الاثنين ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٧
بقلم فاروق مواسي

واو الثمانية

هذه الواو تأتي قبل ترتيب الاسم الثامن في الجملة، نحو قوله تعالى:

"...التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر- التوبة- 112

فالواو التي قبل (الناهون) سماها بعض النحويين "واو الثمانية" لأنها بعد سبعة أسماء.

وقد تأتي هذه الواو قبل الرقم- ثمانية:

سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم- الكهف، 22.

كذلك جعل الحريري هذه الواو في الآية: ..حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ..- الزمر، 73، وذلك بدعوى أن للجنّة ثمانية أبواب، فالواو (قبل "فتحت" هي واو الثمانية).

أثارت هذه الواو الكثير من المحاورات والجدل، وكثير منها لا طائل وراءه:

فريقٌ يقول بهذه الواو ومنهم ابن خالَويهِ:

1- "وقالت فرقة منها ابن خالَويهِ هي واو الثمانية".

الاقتباس من (الجامع لأحكام القرآن) للقرطبي ج10 ص249.( وهو يعرض الآراء المختلفة حول تفسير الآية 22- سورة الكهف- دار الكتب العلمية)

2ـ يذكر الثعالبي قي (فقه اللغة وأسرار العربية) في باب الواوات:

"ومنها واو الثمانية، كقولك: واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية" (فقه اللغة، ص 395- المكتبة العصرية.

3- الحريري في (دُرّة الغوّاص في أوهام الخواص)، ص 31، جعلها من خصائص العربية:

«ومن خصائص لغة العرب إلحاق الواو في الثامن من العدد"

ب ـ فـريقٌ لا يرى القول بها، ومنهم الزمَخْشـري (الكشّاف ج2، ص 479)، فيقول وهو يشرح "سبعة وثامنهم كلبهم":

"وفائدة الواو توكيد لصوق الصفة بالموصوف، والدلالة على أنّ اتصافه بها أمر ثابت مستقر؛ وهذه الواو هي التي آذنت بأنّ الذين قالوا سبعة قالوه عن ثابت علم وطمأنينة نفس، ولم يرجموا بالظن كما رجم غيرهم؛ والدليل على ثبات قولهم أنّ الله سبحانه أتبع القولين الأولين قوله: "رجمًا بالغيب" وأتبع الثالث قوله: "وما يعلمهم إلا قليل". وقال: "سبعة وثامنهم كلبهم " على القطع والثبات".

ومنهم ابن هشام في كتابه- (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب)، 474.

قال: ". . . وزعموا أنّ العرب إذا عدوا قالوا: ستة سبعة وثمانية".

يقول ابن هشام "وزعموا" وهذا موقف منه، ثم أتبع وقال:

"وقد سموها مؤكدة".

وفي معرض تعداده لاستعمالات الواو قال ابن هشام متحفظًا:

"التاسع: واو الثمانية، ذكرها جماعة من الأدباء، ومن النحويين الضعفاء كابن خالويه".

(مغني اللبيب، ن.م) .

أخلص إلى القول إن الشواهد منها قليلة جدًا، وإنما هي حرف عطف، ومن أحب أن يسميها "واو الثمانية" فذلك من باب ذكر فنية العبارة القرآنية، وبلاغتها، علمًا بأنه ليس لديها وظيفة نحوية خاصة بها.

ثم

ما فائدة ذكرها لو قلنا اليوم:

هذا الكاتب رائع ماتع أنيس طيب الذكر مفيد مريد سديد ومجدد.

إنها واو العطف، وهذا مبلغنا من العلم...

كما أني لم أجد في الشعر شواهد على ذلك.

وحتى في القرآن الكريم كان هناك ما ينقض رأي المُصرّين على التسمية، فاقرأ معي:

هو الله الذي لا إله هو الملك القًدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر- الحشر، 23

لم يذكر القرآن واوًا قبل المتكبر- الاسم الثامن، وهي ليست شرطًا لا غنى عنه.


مشاركة منتدى

  • انا اراى ان هذه الواو ليست للكلمة الثامنة وانما كما هو مكتوب للتوكيد ولاحظت ايضا انها لا تكتب الا في اخر الكلام فمثلا عند العد لا يصح ان تقول سبعة وثمانية تسعة وشكرا

  • هو الله الذي لا إله هو الملك القًدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر- الحشر، 23
    نسي الكاتب كلمة إلا بين إله وهو

  • وفتحت فى سورة الزمر هى واو الأستمرارية (إى كانت مفتوحة مسبقا قبل وصول أهل الجنة اليها )والله أعلم

  • احسنت جزاك الله خيرا لان الكثير في هذا الزمن تلهج السنتهم بذكر هذه الواو التي لااصل لها واضح وقوي في لغة العرب او في القران الكريم

  • في قوله تعالى : هو الله الذي لا إله هو الملك القًدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر- الحشر، 23
    برأيي لم تذكر الواو قبل المتكبر لأنه من الأسماء الحسنى التي هي جميعها لله الواحد هذا يعني فالله منزه عن العد وعن الثمانية،وفي باقي الآيات الواو هي واو الثمانية.والله أعلم .

  • الأخ anas ذكر أن الواو لاتكتب إلا في آخر الكلام والأمر ليس كذلك. ففى المثال الأول الذي ساقه مؤلف المقالة لا ينتهي الكلام عند قوله تعالىً" والناهون عن المنكر " إذ يأتي بعده " والحافظون لحدود الله" . مما يقوي الإعتقاد بأن الواو جعلت بالفعل للثمانيه... أو لحكمة لا يعلمها إلاّالله.

  • هو الله الذي لا إله هو الملك القًدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر- الحشر، 23

    لم يذكر واو الثمانية لأن لله 99 اسما. لاسيما أن الجنة في أصلها لها ثمانية أبواب لذا وضعت واو الثمانية في الآية الكريمة

    حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ..- الزمر

  • أعتقد أن الواو في وثامنهم كلبهم هيواو العطف

  • أعتقد أن الواو في قوله تعالى وفتحت أبوابها هي واو الحال ولاعلاقة لها بواو الثمانية

  • هو الله الذي لا إله الا هو الملك القدوس السلام المومن المهيمن العزيز الجبار المتكبر. الحشر-23. لم يذكر واو الثمانية
    لأن لله سبحانه و تعال 99 اسم
    اما فيما يتعلق بحساب الأعداد لا نقول سبعة وثمانية لأن الأعداد لا حصر لها والله أعلى و أعلم

  • أصل الصفات أنها تأتي غير متعاطفة , إلا إذا كانت متضادة فتُعطف
    قال تعالى (التائبون العابدون الحامدون .....الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ..) فعُطف الأمر بالمعروف على النهي عن المنكر لأنهما صفتان متضادتان فلا يجتمعان على موصوف واحد من دون عطف
    ومثله قوله تعالى (عسى ربه إن طلقن أن يبدله أزواجاً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات .... ثيبات وأبكاراً)
    فلم يعطف الصفات الأولى (مسلمات مؤمنات ..) لإمكان اجتماعهما في موصوف واحد , أما الثبوبة والبكارة فلا تجتمع في موصوف واحد فعُطفت لأجل ذلك
    #البرهان_الكاشف
    #البلاغة_الواضحة

  • شكرا جزيلا علي البحث في الواو وواو الثمانية

  • لقد بحثت عن واو الثمانية في أكثر من عشرة مراجع نحوية مثل مغني اللبيب لابن هشام والهمع للسيوطي وغيرها ووقفت عند كتاب (بدائع الفوائد) لابن قيم الجوزية ت ٧٥١ هجرية. ج٣ ص ٤٢ حيث عقد لها فصلا.
    وذكر في السطر الأول: الكلام على واو الثمانية قولهم: إن الواو تأتي للثمانية، ليس عليه دليل مستقيم.
    ثم عدد المواقع الأربعة في سورة الكهف آيه٢٢ والزمر آية ٧٣والتحريم آيه ٥والتوبة آية ١١٢.
    وحاولت غير مرة أن أعدّ لها بحثا لكن المادة المتاحة لا تتعدى ست آيات قرآنية فلم أجد لها شاهدا شعريا او قولا مأثورا.
    وفي الأخير هي سمة نحوية بلاغية قرآنية. ولا ضير أن تكون واو عطف او زائدة او واو حال.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى