السبت ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٧
كيفَ الخروجُ-قصية
عز الدين أبو ميزر
ألقولُ يُعرفُ إنْ صدقًا وإن كَذِبًاإذا عَرفنا بِحَقٍّ مَنْ بهِ نَطَقَالم تُبْقِ فِيَّ ليالِي القهرِ مُعْتَقَدًاإلّا كفرتُ بهِ دِينًا ومُعْتَنَقَالمّا رأيتُ بها التّدليسَ صارَ تُقًىوالكِذْبَ فِيما رَوَوْهُ يملأُ الأُفُقَاثقافةُ الجَهْلِ ما أبقت لنا أملًاوقبضَةُ البطشِ مأ أبقت بنا رَمَقَافهذهِ كُتُبُ التّاريخِ طافحةٌبما يُوَلّدُ فينا القَهْرَ والقَلَقَاومَا وَصلنا إليهِ من مُهاتَرَةٍتُدمي القلوبَ وتكوي الوَعْيَ والخُلُقَاوما يخالفُ ما أوحى الإلهُ بِهِوما ارْتَآهُ لنا خيرًا ومُرْتَفَقَاوأصبَحُوا ولأمرٍ بَيّتوهُ لنَاحتّى من اللهِ هُمْ أدرى بِمَنْ خَلَقَاوَقَوّلوا المُصطَفَى ما لم يَقُلْهُ لنَامن الأحاديثِ أو يومًا بَهِ نَطَقَاحتّى غَدَوْنا بِعَيْنِ الكُلّ مَهزَلَةًوكلّ شَيْءٍ لدينَا صارَ مُخْتَرَقَاوالوَحْيُ صارَ بمَا هُمْ أوّلوهُ لنَالِكُلّ مُسْتَهْدِفٍ مَرْمًى ومُرْتَشَقَاكأنّمَا كانَ إبليسٌ يُدارِسُهُمْفي كلّ يومٍ وحتّى أرضَهُمْ عَشِقَالمّا رآهم على آثارِهِ قَصَصًاوجُلّهم بالّذي يُوحيهِ قد وَثِقَاما خَيّبوا ظَنّهُ فيهم وَبَعْضُهُمُساواهُ في شَرّهِ والبَعْضُ قد سَبَقَاحتّى الّذي قالَ فيهم إنّهم سَبَقُواإبليسَ شَرًا وأيْمُ اللهِ قد صَدَقَاوقد رآهم بَغَوْا في الأرضِ ما تَرَكواشرًا ولم يَنزعُوا عن بابهِ الغَلَقَاألَا تَرَى الدّمَ يجري بيننا نَهَرًاوقد غَدَت بِهِمُ أوطانُنَا مِزَقَاوكلّ ذلكَ بِاسْمِ الدّينِ إذْ جَعَلوامِمّا رووهُ عن الأسلافِ مُنْطَلَقَايكفي البُخَاري لنا في فِقْهِهِ مَثَلًاوبابْنِ تَيْمِيَّةٍ في فَهْمِهِ نَسَقَافَضُلِّلُوا وأضَلّوا ويْحَ مَا فَعَلوازادُوا العِبادَ على إرهاقِهِم رَهَقَافأصْبَحوا دُوَلًا من بعدِ وحدتِهِمْوباتّباعِ الهوى قد أُدخِلُوا نَفَقَاقد بَشّروا بربيعٍ قبلَ مَوْعِدِهِيا ليْتَهُ ما أتى أو بَابَنَا طَرَقَافمَا رَأيْنَا ربيعًا مثلمَا زَعَمُواومَا شَمَمْنَا عبيرًا قَطّ أو عَبَقَاوإنّمَا نارُ حِقْدٍ بيننَا اشْتَعَلَتْوكلّنَا في بحورِ الدّمِّ قد غَرِقَاولَا تزالُ الرّحَى في النّاسِ دائرةًكأنّهَا الرّعْدُ لَكِنْ بَعْدُ مَا بَرَقَافَكَيْفَ نرجو خُروجًا من مَتَاهَتِنَاوعقلُنَا في شِباكِ الجَهْلِ قد عَلِقَاوليلُنَا دامِسٌ أرْخَى سَتائِرَهُونورُ أعيُنِنَا مِنّا قد انْسَرَقَاونحنُ لَمّا نَزَلْ أسرَى لِمَا زَعَمُوامن الضّلالِ وَمِنْ وَهْمٍ بنا الْتَصَقَاوَنَبْتَةُ العلمِ فِينَا بعدُ ذابِلَةٌما اشْتَدَّ ساقٌ لها أو أنْبتَتْ وَرَقَاهِيَ الحياةُ فإمَّا "أن نكونَ بِهَاأو لا نكون" فلا زُلفى ولا مَلَقَا "وإنّمَا راية للعلمِ نرفَعُهاوَوحدة تَتَحدّى الطّيْشَ والنّزَقَاونعرفُ الحَقّ حَقّا لا مِراء بِهِيزدادُ بالحُبّ فيمَا بينَنَا ألَقَاوالعدلُ دينٌ لنَا نسمُو بهِ ولَهُويصبِحُ النّاسُ كُلًا فيهِ لا فِرَقَا
عز الدين أبو ميزر