الخميس ٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٧
بقلم عادل القرين

هي الأحساء وكفى!

(مزيج بين الفُصحى والعامية)

هي الأحساء بتمرها، وعطائها، وتاريخها، ورجالها.. تهدهد الروح مع مصب الماء في جريانه، وتخيط الأرض مشلحاً بزري الذهب والفضة.. لتسكب عطر الماضي جمالاً يتقاطر فوق تراثها.. فهلا حدثتنا يا هجر الحب والطيبة عن أولادك وأحفادك؟

فكل حبة رملٍ منك وِردٌّ وصلاة، وكل قطرة ماء خرجت من قلبك تسبيحةٌ ودعاء، وكل حبة تمرٍ سقطت أنطقت جبين الأرض ورأس السماء.. وكل زرعٍ أنبتِّه قطافُ جنةٍ وعبق نقاء.. فدثريني بجلباب قيصريتك العبقة برائحة الهيل والزعفران، وزمليني بصوت ماء عيونك الهادر عذوبة في أعماق الوجدان.. فهناك عذوبة الكلمة، ورقة المعنى، وصفاء العشرة، وطيب المقام.. فباسقات الطرف من مدللات الحب الأزلي لترابك الطاهر.. تلك هي التي ترسم لنا ملامح الماضي على وجه المستقبل.. هي الأحساء وكفى!

وما أولهني لاحتضان صدر (الفريج الشمالي)، وتقبيل أكفه المبسوطة لي.. من (ساباط القريني إلى ساباط العليو، ومن براحة زكي إلى ساباط السماعيل).. فقد تتبعت آثارهم، وشممت عبق أريجهم الفائض بسقيا أرواحهم العطرة، فرحمهم الله رحمة الأبرار الأخيار..

.. إيه رحمة الله عليك يا حجّي حسن اليحيى، والله چني بك وأنت تدزنيه في عرسيه من ديوانية بن قرين إلى بارقة بيت أهليه.. عاد يا جماعة الخير أهل الفريج أهل كرم ونخوه، ولا تسألوني أنا بس وتقولون هذا ولدهم.. تره هذا حال فرجان لول كلبوها!

إيه چنت اتذكر كل الفريج يفرح من ساباطه إلى خره، ومن نزلته إلى براحته!

تشوفهم واحد يلقط الحصى، والثاني يرش الماي، والثالث يزين بالسعف، والرابع يركب اللمبات.. واللي يجيب الحلاوه والمشموم وماي الورد بعد!

تشوف كل أهل الفريج يد وحده في شراي الذبايح وكتابة البطاقات.. حتى الحريم يجمعون ينقون العيش من الشل.

إيه.. ومن يجيبون المعرس من عين الجوهريه ولا عين أم سبعه بعد السبوح، وذاك التدعچ في ابدنه!

تشوف هله وعزوته يحوطونه بالصلاة على محمد وآل محمد والتباشير!

إيه يا بو محمد ذكريات لازم نتذكرها موب لنه بس، حتى للجيل الجاي، وحق كل الفرجان.. تره يا جماعة الخير لهم حق علينا.. هذا تاريخ ولا لا؟

"واللي ماله اول أكيد ماله تالي"!

إيه چني بأبو المعرس من فرحته بعرس اولده البچر يلولش، واللي يصفق، واللي يلوح الورد، والمشموم والفلوس عليه بعد.. لين يوصلونه غدنته في بيت هله.. (الله على غدنته الله)..

ومن نطلع صوب العاير إلا ونشم طباخ لول الخنين بريحته.. اللي يطبخونه على الجدوع والكرب والسعف.. وتشوف حجّي صالح الخليفة (بوحسين) يقولك تفضل، وابوعمران عبداللطيف السلطان يقولك اقلط عاد، وجماعة الدخلان يباشرونك بالدلال والخدمه..

نقعد سويعه ويمر علينا شيخ عبدالوهاب الغريري، وهوه يتوچه على عصاته صوب حسينية السماعيل، وبس يوقف ويرفع راسه للسمه ويقول: "لا إله إلا الله"..

كل الجماعة يفزون له من تواضعه وتواصله مع اصغيرهم وكبيرهم!

المخلاص: ليالي العرس بالفريج الكل فرحان..

كنه صغار والفلوس اللي حصلناها من أم المعرس أو العروس نروح نشتري أبها حلاوه من بقالة حجّي علي ولا وهب بوعليو، أو من بقالة محمد العثمان، أو من بقالة بو فلاح، ولا حويجي بالخر، أو من بقالة راضي البن صالح، أو من بقالة حجي الخير الله..

عاد أنه أحب اشتري أكثر من بقالة فهد البدر، تدرون ليش؟

عندي واسطه يعطيني ازياده لأنه صديق ابويه!

وبعد المغرب عاد كل الفريج امجهز جدره ومطبخيته حق نچاب العيش للبيت، وبعد ما نخلص العشه نروح نتعدل ونتزقرت حق دزة المعرس!

چني بالوالد (رحمة الله عليه) يجهز الحليب المخلوط ابياض البيض والزنجبيل عاد يقول:

هاذه سر الشغله (يعدل الحلج والصوت)..

ويجون العمام يتجهزون حق دزة المعرس في بيتنا الداخلي: أحمد مصرنده (بويوسف)، وعبدالله العايش الخليفة (بوعلي)، والوالد رحمة الله عليه حبيب بن قرين (بوتوفيق)، وسلمان الناصر (بو حسين)..

كانوا يتفقون على دخلة الدزه، ويحمسون مع الرداديه، ويرتبون حق القهوه للعرس بالفريج، فالرحمة والبركات على من رحل عنا ومن يعيش بيننا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى