الأحد ٤ شباط (فبراير) ٢٠١٨
رُؤى ثقافيّة «293»
بقلم عبد الله بن أحمد الفيفي

أسطورة

(إلى صديق الطفولة هوميروس!)

والعَـيْنُ لَوْ تَـبْـكِيْكْ
يـا سَيِّـدِيْ الـقَاضِـي
ما مِـنْ عَـزَاءٍ فِـيْـكْ
إلَّا تُقَـى الـوَاضِـي
شَـيْطانِـنَـا الأَكْـبَـرْ!
فـي لَـيْلِنا السَّـافِــرْ
«ابْنُ الَّذِيْنَ»: (جَـاكْ)
ذو الحَافِــرِ الحَافِـرْ
مِـثْـلُ الَّذي قَدْ حَـاكْ
في سَـالِفِ الأَوْطَـانْ!
يَـجُــرُّ (كـاسِـنْـدَرْ)
مِـنْ أُمِّ رِجْــلَـيْـهــا
مِنْ فَجْـرِهـا الأَنْضَرْ
والأُمُّ تَـبْـكِــيْـهـــا
صَوْتِـيْ بِدَمْعِيْ ذَابْ!
هَـبَّتْ، (أَبـا صَيْدُوْنْ)
رِيَـاحَ بَـحْــرِ الـرُّوْمْ
والنَّاسُ كَمْ يَـحْكُوْنْ:
يَسُـوْمُـهـا الـمَشْؤُوْمْ
قُـرْصَـانُهـَا الأَعْــوَرْ!
 كَيْف الضُّيُوْفُ؟ كَيْفْ؟
 أَكَلُوا القَطِـْيعَ الـذَّرْ
 (بُوْلِـفْمُو) يـا بـُوْلِيْـفْ
 رَضِعُوا حَلِيْبَ الشَّـرْ
شَبِعُوا .. لِذا جَاعُـوا!
أَكَـلُـوْكَ يـا عِـمْلاقْ
ورَمَوْكَ فَـوْقَ أَبِـيْـكْ
في كَهْفِكَ الْـ«مَنْ رَاقْ»
وأَخَـاكَ دُوْنَ أَخِـيْـكْ
يـا صَـخْـرَةَ الـغَـارِ!
يـا غَـيْـمَةَ التَّعْـبِـيْـرْ
يَـبـْرِيْــكِ أَقـلامــا
(أُوْلِـيْسُ) بالتَّصْوِيْـرْ
يَـبْـنِــيْـكِ أَعـلامـا
ويَـنَـامُ في جَفْنَيـْكْ!
أَعْـمَى وأَنـْتِ عَصَايْ
نَرْعَى خِرَافَ الأَمْـسْ
يـا حَـسْـرَةً لِـلـنَّـاي
رُغْمَ انْتِظَارِ الشَّمْسْ
غَـنَّـى علـى لَـيْــلَاهْ!
لا، لَـمْ ، ولَنْ يَشْفَـعْ
كِـيْسُ الصَّبَا العَاصِفْ
لِلشَّـاعِـرِ الـمِـصْقَـعْ
غُصْنِ المَـدَى الـوَارِفْ
شِعْـرُ العَمَى أَشْعَـرْ!
السِّـحْــرُ والسَّـاحِـرْ
تَبـَّتْ يَـدَا (هِـرْمِسْ)
صَـارَا بِـلا صَـائِـرْ
بُـتَّتْ يَـدَا (سِيْرِسْ)
يا عُـشْـبَـةَ الإِنْـقَـاذْ!
فِـيْنَا بَـقَـايـَا شَمْـسْ
ثِـيْـرَانُـهَــا نَــهْــبُ
ما أَنْهـَـبَـتْـنَـا قَـوْسْ
(أُوْلِـيْـسُ) لا يَصْـبُـو
إِلَّا لَـهـا مِـنْـهـــا!
الـقَـلْـبُ مَـوْثُـــوْقُ
فـي قِـمَّـةِ الـصَّـارِي
والـبَـرْقُ مَـوْمُــوْقُ
مِـنْ زَنْدِهَـا الـوَارِي
أَيْنَ الشَّواطِيْ.. أَيْنْ؟!
قَــوْسٌ لَـهـا وَتَـــرُ
شِـريَـانَـنا اخْـتَـارَتْ
مـا شَــدَّهَـا بَـشَــرُ
فـي صَـدْرِنـا طَـارَتْ
غِـرْبَـانُـهـا تَنْعَبْ!
والعَـيْـنُ لَـوْ تَـرْثِيْكْ
عُـمْرًا كإِيْـمَـاضِ
سِـرَاجُها يَـبْـكِـيْـكْ
يا بَـيْتَ أَنْقَـاضِـي
شَـيْطَانَـنَـا الأَطْـهَـرْ!

* إشارتان: 1- إسقاطات النصِّ علاقتها استعاريَّة، لا ميثولوجيَّة، بالأصول الأسطوريَّة المتعلِّقة بالأبطال الأُسطوريِّين الإغريق المشار إليهم، الذين يمكن معرفة خلفيَّات توظيفهم بالاطِّلاع على المدوَّنات التاريخيَّة حول أسمائهم.

2- وزن الأبيات من (مجزوء الكامل الأَحَذِّ المضمر)، وهو ما لم أجده مطروقًا لدَى شاعر من قبل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى