الاثنين ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٧
بقلم جورج سلوم

أحلامٌ مبللة!!

 لا تفلت يدي أرجوووووك.

 إذا لم أفلتكِ...سنسقط سوياً!!

 دخيلك..أتوسّل إليك..رأسي تدور عندما أنظر إلى أسفل..لا تتركني..ابقَ معي قليلاً.

 وأنا بدأت قوايَ تخور..قد أسقط معكِ..ليس لدي ما أمسك به.

- ويلي..كم ستبكي أمي عليّ..ستموت ورائي غارقة بدموعها....

 يدكِ بدأت تنزلق....إنها مشيئة القدر..لا تنظري إلى أسفل..انظري إلى فوق..انطقي الشهادتين تدخلين الجنة.

 إن الذي ينزلق هو محبسي الذي تمسك به..وليست يدي..أتذكر كم جاهدتَ وقاتلتَ وانبطحتَ أنت وأهلكَ عندما جئتم تطلبون تلك اليد ..آنذاك قبّلتها صاغراً ووضعتها على رأسك...هاأنا الآن معلّقة بتلك اليد عينها وتفلتها متهرّباً من صاحبتها.. كأنني شاة ٌمعلقة من عرقوبها بعد ذبحها..جاهزة للسلخ والتقطيع..والحساد مدعوون ويسنّون أسنانهم للمضغ... رأسي تدور لو نظرت إلى أسفل..وأرى وجهك لو نظرت إلى أعلى.. لا لن أنظر إلى فوق....لا أريد الموت وصورتك مثبتتة في ناظري..لا لن تكون سحنتك آخر صورة من حياتي..لن تستطيع إفلاتي..يدي هي التي تتعلق بك.

 لا تكثري الكلام..حافظي على هدوئكِ وتوازنكِ..استفغري ربكِ في باقي لحيظاتكِ....حتى وأنتِ تموتين تجترّين الحقد والغلّ الذي يعشعش فيك؟!

 دعني..دعني أفرغ همومي عسى أن يخفّ وزني فأقوى على التسلق فوق شفاه هاويتي..دعني أقيئ الأثقال التي أحملها..مضت سنوات وأنت تصمّ أذنيك عني..وجاءت ساعتي..وها أنا أقبض عليك موجوداً..منتصباً فوقي ولن تستطيع الإفلات مني..لو كنا في البيت لخرجت الآن وصفقت الباب خلفك..لتتركني وحيدة أمضغ آلامي وألحس دموعي..هو أمر الله أن أقبض عليك الآن لتسمعني ولو للحظات قبل انسلالي من بين أصابعك.

 أما آن لهذا السُّمّ أن ينضب..استفغري ربكِ يا امرأة..تنفثين السّمومَ دخاناً يتصاعد في وجهي ويعميني..يُفقدني بصيرتي..أتمنى لو كنتُ مكانكِ معلّقاً على شفير الهاوية..إذن لأفلتُّ يدي وهويتُ إلى الراحة الأبدية.

 آه..كأني سأفقد وعيي وسترتاح مني..أحتاج نقطة ماء تبرّد وجهي وتعيدني إلى الواقع... ابصق على وجهي من عليائك..إنها فرصتكَ الأخيرة.. سيسيل لعابك عليّ من شعري وحتى قدمي ّ..أتذكُر كم بصقتَ علي..بُل عليّ وأنت واقفٌ فوقي..قبل أن تبولَ على قبري.
آآآآآآه من سقوطي العظيم...آآآآآخ من الصخور التي ستشجُّ رأسي...وااااه من الظلام الذي هويتُ إليه!!!!

استيقظتْ مرعوبة من كابوسها..الحمد لله كان حلماً فقط!..نظرَتْ إليه..مضطجعٌ حذاءَها وعلى نفسِ الوسادة...ويغطُّ في نومٍ عميق.

مسحَت وجهها وكان مبللاً..بالعرق؟..باللعاب؟..بالبول؟...الله أعلم!

وفي الصباح..شربا القهوة معاً كالعادة..قالت:

 رأيتكَ في منامي..كان حُلماً مثيراً!

ابتسم بثقة وقال:

 وماذا كنت أفعل؟

 أستحي أن أقول لك!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى