الأحد ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٨
انتبهْ!.. الوطنُ لا يُباعُ وَلا يُستبدَلُ..
بقلم وديع العبيدي

وَلا يُطرَحُ للإيجار..

(1)
هلْ تعيشُ بلا جَسَد..
الوطنُ هُوَ جَسَدُك
هلْ تعيشُ بلا هوَاء..
الوطنُ هُوَ أنفاسُك
هلْ تعيشُ بلا دَمٍ
الوطنُ هُوَ نَسَغُ عُروقِك
أنتَ لا تعيشُ بلا حيَاة
لأنَّ الوطنَ هُوَ الحَياة
أنتَ طبعاً تعتقدُ أنّكَ عَائشٌ
وَتعتقدُ أنَّ حيَاتكَ هذِهِ هِيَ أرْقى شيء..
ولكنّكَ لا تعرِفُ أنكَ مَائتٌ..
والمَائتُ لا يشعُرُ..
تستطيعُ أنْ تتصوّرَ ما تشَاء
ولكنّكَ لا تستطيعُ أنْ تُحِسّ
بِما تدعُوهُ تصوّرا..
أنتَ لا تعرفُ أيضا..
إذا كانَ مَا تدعُوهُ تصوّرا..
هُوَ أفلامُ ناكرٌ ونكيرٌ
عَلى كتفيك!..

(2)
تصوّرْ.. أنّكَ تعودُ ليلا
والدّروبُ مُغطاةٌ بالثلج..
الدّروبُ الصّاعِدةُ إلى بيتك
زَلْجةٌ وحِذاؤك صيفي..
هلْ تتَصوّرُ أنْ يكونَ الثلجُ أسْود..
عندما لا يكونُ وطنُك وطنَك..
أو عندما يصرُخُ الوطنُ في وجْهِك
ابعدْ عنّي..
لأنّك لم تحمِني من الاغتِصاب
الوطنُ.. يتكلمُ ويصرخُ مثلَ امْرأة..
لأنّ رجالَهُ ساكتون..
لنْ تنفعَكَ إجازةُ الدّرَاسةِ..
لنْ تنفعَ وحْشيّةُ المارينز..
ولا أطنانُ النابالم..
حينَ تصيرُ عيونُ الوطنِ
بحيراتٍ منْ دمٍ وَدَبَقٍ
لنْ ينفعَكَ جوازُ اللّجوء..
لنْ تنفعَكَ حَفلةُ المُوسيقى
لنْ تنفعَكَ أنانيتك
ولا وُعودُ المرْأةِ بمنحِكَ جنسيّة
لن ينفعَكَ ضلعُكَ الناقصُ
وذراعُكَ مبتورة..
وطنُكَ الذي لا ينمو
وحزنُكَ الذي لا ينقشِعُ
لا يكبرُ ولا يزولُ..
مثلَ بحيرةٍ رَاكدةٍ فقط
هُوَ هذا الوطَنُ
شيءٌ ميّتٌ في دَاخلِكَ!

(3)
كلّنا نحنُ ترَكنا الوَطَنَ
اتّهمْناهُ بالجُبنِ وَالخِيانة
حمَلْنا شَجاعتَنا وَهرَبْنا غرْبا..
مَلامِحُ المرْأةِ التي تبيعُ
أحفادَها في ساحةِ سيّد حَمَدْ
بقيتْ تطاردُني.. وأقولُ تبّا
لِوطنٍ يبيعُ أطفالَه لِيأكل
تبّا لِمن يبيعُ أثاثَ بيتِهِ ليَعيش
يبيعُ البَابَ وَالشبّاك
ولمْبةَ النّور
ليدفعَ ايجارَ وطنٍ غريب
الآنَ أعرفُ انّني لستُ شُجاعا
ولا خائِنا
لستُ حارّا ولا دافئا
لستُ أنا وَلا هُوَ
لسْتُ في المَاضي وَلا الحاضر
أنا مائتٌ.. وأحلمُ!

(4)
خُذي كلَّ خيلِكِ
كلّ الخِيام..
كلَّ عشاءِ الطّيور
وكلَّ الطّرق
فما حاجَةٌ لي بها أوْ بك
لوحدي سأمضي
على قدمي
ولنْ تبخلَ الصّحارى عليّ
لن تتبخترَ أو تتاجر
مثلَ الحضارةِ..
الصّحارى بِلادي وَأهلي
فنِعْمَ الصّحارى!

(5)
دخلتُ البلادَ بجوربٍ..
لم أتوسّخْ تماما
لم اتملّقْ أميرَ البلاد
ولم أضاجعْ بغيَها
سهرتُ لَيالٍ طِوالا..
تأمّلْتُ في ليلِها وَفي شمْسِها
تأمّلْتُ في ناسِها وَالعبيد
تأمّلتُ النّساءَ.. بغايا معابدِها
وانتظرْتُ عَلى مفرقِ الطّرق/
اتِ عندَ المساء
ماذا انتظرْت
لِماذا انتظرْت
لسْتُ أدري
وحينَ تعرّتْ تماما
وصارتْ تسعّرُ كلّ شبر
وتكذبُ في كلّ سِعر
وصارتْ تبيعُ الرّغيفَ الخفيف
رجعتُ عَلى عقبي..
وقفتُ عَلى قدمي
قلتُ: ليسَتْ بِلادا
وَلا منزِلا للغريب
ليسَتْ وَلا
مت قبلَ النّهارِ الجديد
أغلقتُ عَيني عَليها..
وأغلقتُ نفسي عَليها
وأحرقتُ كلّ الصّحف!

(6)
قبلَكِ كنتُ حرا
وبعدَكِ حرّ أنا
فمنْ أينَ جئتِ
أيتها الحشرة؟!

(7)
البلادُ التي عذّبتني صغيرا
والبلادُ التي عذّبتني كبيرا
البِلادُ التي عذّبتني كثيرا
واحدةٌ يا أيّها الناس..
فالبغي تنجُبُ بغيا
والبغايا يلدْنَ بغايا
وفي نصفِ قرنٍ..
لم نجدْ غيرَ رزايا!

(8)
قبلَ نصفِ قرنٍ..
حقّ للناسِ أن يثوروا
ومنْ لا يثور
يزورُ القبورا
فماذا تغيّر
صارَ الذي لا يثور
يتاجرُ في كلّ شيء
ويبتاعُ في الغرب
منهُ قصورا

(9)
أجملُ أيّامي كانتْ
في المستشفى
وَبلا سَبَبٍ..
داوَمتُ أسابيعَ ثلاثة
على نظمِ المستشفى
تعلّمتُ على وجَباتِ المستشفى
تعوّدتُ على وجوهِ ملائكةِ المستشفى
أعطيتُ نفسي مجّانا
للملائكةِ الجدد
وما عادَ بجلدي مكانٌ للطعن
وما عدتُ أذكرُ ما قبلَ المستشفى
شيئاً من عمري
صارَ المستشفى بيتي.. وطني
قلتُ لن أخرجَ منها
حاصرَني أطبّاءُ القسم..
تآمرَ مسؤولو الدّورات
ولا أعرفُ كيفَ خرَجْتُ
كيفَ خسَرْتُ أجملَ أيّامي
بئسَ بلاداً لا يحسنُ بها
غيرُ المستشفى وَالسّجن!

(10)
اليومَ هُوَ السّبْتُ..
في السّبْتِ المُقبلِ
يَحْدُثُ شيءٌ آخَرُ..
هوَاءٌ آخَرُ..
سَيبْدأ زمنٌ آخَرُ
بِلا أدْويةٍ وَمَواعيدِ طَبيبٍ
بِلا نَحسٍ أوْ جُوعٍ كولونيالي
ستَسقطُ كلّ الصّورِ الصّفراء
في السّبْتِ| المُقبلِ!

(11)
عالمٌ.. موْضوعٌ في الشّرّير
مقولةٌ تبريريّةٌ، لَيْسَتْ نبوّةً
أسوَأ الأفكار
هيَ التبريرات
وأسوأ الجُبَناءِ
منْ يضَعُ مُسوّغاتٍ لِلأشْيَاءِ
العَاجزِ عن تغييرِها!

(12)
أنتَ تعْملُ
وَالشّرّيرُ يُلاحقُكَ من أجلِ الضريبة
أو الربحِ أو الزّكاةِ أو الزّدَقَةِ
أنتَ تشتري سيّارةً
وَالشّرّير يأتي ويطلبُ منكَ ضريبة..
ضريبةُ الوُقودِ، ضريبة الطّريقِ، رَسْمِ البارك
أنتَ تبني بيتاً، وَالشّرّيرُ
يُطالبُكَ بِسعْر التدفئةِ وَالمواسير
رسومِ الكهرباءِ وصدقةٍ جَاريةٍ للبلديّة
أنتَ تبني وطنا،
وَالشّرّيرُ يقولُ لك: تنحّ من هنا
تحتَ هَاذهِ الأرضِ موَاردُ نفطيّةٌ وَمَعَادن
نُريدُ استثمارَها من أجلِ خرابِ حياتك
أنتَ تملكُ هَاذا الوطن
لكنّ الأرضَ التي تحتَه
وَهبَها اللُه لعباده الأقوياء!

(13)
الله لم يخلق آدم لوحده، جعل حواء تنكده
الله لم يخلق هابيل، جعل قابيل ينكد عليه
الله لم يجعل اسماعيل ابنا
جعل اسحق نكدا له
الله لم يبعث المسيح، جعل ابليس ندّا له
واحد يبني، والآخر يهدم
[فمتى يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ]
والبقاء للأكثر وحشية وخبثا
طبعا!

(14)
لا تقل الملك لله
لا تقل الأرض يملكها يهوه
لا تقل اسعوا في الأرض
وكلوا من طيباتها
فالطيبات ليست بلا ثمن
والأرض ليست مشاعا
هاذا افتراء..
الأرض يسودها البغي الطماع
لا تصنع مزيدا من البشر
فالهواء ليس بلا ثمن
والأرض.. مستعمرات عبودية!

(15)
لضلالةِ النّاسِ كانَ الدّين
وَلِسَلبِ كرامتِهمْ وَإرادَتِهمْ
كانت الدّولةُ
الخُداعُ هُوَ غِشاءٌ من عَسَلٍ
على بَرميلِ زِفتٍ
بلا قرار!

(16)
الدّين لُغَةٌ
وَاللّغَةُ قِناعٌ
القِناعُ زيفٌ
وَالزّيفُ ضدّ الحَقيقةِ
الحقيقةُ نقطةٌ في مُؤخّرةِ الرّأس
خلفَ العَيْنِ، فَهْيَ لا تُرَى!

(17)
منْ كانَ الأوّل
دينٌ أمْ دَوْلة
رجلُ الدّين أم التاجر
الفضيلةُ أم الطّمَعُ
إذا كانت المَادةُ نَجَاسةٍ
فلِمَاذا وضَعتنا فيها.ِ
وكيفَ يكونُ التخلّصُ منها!

(18)
المسيحُ تحدّثَ عن الصّحْفَة
عن الدّاخلِ وَالخارجِ
وَالاثنانِ في واحد
لكنّهُ لم يقلْ لماذا
اجتمعَ الاثنان
في ضَعْفِ الإنسان!

(19)
خذْ بِضاعَتَكَ وَامْشِ
يا ايّها التاجر
خذ بضاعتك وَامْشِ
يا رجلَ الدّين
خذْ بِضاعَتَكَ وَامْشِ
يا أيّها الأجنبيّ
خذْ بِضاعَتَكَ وَامْشِ
يا مَالكَ الأرضِ وَالهَواء
خذْ زَبانيتَكَ وَاذهَبْ
فَلَسْتُ لُعْبةَ شِطرَنْج!

(20)
كمْ شخصاً سَمَعَ اسحق لوريا
كمْ شخصاً فَهِمَ اسحق لوريا
كم شخصاً عَمَلَ بوصيّةِ لوريا
كم شخصاً كانَ جادا وجريئا
لو كانَ اسحق لوريا نبيّاً يعْمَلُ المُعْجِزات
أو قائداً عسكريّاً يُطهّرُ
المُسْتنقعَاتِ من الديدان
لو كانَ ملكاً مطلقاً..
لا يسمحُ للمَخدوعينَ البَقاءَ على أرضه
أولئكَ الذينَ وصفَهمْ المسيحُ بأبناءِ ابليس
لماذا ترَكَهمْ وشأنهم
هؤلاء يَسودونَ حَياتَنا اليوم!

(21)
لا تفقدْ شيئا
تعودُ وَتشتاقُ إليه
ثمةَ أشياءٌ/ أشخاصٌ
لا تتكرّر!

(22)
لا تقاطعْ – هَلَكْ-
مَهمَا دَارَ الفَلَكْ
مَنْ تَرَكْ
قَدْ هَلَكْ!

(23)
هلْ جرّبتَ يوما
أنْ تفقدَ شيئا
وتطاردُكَ
رائحتَهُ
هلْ جرّبتَ يوما
أنْ تكرهَ امْرأة
تهرُبُ منها
وتلاحقِكَ في أحْلامِك!

(24)
صدّقْ أو لا تصذّقْ
كلّ مَا فعلتُهُ
كلّ مَا قلتُهُ
كلّ مَا فكّرْتُ فيه
كلّ مَا شعَرْتُ به
كلّ مَا أردْتُهُ
مَا حلمْتُ به
كانَ خطأ..
أدفعُ فواتيرَهُ المؤجّلة!

(25)
صدّقْ أوْ لا تصدّقْ
كلّ مَا لم أفعلْهُ
كلّ مَا لم أقلْهُ
كلّ مَا لم أفكّرْ فيه
كلّ مَا لم أشعرْ به
كلّ ما لم أرده
كلّ مَا لم أحلمْ به
كانَ خطأ..
أدفعُ فواتيرَهُ المؤجّلة!

(26)
أنامُ قليلا
وأحلمُ كثيرا
أشياءٌ كثيرةٌ تحدُثُ
ناسٌ كثيرونَ يمرّونَ بي
حتّى الموتى ينهَضون
عَلى أقدامِهم
عَلى مِنصّةِ الشرَف
وعندَما أفتحُ البَابَ
لا أرَى أحَدا
أصواتُهم فقط
تجعلُني قريباً منهم!

(27)
كلّ شخصٍ صَادفتُهُ
كلّ امْرأة عرَفتُها
كلّ صديقٍ عَابر
كلّ رفيقةِ طريق
وَظيفتي خلالَ الحَرْب
مُروري بالكنيسة
عَلاقاتي مع المحامين
حتّى الجالسُ بِجنبي
في عربةِ القطار
كانَ الطعامُ حاضراً بيننا
المسجّلُ العامّ في بابل
قالَ لي:
أنّني إلهٌ قديمٌ
قلبُهُ في وسطِ معدتِهِ!

(28)
الطرقُ التي سِرتُ فيها
ألقي عليها نظرةً أخيرة
المحطّاتُ اليابسةُ من البرد
والسّلالمُ الوهميّة
وجوهُ النّاسِ التي
لا تجذبُ النّظرَ
أصواتُ الأحرفِ العَرَبيّة
في حافةِ الأذن
كابيناتُ التلفونِ التي
اسْتخدمتُها ذاتِ يومٍ خطأ
ألقي عليها نظرتي الأخيرة
ثمّ أتحولُ إلى ذكرى
أوْ وهمٍ مسْتحيل!

(29)
لوْ كانَ الوطنُ (دشداشة)
مَا خرجْتُ مِنهُ
لوْ كانَ الوطنُ سيفاً
مَا نَزَعتهُ مِنْ خَاصِرتي
لوْ كانَ الوطنُ سِجْنا
لَقضيتُ فيهِ مَحْكوميّةً أبديّة
حتّى المَوْتِ
لوْ كانَ الوطنُ سيّارةَ إسْعاف
مَا أطفأتُ مُحرّكَها
وَلا أوقفتُ بوقَها عن النّشيج
لوْ كانَ الوطنُ (أنا)
لانتَحَرْتُ واقِفا!

(30)
شكراً للموسيقى
شكراً لكلِماتِ الأغاني
شكراً لألحانِ المُلحنّين
شكراً لِعزفِ العازفين
شكراً لِحناجرِ المُغنين
شكراً لِلإذاعاتِ العَرَبيّة
شكراً لِلزمنِ الجّميل
الجّمالُ الوَحيدُ الدّائم
عندَما ينتهي كلّ شيء!

(31)
حتّى المَبغى يُمكنُ
أنْ يكونَ وَطناً
لوْ أنّهُ لا يكذبُ
حتّى السّجنُ يُمكنُ
أنْ يكونَ وَطَنا
لوْ أنّهُ لا يعذّبُ نزَلاءَهُ
حتّى نقاطُ التفتيشِ يُمكنُ
أنْ تكونَ وَطَنا
لوْ كانتْ تحتَرمُ إنسانيّتك
حتّى الدّودةُ التي تمْتَصّ دَمي
يمكنُ أنْ تكونَ لي وَطَنا
لوْ قاسَمَتني الحُبّ
أنا عندي أوطانٌ كثيرةٌ
لكنّها عاطِلة عن الاحتِضان
يا ويْلي منْ هذا الغرْب..
حتّى القبورُ يملُكُها الأغنياءُ فقط!

(32)
أنا أبحثُ عنْ هَيكلِ
دَيناصورٍ مُنقرِضٍ
لأتخذَهُ وَطَنا
بِلا فواتير!

(33)
أنظرُ للأرضِ
ليسَ اتقاءَ ضوءِ الشّمْسِ
وَلا خوفاً مِن القراصِنة
ليسَ في وُجوهِهم
ما يسْتحقّ النظر!

(34)
الوطنُ ظاهرَةٌ تاريخيّةٌ
المُواطنةُ وَالعدْلُ
تي في دوكيومنت
مَسْقطُ الرّأسِ خرافةٌ
بلدانُ اليَومِ
مُجرّدُ فنادق
يُديرُها القراصِنة!

(35)
[دَوّارَهْ.. دَوّارَهْ..
الدّنيا دَوّارَهْ..
لوْ دَامت لْسَلمَان..
مَا صَارَتْ تْجارَهْ
دَوّارَهْ.. دَوّارَهْ..
لمّنْ تِجي لْيعقوب..
هم ياخذْ بْثارَهْ
لا ينفعَ امْريكي..
ولا يدوم لنكَريزي..
كلْمَنْ إلَهْ عَاره
ابشرْ يَابن الأرْملَهْ..
شدّي له زِنّاره]

(36)
كلّ منْ تَرَكَ دَارَهُ
غيرُ آمِن
كلّ مَنْ هَجَرَ بَلَدَهُ
هُوَ خائِن
كلّ مَنْ فَقَدَ امْرَأتَهُ
غيرُ كائِن
كلّ مَنْ بَاعَ رُوحَهُ
هُوَ شائِن!

(37)
الخارجْ مَفقود
والدّاخلْ موجود
الخارجْ مردود
والداخلْ ما يموت
الداخلْ يعود!

(38)
مهما يدومْ الذلّ
الظلمْ ما يْسود
مهما يعمّ اليأس
ثمة أملْ مسنود
فيكْ الأملْ موجود!

(39)
ابنْ البلَدْ لِلبَلدْ
والجّودْ والمَاجود
خير البلدْ منْ يَدَك
وْشرّ البلَدْ منْ يَدَك
ويا ظَهَرْ منْ ينفعَكْ
غيرْ البَطنْ والعُود!

(40)
يا مغترِبْ.. اقْترِبْ
ويا نَاسي.. اذكرْ هَلَكْ
خلّ السّمَاحْ يْسُود
ويا مختصِمْ.. اصْطِلحْ
ارْجعْ إلى مَنزلكْ
وْلوْ طاحْ منّكْ –جتف-
عندكْ –جتف- مسنود!

(41)
[انه الطِحِتْ.. ما طِحِتْ
وانه الضِعِتْ.. ما ضِعِتْ
بالروحْ عندي نَبعْ
يسكَيني يومْ اعْطشتْ
وْشوباشْ عِندي عُمُرْ
أصْطلحْ بي ما فات
ويَا ريتني ما غْلَطِتْ!

(42)
ما ينشرَهْ وْينباع
بِفلوسْ لكنْ دمْ
وِاللي يبيعْ الوطنْ
لابدْ يِرِدْ يندمْ!

(43)
سمّيهْ.. خيمة شَعَر
سمّيهْ.. حفرة بيد
بكَليبي أغلى وطن
وْغيرَهْ أبدْ مَا ريد!

(44)
لو أنّ لي كلّ دموعِ النّاسِ
لبكيتُ حتّى الأبديّةِ
سنيناً ماتَتْ دونَ بلوغٍ
أماكنَ لم تختمرْ طينتُها
كلمَاتٍ بقيتْ عالقةً
خلفَ الباب!

(45)
[الدّودةُ..
حتى الدّودةُ..
تحرُسُ ثقباً في التربةِ
حتّى الدّودةُ..
الدّود
ةُ]! - (م. ن.)

(46)
[سوفَ نبكي غداً
ثلاثينَ عاماً
من الطرُقات
(ذيب حزن الليل)] – (م. ن)
بَرْدْ اللّيْلْ..
غداً..
وبكينا..
بْدَمْعي ما كَيّشْ سفن..
نوحْ وطرَحْها السّيلْ
لا الكَاعْ غسْلتْ صُبَخْها
ولا بْروحيْ ردّ الحيلْ!

(47)
عتمةْ صَارْ اليُومْ.. كِلّشْ
عَفيَهْ عُمْري شْكَدْ نَحِسْ
ومنْ كُثُرْ مَا كَلِتْ بُكْرَهْ
صارْ بُكْرَهْ من أمِسْ
وانتهْ بيدَكْ..
شَمْعتكْ..
بَسْ.. بالعَكِسْ
تْشابَحِتْ بيكْ وْصِحِتْ
يَفْلانْ..
ما دَكَـْ الجَرَسْ
يَفْلانْ..
جَا وينْ.. الدّرِسْ
يَفلانْ..
تدري بالسّبْعينْ
ليلْ البصْرَهْ يضْوي
والمُطرْ بالصّيفْ
والكُحْلَهْ دِبِسْ
لا حْجيتْ ولا كَلِتْ
صارْ شكلَكْ ملتبسْ
جانْ رَجّعْتِ الأغاني
وبِعِتْ يومْ الْجُمْعَهْ
نيشانْ العِرِسْ
جا كَلِتْ رمضان بَاجرْ
ومتتْ غفلهْ بْلايَهْ حِسْ
هَلْبَتْ انْمُوتْ عْلَه مُوتكْ
وينْكَطِعْ هذا النّفَسْ!

(48)
آنَهْ..
مُو وحْدي عَلَهْ بَابَكْ أوِنْ
نخلتكْ كَطعَوْ شَعَرْهَا
تْمَايلَتْ.. دَمْعَتْ.. حِزِنْ
جَا كَلِتْ.. المفتاحْ ضَاعْ
بَاكَوهْ حرّاس السّجِنْ
وْلا تكَولْ السّركَي زَنْجَرْ
وْكيلونْ بَابكْ بالْرَّهِنْ

(49)
الأوطانُ أفئدَةٌ
والأفئدَةُ ليسَتْ سيّان
حينَ تضيقُ الأفئدَةُ
تضيقُ الأرضُ
يظلمُّ الأفقُ
الأوطانُ ليسَتْ
مساحاتٌ جغرافيّةٌ
ولا ألعابُ السّكّان
لا أرقامَ قياسيّةٌ
ولا بطولاتٌ دنكيشوتيّةٌ
ليسَتْ فنادقَ أوْ شوارِعَ
للايجارِ
مكاتِبَ صَيْرَفةٍ وَجبايَةٍ
ليسَتْ أفوَاهاً عمياءَ أو حَمْقاءَ
ذئاباً تعوي
تحتَ سَريرِ امرأةٍ
عجفاءَ
الأوطانُ أفئدَةٌ
عامرةٌ بالحبّ
منْ يعرفُهَا
لا يهجرُهَا
تبّا لأوطانٍ
تُهْجَرُ مِنْ أوّلِ ليلة
تقبضُ أجرتَها سلفاً
كالمَبغَى
أما الأوطانُ المَهجورَةُ
والأفئدةُ الصخريّةُ
اليابسَةُ كالمالِ
حدائقُ الحَيْوَانِ
تلكَ لا يسكنُها غيرُ المَوْتى
فلعلّها لا تبقى!

(50)
الوطنُ [Heimat]
Liebes Heimat
Heimat im Herzens
Wärme Schtriche durch Schnee
Dort..
Wo Menschen noch Menschen sind
Wo Liebe noch Liebe ist
Wo die Sprache vom Herzens aus geht
Dort.. ist noch Heimat
Wärme Heimat
ترجمة عربية للمقطع (50) [باللغة الألمانية]..
الوطن (الألماني)
وطنُ الحبِّ
وطنٌ في القلبِ
خطوطٌ دافئةٌ خللَ الثّلجِ
هُناكَ..
حيثُ النّاسُ ما زالوا بَشَراً
حيثُ الحبُّ ما يزالُ حبّاً
حيثُ اللغةُ تنبثقُ من القلبِ
هُناكَ.. ثمّةَ ما يزالُ (وطنٌ)
وطنٌ دافئ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى