الثلاثاء ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٧
بقلم
مطَرٌ لنيسانٍ وَلود
لا شيء يذكرني،ذكرتُ مواجِعي..فنَما شِراعٌ بينَ أغنِيَتي وأمنِيَتي، وحاصَرَني السُّؤال:هل كانَ للمطعونِ أن يحيا ولم يطعَن عَذابَه؟كانَ المَساءُ مطَأطِئًا..وعيونُهُ اختَزَنَت دهورًا مِن ضَبابٍ...في غَياهِبَ مِن جُمود.كانَ الغروبُ يطيلُ آثارَ الذّهولْوالصَّوتُ بئرٌ تستَقي لُجَجَ الخَفاءْياللعطاء!البئرُ أنثى تعصرُ الأحداثُ نهدَيها...وتُهديها أحاديث الحيارى والسُّكارى والبُغاة...يبقى المَساءُ مطَأطِئًا...ولَدَيهِ مِن سَكَراتِهِ ما يَشتَهي عُهرًا فلاسِفَةُ الكَلام.نَسِيَ الزِّمامُ هنا مَحاوِرَهُ، ونام...وسَيَكتُبُ التاريخَ مَقلوبًا، ويعتَذِرُ النِّيام.لَبِسَ الزِّحامُ جُنونَهُ،ومَضى، وكانَ الطَّقسُ أعذارًا مُكَدَّسَةً...وكانَ الحُبُّ يُلقِمُ حُزنَهُ ثديَ الحَنينِ إلى ترابٍ لم يَزَليحتاجُنا لُغَةً، ونَسقيهِ احتِقانا.مَن يا تُرى نَقَشوا على شَفَقِ السَّرابِنشيدَ مفتونٍ بِزَخرَفَةِ الكلامْ؟أيَمامَةٌ هَدَلَت بِحِضنِ مُخَيَّمٍصوتُ ابنِ مَريَمَ لونُهُ، وصلاةُ أحمَد؟أم غيمَةٌ نَزَفَت ثقيلَ همومِهاأملا، لتحيا طَفلَةٌ ألِفَ الغُزاةُ حصارَ دُميَتِها، وكسرَةَ خُبزِها؟أم ذاكَ إيقاعُ الرّتابَةْ؟يعلو على وقعِ الزّواحِفِ تقتَفي ذُلًا سَرابَه!أم ذي دَياجي العابراتِ منَ الحروفِالملقياتِ على مِنَصّاتِ المَهاوي القارِحَةْ؟لا شيءَ يَمنَحُ غابِرٌ زُوَّارَهُ.المَجدُ في الماضي صُوَر.قُم واهدِني نورًا لنَخرُجَ مِن دياجي الحُلمِ،مِن وَهمِ الرُّكونِ إلى الفراغْ.لا شَيءَ يَذكُرُنيذَكَرتُ مَصارِعي!والوَهمُ يسكُنُني، ويَخنُقُني البُرودْ.كانَ الظَّلامُ عُيونَناملْءُ المَكانِ شُرودُناأشواقُنا ما فارَقَت أعناقَناثَكلى، تَموتُ على شِفاهِ جُمودِنا...هل كلُّ هذا الموتِ يا أعرافُ مَوت؟!عادَ المَساءُ مُطَأطِئًاوقوافِلُ الأحلامِ توغِلُ في غَياهِبِنا عُيونًا مِن جُحودْ.رَبَضَ الجنونُ على سَوادِ عيونِنا؟أم نَحنُ مَن لَبِسَ الغُموضْ؟أفنى الشِّمالَ مَعَ اليَمينِ رُقودُنا..الكَلبُ دومًا بالوَصيدْأنّاتُنا...هل تَشتَهي الأصفادَ في ليلِ المَواجِعِ..أم تَخَطّي السَّكرَةِ المُزجاةِ في ظلِّ التّمني،وافتراءات الشُّرود؟لا شيْءَ يذكُرُنيذَكَرتُ مَرارَتيفنَما جَناحٌ،ضَمَّ ملهاتي لمأساتي لتَهزِمَني هُنالِكَ شَهوَتيوعلى مداخِلِ سَكرَتي شغَفًا ليصلبَني الجُمود!كانَ الغروبُ تَثاقُلًا يجتاحُنيوأنا أسيرُ مَخاوِفي..مازِلتُ مِن عَبَثِ المنالِ أضيعُ في لُجَجِ المُحالْ.وعَشِقتُ فيما قَد عَشِقتُ ملامِحيترتاحُ في مرآةِ ليلي طِفلَةًتَهوى تَهاليل الظّلامِ، تَضُمُّها،صوتًا ولونًا ضاعَ في حِبرِ الكَلامِ...وَلَن يَعود!لو كانَ يَذكُرُني الغروبُ أمَدَّنيلونًا لأعلِنَ للرّياحِ مَداخِليلتَرى يَدي مبتورَةً مصلوبَةً،والنَّخلُ يَشرَبُ نَزفَها، ليعودَ ليوأعودُ أحلامًا ترى إنسانَهاصوتًا يُعيرُ الكونَ روحَ تأمُّليلا حُزنَ يا أرضي سيَبقى حينَيجمَعُنا الوِصالُ بلا حدودوتعودُ لمعَةُ خاطري تروي غَديشوقًا، ونبضُ القلبِ جودوتعودُ لي نفسي، وتُشعِلُني رؤًىشَبَّت، بنيسانٍ وَلودوأعيشُ روحَ مُرابِطٍ فوقَ المدىونَداهُ للأرضِ الوقود