السبت ٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٨
بقلم نايف عبوش

صخب العصرنة.. والحاجة إلى الطمأنينة وراحة البال

لاشك أن الحضارة المعاصرة أبدعت الكثير من المنجزات الهائلة، في كل المجالات، العلمية، والتقنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وكانت ثورتها في المعلوماتية والاتصالات، طفرة هائلة في التواصل، وإلغاء الفواصل بين الناس. ولا ينكر أن الاشباع، ومستويات الرفاهية العالية، وتحسين الوضع الصحي، كانت منعكسات ايجابية واضحة للعصرنة، ولاسيما في مجتمعات البلدان الصناعية المتطورة.

على أن تلك الإنجازات الإيجابية للعصرنة، رافقها سلبيات كثيرة، في مقدمتها الضجيج الصاخب، التي افرزته الصناعة، والمانفكتورة في عملياتها الإنتاجية، ناهيك عن تلوث البيئة، والانغماس الكلي في العالم الافتراضي، والإدمان الرقمي، وما ترتب على ذلك من عزلة عن الواقع الحقيقي الاجتماعي، وبالتالي تيبس الوشائج العائلية، وفقدان المشاعر الاجتماعية الوجدانية، التي كانت قبل ذلك، تتدفق بالمحبة، والفيوضات الإنسانية السامية بين الناس .

ولذلك بات إنسان اليوم يشعر بالحاجة الماسة إلى الطمأنينة، وراحة البال، بعد ان بات يفتقد نعمة الهدوء النفسي .. ويشعر بالضيق والاكتئاب، في زحمة ضجيج العصرنة الصاخب .. حيث أصبح يحتاج إلى مشاعر حالمة، وأجواء هادئة، تطمئن بها نفسه، وتبهتج بها روحه .. فبات يلجأ إلى العلاج بالعقاقير، التي قد يستجيب لها فيشعر بالراحة.. وأحياناً يكون الصدر ضيقاً، والاكتئاب شديداً.. فلا ينفع معه العلاج بالعقاقير..

ولعل افضل علاج معنوي للحصول على راحة البال، هو العودة إلى الله، بقلوب يعمرها الإيمان بالله ورسوله، والتوسل إلى الله تعالى بالادعية المأثورة، التي وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها(اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن.. ) وغيره من الأدعية ..حيث ليس هناك من وسيلة تستجلب راحة البال مثل الدعاء، وهو ما نتلمسه في قوله الله سبحانه وتعالى بهذا الخصوص :_(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى