الاثنين ١٤ آب (أغسطس) ٢٠١٧
بقلم سعيد مقدم أبو شروق

السكرتيرة

عندما دخلتُ، سلمت عليهم سلاما عربيا.

فردت بكلمة واحدة: سلام.

من ملامحها، وسمار خدودها، ولقبها؛ عرفت أنها عربية.

قدمتُ ملفي وبلغتي العربية،

استلمته وبلغة فارسية.

لم تكن دائرتهم مزدحمة، كنت المراجع الوحيد.

قلبتْ الملف وسألتني عن إحدى أوراقه وباللغة الفارسية؛

أجبتها بالتفصيل وبلغتي العربية.

احترمتني ولم تؤمرني أن أكلمها باللغة (الرسمية).

وكنت مهذبا معها فلم أطلب منها أن تكلمني بلغتي.

وراحت تنقل محتويات الملف في الحاسوب وتسألني بين حين وحين عن محتوياته، وكانت مصرة أن لا ترتقي إلى لغتي.

وظللت أجيب وأنا أواظب أن لا أنحدر إلى اللغة التي كانت تتكلمها.

ثم سألتني سؤالا لا يمت إلى الملف بصلة:

يبدو أنك مدرس!

أجبت بنعم، لكني ومن باب السؤال بالسؤال (ولا أقول الصاع بالصاع)،

سألتها: يبدو أنك محمراوية.

وكان ملفي قد أتى إلى مرحلته الأخيرة.

طبعت ورقتي وقامت تقدمها لي باحترام، وأجابت بابتسامة جميلة، ولغة عربية أنيقة:
نعم، أنا عربية محمراوية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى