامين كاردين، الذي يبدو أنه ليس لديه أي فكرة عما كان عليه في مشروع القانون، وأصر بشكل خاص على أنه لا يتضمن عقوبات جنائية".

كما يوسع مشروع القانون الحظر الحالى على المشاركة فى المقاطعة التحى ترعاها حكومات أجنبية لتغطية المقاطعة من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. كما أنه يتعامل مع حظر المقاطعة لإسرائيل بشكل شامل، ويضمن أي جزء من إسرائيل، بما في ذلك المستوطنات.

لهذا السبب، يوضح الكاتب جوش روبنر أن مشروع القانون -من خلال التصميم- سيحظر "حملات حركة التضامن الفلسطينية للضغط على الشركات لقطع العلاقات مع إسرائيل أو حتى مع المستوطنات الإسرائيلية".

سعيد عريقات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى