الأحد ٢٠ آب (أغسطس) ٢٠١٧
بقلم سعيد مقدم أبو شروق

الجمعيات الثقافية الأهوازية

البارحة ذهبنا إلى الحديقة العامة المسماة بحجاب الواقعة في المحمرة على ضفاف نهر كارون طلبا من ماجد وهو يقضي عطلته الصيفية في البيت.

وعطلة ماجد لا تقضى في فراغ ولهو ولعب، فهو يحفظ كل يوم أكثر من آية من القرآن الكريم، ويكرر بعض تمارين الرياضيات ويتابع أفلامه الكرتونية على قنوات ماجد وسبيستون وميكي.
توجد في هذه الحديقة العامة ألعاب للأطفال منها بالمجان كالزحلوقة والمرجوحة؛ ومنها بالدفع كالسيارات الكهربائية والترامبولين وحوض الكرات ومرجوحة السلاسل، والأخيرة هذه يقفز بها الطفل إلى أعلى من ثلاثة أمتار، وهي الأغلى بين جميع الألعاب والمحببة إلى الأطفال، وهي أول ما اختارها ماجد.

وبينما كنا نتفرج على ماجد والفرحة واضحة في بسماته وضحكاته، كان يزعج آذاننا صخب موسيقى غير عربية تبث من مكبرات الصوت.

رجعت إلى سيارتي وأحضرت قرصا يحتوي على أناشيد عربية أنتجتها جمعية الهلال الثقافية في الأهواز وسألت عن مسؤول قسم الألعاب واسمه فؤاد مزرعة؛ طلبت من فؤاد بعد أن أعطيته القرص أن يؤدي حقنا من الموسيقى العربية ومعظم الأطفال الذين كانوا يلعبون عرب.
استقبلني الرجل بحفاوة ونظر إلى القرص باهتمام، وراق له عنوانه (هلال الخير)، وواعدني أن ينقل الأناشيد على (فلاش) وسيبثها في الأيام القادمة حتما.

لا أعرف الرجل ولا أعلم مدى جرأته ليفي بوعده أم لا، وأدري أن بعضا من المسؤولين الذين يكنون كرها للعروبة وكل ما يمت لها بصلة سوف يمانعونه وينهونه، بل وحتى يهددونه بإغلاق باب رزقه إذا ما سمعوا همسا لموسيقانا العربية في الأماكن العامة!

وأرجع إلى جمعية الهلال وما تنشره من منشورات ثقافية عربية ذات مغزى توعوي لا يتناقض والقوانين التي تحكم البلد، ولا تمس أية جهة أمنية كانت أم اجتماعية.

ما تنشره هذه الجمعية المستقلة بجهدها يعتمد على اشتراكات الأهوازيين فحسب، وعلى شعبنا الأهوازي في جميع مدنه، من المحمرة وعبادان؛ والفلاحية؛ ومعشور وضواحيها؛ والأهواز، والخفاجية والحويزة؛ وتستر وما تحيط بها من بلدان عربية، أن يساند هذه الجهود الجبارة، وذلك عن طريق شراء منتوجاتها.

ومن منتوجات جمعية الهلال الثقافية المنفردة بمواضيعها وروعتها وجودتها:

التقويم الجداري العربي، والأقراص الموسيقية العربية التراثية والعصرية، والكتب اللغوية والقصصية والنقدية...

وما يعجبني في هذه الجمعية الثقافية https://t.me/hilalahwaz أنها حريصة كل الحرص على أن لا تكلف مشتركيها بمبالغ باهظة.

كان مبلغ اشتراكها ومنذ عامين مئة ألف ريال إيراني، وما زال مئة ألف وهي في عامها الثالث.
ومقابل هذا المبلغ الزهيد تقدم الجمعية لمشتركيها تقويما جداريا، وكتابين، ومنتوجات ثقافية أخرى.

أيها الأخوة الكرام، 100000 ريال ليس بالمبلغ الضخم، فادعموا هذه الجمعية الثقافية باشتراككم السنوي، بل ادعموا واحرصوا على أن تثقفوا أنفسكم وعوائلكم بثقافة عربية عن طريق شراء منتوجات هذه الجمعية، لتصبح الهلال جمعية شعبية واسعة تنشر العشرات من الكتب العربية والمجلات والجرائد، الورقية منها والإلكترونية والأقراص الصوتية والمرئية.

أيها الأهوازيون، أيها الأخوة الكرام، خذوا بيد جمعية الهلال وجميع الجمعيات التي تسعى لنشر ثقافتنا العربية والإسلامية؛ واعلموا إنها مسؤولية ثقافية وتراثية وتأريخية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى