الأربعاء ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٨
بقلم فوزيّة الشّطّي

اِعْتِرَاف

اِخْتليتُ بنفسي طويلا كيْ أُراجعَ ماضيَّ القاسيَ معك آمِلةً في موقفٍ حاسم كالـموتِ يُريحني مِنْ صَلفِك ويريحكَ مِنْ زُهدي.

مع كلِّ كشفٍ جديد ترتعدُ حِكمتي وترتبكُ عاطفتي. مع كلِّ شكٍّ في نواياكَ يتضاعفُ شكّي في نفسِي الخاسرة، في حدسِي الـمتعثِّر، في عقلِي الغبـيّ، في قلبِـي التّائه.

صُدمتُ فيكَ صدمةَ الرّضيع في ثديٍ بخيل، صدمةَ الطّفلِ في أمٍّ جَحُودٍ، صدمةَ الفتَى في فجرٍ عَبوس، صدمةَ التّائبِ في جنّةٍ خراب.

كالسّائرةِ في طريقٍ ضَلالٍ تبعتُكَ إلى الـمُنتهَى، أوّلتُ نزواتِكَ، برّرتُ نَذالاتِك، غفرتُ خطايَاك، زيّنتُ صورتَك الشّقيّةَ بالضّبابِ، تَوّجتُها بسرابِ أحْلامي، شذّبتُها بجُموحِ أخْيِلتي، كحّلتُها ببراءةِ أوْهامي... وانتظرتُ!

وإذا القناعُ انكشفَ، وإذا الضّبابُ انقشعَ، وإذا الأحلامُ كُذِّبتْ، وإذا الأوهامُ بُدِّدتْ، وإذا الخيالُ ارتدَّ مدهوشا إلى سراديبِ الغياب.

وها أنا: أُجمِّعُ مِنْ نفسي شتَاتا قد تَـمنَّع، وأُحوِّلُ وجهةَ أيّامي نحو فجرٍ في المخاضِ قد توجَّع.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى